مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/19/2022 12:05:00 ص

ماذا تعرف عن التحنيط على قيد الحياة ؟
 ماذا تعرف عن التحنيط على قيد الحياة ؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً للمقال السابق ...

من هم الرهبان الذين استطاعوا أن يقوموا بالتحنيط الذاتي ؟؟

أول الرهبان الذين قاموا بعملية التحنيط الذاتي هو الراهب"  كوكاي " الملقب باسم " كوبو دايشي " . 

و كان باحث و شاعر بالإضافة إلى كونه مؤسس لمدرسة باطنية اسمها " الشينجون" .

وهي تسعى لبلوغ الحقيقة و تحقيق القوة الروحية عن طريق الدمج من تعاليم| البوذية| و الشنتو القديمة و الطاوية و ديانات أخرى .

 فصعد إلى جبل كويا في محافظة وكمايا لكي يتحنط هناك خلال ١٠٠٠ يوم ، و الغريب أن اتباعه بعد أن دخلو عليه وجدوا جثته سليمة و كأنه إنسان نائم ،و شعره و بشرته كانوا طبيعيين و كأنه مازال على قيد الحياة .

أما آخر الرهبان الذين مارسوا هذا الطقس القاسي هو الراهب تكسو ريوكاي ، فاستطاع أن يدفن نفسه فوق أحد القمم الجبلية عام ١٨٧٨ م ، لكن قرار الإمبراطور ميجي بتحريم و منع عملية التحنيط الذاتي صدر قبل ذلك بسنة ، فاضطر أتباعه أن يخرجونه بعد مرور ألف يوم بشكل غير شرعي ، و حينها وضعوه في معبد ناناجاكو بعد أن قاموا بتبديل تاريخ الوفاة إلى عام ١٨٦٢ م ، لكي يتهربوا من المساءلة القانونية.

 و أغرب المومياوات الموجودة في اليابان هي

 |مومياء| الراهب شاينيوكاي الموضوعة في معبد داين شيبو .

 وسبب شهرتها هي أن هذا الراهب كان يحلم منذ كان  صغيراً أن يتحول إلى مومياء مقدسة ، لكنه فشل في تنفيذ حلمه لعدم قدرته على تحمل أعلى درجات الجوع.

 وفي عام ١٧٨٤ م ، و بعد بلوغه ٩٦ سنة ضربت مجاعة قاسية جداً أغلب المناطق في| اليابان|.

 و حينها قرر الراهب شاينيو كاي أن يستغل هذه الظروف الطبيعية ، فصعد إلى الجبل لاتمام عملية التحنيط الذاتي ، و هذا لأنه كان يعتقد أنه بتضحيته هذه سوف يستطيع أن ينهي المجاعة للأبد .

 وبالفعل بعد مرور ألف يوم كان قد تحول جسمه إلى مومياء حقيقية ، و انتهت المجاعة بعد ذلك ، فبدأ اليابانيين يقدسونه لأنه مثال حي على التضحية و الفداء .

لم تلقى جميع المومياوات نفس درجة الإحترام و التقدير من الشعب الياباني كما تلقتها جثة هذا الراهب .

لصوص المومياوات

و على مر السنين استطاع عدد من اللصوص أن يستولوا على أكثر من مومياء وتهريبها خارج البلاد استعداداً لوضعها في| المتاحف| العالمية ، و آخر المحاولات كانت في يناير ٢٠١٢ .

  نجحت الشرطة في ضبط مومياء حاول المهربين إخراجها على أنها مانيكان مغطى بجلود الحيوانات ، فتم التحفظ عليها و وضعها في متحف " اولام باتار" في عاصمة منغوليا.

و الباحثين صرحوا بأنها مومياء راهب عاش في الهند منذ حوالي ألفين سنة.

 و بسبب الحالة التي كانت عليها المومياء رجحت الأهالي أنه على قيد الحياة .

و في النهاية أحب أن أقول لك أن| البوذيين |يؤكدون أن عملية التحنيط الذاتي لا تعد انتحاراً بل هي إحدى وسائلهم في إظهار الإنضباط الديني والتفاني استعداداً للانتقال إلى عالم جديد .

رهف ناولو 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.