مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/20/2022 04:51:00 م

قصة الذهب والدولار الأمريكي ومستقبلهما
 قصة الذهب والدولار الأمريكي ومستقبلهما
تصميم الصورة رزان الحموي
تتعامل جميع دول العالم بالدولار الأمريكي عند بيع أو شراء السلع، ورغم أن| الدولار الأمريكي| ليس العملة الأغلى عالمياً، إلا أنه العملة الأكثر أهمية

فمتى كان الوقت الذي أصبح فيه الدولار الأمريكي عملةً عالمية؟ ولماذا؟ 

وكيف أصبح| الاقتصاد| الأمريكي أكبر وأهم اقتصادٍ في العالم؟ 

حتى أن بعض المختصين قالوا : " إذا عطس الاقتصاد الأمريكي فمن الطبيعي أن يصاب الاقتصاد العالمي بالزكام "؟

بداية الحكاية:

قبل قرونٍ طويلة، كان البشر يتبادلون البضائع، سلعةً مقابل سلعة، ثم أصبحوا يتبادلون السلع مقابل المعادن الثمينة

وفي وقتٍ ما كان الحديد هو المعدن الأثمن، ثم حلّ محلّ الحديد معادن أخرى كالذهب والفضّة، وقد كانت |الصين| في وقتٍ ما لا تقبل أي ثمنٍ لبضائعها غير| الفضة|، ومع الوقت استخدم البشر النقود بدل تلك المعادن.

النقود تأخذ مكان الذهب

يعتبر الذهب المعدن الأهم من الناحية الاقتصادية، فرغم أن المعاملات التجارية أصبحت تستخدم النقود بدل| الذهب|

 إلا أن قيمة أية عملةٍ ترتبط بمخزون الذهب لدى الدولة صاحبة تلك العملة، وبقيت قيمة العملات مرهونةً بمخزون الذهب لقرونٍ طويلة، ولكن قيام الحربين العالميتين غير الكثير من المفاهيم والثوابت الاقتصادية.

نهوض الاقتصاد الأمريكي:

استهلكت |الحرب العالمية الأولى| موارد معظم الدول الأوروبية، ولم تضع أوزارها حتى كانت الدول الأوروبية منهكة ومستنزفة، وطوال فترة الحرب

كانت| الدول الأوروبية| وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، تستدين من |الولايات المتحدة |الأمريكية المال والأسلحة والكثير من السلع الأخرى، ولما انتهت الحرب، أرادت الولايات المتحدة استرجاع ديونها على شكل ذهب.

مصائب قومٍ عند قوم ....

فرضت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى على ألمانيا تعويضاتٍ ماليةً هائلة، ولكن ألمانية لم تستطع تسديدها

 فغرقت| ألمانيا |في الديون والتضخم وانهار الاقتصاد الألماني تماماً، وكاد أن يُغرق معه الاقتصاد الأوروبي، ولأن ألمانيا لم تسدّد ما عليها، فإن الدول الأوروبية أيضاً لم تسدّد ما عليها

 فتدخلّت الولايات المتحدة، ومنحت ألمانيا بعض القروض، وخفّضت التعويضات المالية المفروضة عليها، وأجبرت الأوروبيين على فتح أسواقهم أمام البضائع الألمانية، فتعافى الاقتصاد الألماني وبالتالي الأوروبي، وكل ذلك صبّ في خزينة الولايات المتحدة.

التاريخ يعيد نفسه:

تكررّ نفس السيناريو تقريباً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما جعل الولايات المتحدة تصبح المتحكم والمحتكم الأكبر على جزءٍ كبيرٍ من ذهب العالم

 فمعظم دول العالم كانت مستعمراتٍ أوروبية، ومعظم خيرات تلك المستعمرات ذهبت إلى الدول الأوروبية، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك أصبح الاقتصاد الأمريكي هو الاقتصاد الأقوى عالمياً.

الدولار يصبح عملةً عالمية:

بعد الحرب العالمية الثانية، لم تكن الدول عامةً تمتلك الكثير من الذهب، فلم تكن قادرةً على استخدامه لتبادل البضائع فيما بينها، ولذلك فهي لم تجد بديلاً عن الذهب سوى عملة الدولة التي تمتلك أكبر رصيدٍ من الذهب

 وأكبر اقتصادٍ على هذا الكوكب، فأصبح الدولار الأمريكي العملة التي تتعامل بها جميع دول العالم. 


اقرأ المزيد ...

قلم سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.