مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 05:01:00 م

جنون بابلو إسكوبار أكبر إمبراطور بتجارة المخدرات ومعركته الأخيرة
جنون بابلو إسكوبار أكبر إمبراطور بتجارة المخدرات ومعركته الأخيرة 
تصميم الصورة وفاء المؤذن

استكمالاً لمقالنا السابق عن " جنون بابلو إسكوبار أكبر إمبراطور بتجارة المخدرات ومعركته الأخيرة " لنتابع ....

بدأت المفاوضات لحل النزاع بين الدولة الكولومبية وإسكوبار

 ووافق من جهته على تسليم نفسه للسلطات و إيقاف كل أعمال العنف والقتل وكل الأنشطة الإجرامية التي يقوم بها

 ولكن كان شرطه الوحيد أن يقوم ببناء سجنه ويعين الحراس بنفسه.

وهذا الشرط الغريب من المفروض لأي عاقل رفضه، ولكن بسبب الظروف التي كانت تمر بها البلاد، والضغوط على السلطات الكولومبية بسبب مايجري من أعمال عنف وقتل، كانت الموافقة على هذا الشرط حتمية.

وكانت غاية السلطات في ذلك الوقت فقط إنهاء| العنف |والفوضى، وتوقف الأنشطة الإجرامية بما فيها تهريب |المخدرات|، فإذا التزم إسكوبار بهذه الأمور كانت له الحرية المطلقة في بناء سجنه الخاص على طريقته.

وقامت الحكومة الكولومبية بإيقاف معاهدة تسليم المجرمين إلى أمريكا في عام ١٩٩١، وبناء على ذلك، كان إسكوبار مطمئناً بعدم تسلميه لأمريكا، وهكذا تم عقد الاتفاق 

وقام إسكوبار ببناء سجنه والذي يسمى لاكاتدرال، وتمت محاكمته ودخل السجن في شهر حزيران عام ١٩٩١. 

ويعتبر هذا السجن هو السجن الخاص الوحيد في التاريخ.

وبالرغم من أن إسكوبار كان ملتزم بالبقاء فيه، إلا أنه كان أقرب لفندق أكثر من كونه سجن، حيث كان يتضمن ملعب وغرف ضخمة وحانة ومرافق ترفيهية أخرى

حتى الطعام كان يطهى من قبل طباخين محترفين، وعلاوة على ذلك، فقد كان جميع الحراس من رجاله. 

وكانت فترة مكوثه هناك أقرب لأن تكون فترة استجمام وترفيه عن النفس.

 وكان كل هدف السلطات في ذلك الوقت، أن يبقى إسكوبار تحت أنظارهم بحيث يتوقف عن أنشطته الإجرامية، ولكن بعد عدة شهور تبين لهم أنه كان مستمر في تهريب المخدرات ولم يتوقف أبداً

 وكان يدير كل عملياته من سجنه الخاص.


كانت أعماله هذه خرق واضح للإتفاقية بينه وبين الدولة

  فقررت السلطات الكولومبية أن تحرك قواتها لاعتقاله ونقله إلى أحد السجون التابعة للدولة، ولكن كان إسكوبار قد جهز نفسه لمثل هذا الرد، وهرب من المكان قبل وصولهم.

وهنا بدأت مطاردة إسكوبار كمجرم هارب من العدالة مرة ثانية، لكن في هذه المرة تم التعاون بين القوات الكولومبية والأمريكية، وقاموا بضم مجموعة من المسلحين المتطوعين اسمهم "لوس بيبس"

ومعنى اسم هذه المجموعة هو الناس الذين ظلموا من قبل إسكوبار، وهم مجموعة من الناس لحق بهم الضرر بسبب أنشطته الإجرامية لدرجة أنهم كانوا مستعدين لمحاربته والقضاء عليه.

 حيث أن إسكوبار وجماعته، قتلوا ودمروا آلاف العائلات في كولومبيا، وألحقوا بهم ضرر مادي ومعنوي، فمن الطبيعي وجود أناس كارهين لهم وحاقدين عليهم

 وقامت جماعة" لوس بيبس" بشن حملة عنيفة ضد عصابة إسكوبار، وقتلوا المئات من رجاله والناس الذين يعملون عنده 

وكان أسلوبهم بالعنف مشابه تماماً لأسلوب أسكوبار، فلم يكن لديهم أي تحفظات، وكانوا يقتلون أقارب أي شخص من رجاله. 

هكذا جعل إسكوبار كولومبيا أكبر بقعة دموية على وجه الأرض في ذلك الوقت

 ومع هذه الحملة العنيفة التي أدت إلى مقتل رجاله المقربين، بدأت منظمة إسكوبار وعصابته بالانهيار، وكان يهرب من مكان لآخر

وكان يقضي أياماً وسط الغابات، وكان في حالة خوف دائمة تمنعه من استخدام أي وسيلة إتصال حتى لايتم تتبع موقعه.

ولكن أخيراً في ٢ كانون الأول من عام ١٩٩٣، وبمساعدة من |قوات الأمن| الأمريكية وتقنياتهم، استطاعوا تتبع موقع إسكوبار بسبب استخدامه للراديو ليتمكن من التواصل مع ابنه وعائلته.

واستطاع هذا الفريق الذي تمكن من تتبعه من معرفة مكان المنزل الذي يختبأ فيه في أحد أحياء مدينة ميدلين، والذي اقتحم المنزل باستخدام مطرقة ضخمة، وبدأ إطلاق النار بين الفريق وحراس إسكوبار

 وحاول الهرب من خلال أسطح المنازل، وتم إطلاق كميات هائلة من الرصاص عليه، وتم قتله والقضاء عليه.

 هكذا كانت نهاية أكبر إمبراطور في تجارة المخدرات مر على هذا الكوكب 

بعد ماقام به من قتل ودمار وتخريب، وهذه هي النهاية المتوقعة لكل مجرم، ورغم كل ذلك، إلا أنه حضر جنازته مايقارب ال ٢٥ ألف من المواطنين والذي كان بالنسبة لهم كشخصية "روبن هود"

 فقد كان هو الشخص الذي يهتم بهم ويساعدهم ويقدم لهم أعمال الخير، ومهما كان فإن التاريخ سيخلده كمجرم خطير وانتهى نهاية مأساوية.

تهاني شويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.