مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/12/2022 10:12:00 م

" فكرة المعرفة " في الفلسفة الإسلامية
" فكرة المعرفة " في الفلسفة الإسلامية
تصميم الصورة وفاء مؤذن

تخيل أنك طفل رضيع عمره أيام 

ووالدتك تقف وهي تبكي وهي تودعك بنظراتها ،وذلك بعد أن وضعتك في سلة تطفو في البحر 
انظر لها بتمعن لأنها المرة الأخيرة التي تراها فيها.

سوف تأخذك السلة إلى شاطئ جزيرة مهجورة ،لم تطأها رجل بشر قبل ذلك.

 الجوع سوف يجعلك تبكي ،فتسمع غزالة صوت بكائك ،فتظن أنك ابنها التائه 

سوف ترضعك  وتعتني بك ، وسوف تصبح ابنها الغريب منذ هذه اللحظة .

 والآن أصبح عمرك عشر سنين 

 لاتعرف إلا لغة الحيوان ، تعيش في الغابة مثل باقي الحيوانات الذين أصبحوا أهلك .

 معرفتك بالكون المحيط " معرفة نقية " ، لايوجد فيها تدخل بشري .

 وكبرت أمك الغزالة ، و سوف تغمض عينيها وتنام ، لكنها لن تصحى مرة أخرى 

سوف تحاول أن توقظها ، لكنها لن تستيقظ ، سوف تحاول أن تفتح لها عينيها ، لكنها لا تفتحهم 

شكلها سليم أمامك ،عقلك سوف يقودك لأن سبب مرضها لابد وأن يكون بداخل جسدها .

سوف تفكر بأنك إن فتحت صدرها ، من الممكن أن تجد سبب العلة وتعالجها. 

وسوف تشق صدر الغزالة بالفعل ، وسوف ترى قلبها متوقف لا ينبض . 

وبعد محاولات كثيرة سوف تكتشف أنه لاتوجد فائدة ،ستكتشف أن هذا الجسد هو " مجرد وسيلة " 

 لكن الشخص نفسه هو شيء آخر ، من مادة أخرى ، يستخدم الجسد كوسيلة عبور في هذا العالم ،  سيزيد يقينك أن أمك الغزالة قد رحلت عن جسدها إلى الأبد، وأصبحت وحيداً .

مر الزمان وعمرك الآن خمسين سنة 

قضيت حياتك في الجزيرة معزول تعيش |حياة راهب|.

|تأملاتك في الوجود |سوف ترشدك بأن لكل شيء علة، وعلة الكون لابد ولها مسبب أكبر وأعظم وأنقى. 

هذا المسبب لابد أن يكون ليس له أي صفات مشابهة لأي شيء في الكون. 

وشخصياتنا الحقيقية التي تستعمل أجسادنا كوسيلة في العالم الحالي ، لابد وأنها ترحل لعالم آخر عند المسبب الأول. 

في يوم من الأيام ... و لأول مرة في حياتك 

سترى إنسان شبيه بك على الجزيرة ،  جاء على شيء يطفو في البحر .

سوف ينزل على شاطئ الجزيرة، ستراه وهو يقف ثابت لايتحرك ، ثم يركع وبعدها يسكت ،وكأنه يتعبد لشيء ،سوف تقترب منه ، يخاف ويحاول أن يهرب منك ، فتقبض عليه ، و تكتشف أنه مجرد شيخ عجوز يرتعد من الخوف.

مر الوقت بسرعة ... وتوطدت العلاقة بينكما، وعلّمك| لغة البشر| 


تابع القراءة لتكتمل لديك فكرة المعرفة في الفلسفة الإسلامية ...

بقلم رهف ناولو

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.