مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/25/2022 09:51:00 م

هل يسعى بوتين لاستعادة الاتحاد السوفيتي؟
 هل يسعى بوتين لاستعادة الاتحاد السوفيتي؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
قال الرئيس الروسي| فلاديمير بوتين| ذات يوم: 

"من لا يحنُّ إلى| الاتحاد السوفيتي| يكون بلا قلب، ومن يفكر بعودته يكون بلا عقل"، فهل كان بوتين جاداً في ذلك؟ 

وهل هو حقاً لا يفكّر باستعادة الاتحاد القديم؟ 

أم أنه يريد استعادة أمجاده فقط؟ 

أم لعلّه أراد صرف الأنظار عن مخططاته الحقيقية، وهو يفكر فعلاً في إعادة الاتحاد السوفيتي؟

 أم أن له خطةً أخرى؟ 

كل هذه الأسئلة وغيرها، سنحاول الإحاطة بها في هذه المقالة على عجلٍ وبكل إختصار.


دور أوكرانيا في انهيار الاتحاد السوفيتي:

عندما بدأت أوضاع الاتحاد السوفيتي تتدهور في أواخر ثمانينيات |القرن العشرين|، كانت أوكرانيا على رأس الجمهوريات السوفيتية التي زادت الأوضاع تدهوراً

 ثم كانت من أطلق رصاصة الرحمة على ذلك الاتحاد، ودقّت آخر مسمارٍ في نعشه، وظلّ فعل أوكرانيا هذا بمثابة خنجرٍ في ظهر الاتحاد السوفيتي، وجرحاً نازفاً في قلوب الروس، وعملاً عدائياً لا يمكن تجاهله أو نسيانه بسهولة.


أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا:

كانت أوكرانيا في زمن الاتحاد السوفيتي، إحدى أكبر وأهم مصادر دعم الاقتصاد السوفيتي

 فهي سلةٌ غذائيةٌ كبيرةٌ بفضل مساحتها الواسعة وطبيعتها الغنية التي سمحت بإنتاج مختلف أنواع المزروعات، وتربية الثروة الحيوانية

 كما كانت منجماً غنياً للكثير من المعادن و|الثروات الباطنية|، عداك عن موقعها الجغرافي المتميز، وكلُّ ذلك وغيره، جعل أوكرانيا داعماً أساسياً لقوة الاتحاد السوفيتي.


وقائع وأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي:

منذ تسعينيات القرن الماضي، هرولت أوكرانيا نحو الغرب، وابتعدت عن جارتها روسيا خليفة الاتحاد السوفيتي، وبدأت روسيا بإعادة ترتيب منزلها

 ولما فرغت من ذلك، راحت تسعى لترتيب علاقاتها مع دول الجوار، وبخاصةٍ جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق

 ولم تهمل علاقاتها الدولية، خاصةً بوجود رئيسٍ يعيش خليطاً من أمجاد القياصرة وأمجاد الشيوعيين مثل فلاديمير بوتين.


روسيا ترتّب ملفاتها:

بعد أن تمكنت روسيا من تهدئة الحركات الانفصالية وقمعها بالقوة أحيانها، حصّنت نفسها بحلف "طشقند"، الذي أقامته مع خمس دولٍ مجاورةٍ في الجنوب

 ثم مدّت يدها لبيلاروسيا وصربيا، فصنعت لنفسها موطئ قدمٍ في أوروبا

 ثم التفتت إلى أوكرانيا، فقامت سنة 2014 بقضم جزءٍ هامٍ منها هو شبه جزيرة القرم

 ثم دعمت| الفصائل المسلّحة |التي تنتمي إلى أصولٍ روسيةٍ في شرق أكرانيا وعلى مقربةٍ من العاصمة "كييف"

 ولعلها أملت بقيام |حربٍ أهليةٍ| تجبر كييف على الاستسلام لها.


هل فشلت سياسة روسيا في أوكرانيا؟

حتى عام 2021، لم تندلع الحرب الأهلية في أوكرانيا، التي استطاعت تسيير أمورها بأقل الخسائر، رغم محاولة روسيا دفع الأمور نحو ذلك الاتجاه

 وبعد أن رتّبت روسيا أمورها الداخلية جيداً، وحقّقت بعض الانتصارات الخارجية بدءً من القوقاز مروراً بجورجيا ووصولاً إلى سوريا، كان عليها تصفية جميع نزاعاتها الأخرى، والتفرغ لمخططاتها في أوكرانيا.

 اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.