مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/24/2021 01:13:00 ص

شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون)
 شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون) 
تصميم الصورة وفاء مؤذن

تناولنا في مقالاتٍ سابقةٍ بعض| الحضارات القديمة| التي لا زالت آثارها باقيةً حتى الآن، سواءٌ كانت آثارها المادية، أو آثارها الفكرية والثقافية والاجتماعية، 

وسنضيف اليوم إلى سلسلة مقالاتنا التعريفية، حلقةً جديدةً عن حضارةٍ لا تقلُّ أهميةً عما ذكرناه،

 حضارة بابل

بابل المشهورة ببرج بابل وحدائقها المعلقة التي اعتبرت إحدى أعاجيب الدنيا القديمة،

 فلنمضِ معاً في رحلة البحث عن بعض الحقائق التي يرويها التاريخ عن تلك الحضارة وما تركته لنا من إرثٍ ثقافيٍ هام.

أصل التسمية:

سُمّي |البابليون| نسبةً إلى مدينة بابل عاصمتهم ومركز حضارتهم، ومعنى اسمها "بوابة الإله" باللغة الأكادية، ولكن |الفرس |أطلقوا عليها اسم "بابروش"، وتُعتبر الحضارة البابلية خليفة الحضارة| السومرية| وابنها الشرعي، فالحضارة البابلية في حقيقة الأمر ، ليست سوى امتداد وتطوير للحضارة السومرية، وكأنهما حضارةٌ واحدةٌ لدولتين.

تعاقب الدول والحكام على بابل:

تعاقب على مدينة بابل الكثير من الدول والحكام، فقد سيطر عليها |الكلدانيون| منذ بدات الألف الرابع قبل الميلاد، ثم استولى عليها الحيثيون في عام 1603ق.م، ثم تلاهم الآشوريون بعد أربعمئة سنة،  ثم وقعت تحت حكم الكلدانيين عام 721 ق.م، 

بعد ذلك دمّرها |الآشوريون |للمرة الثانية سنة 689 ق.م.، إلّا أن البابليين استطاعوا الثورة على الحكام الآشوريين في سنة 652 ق.م، ولم يكتفوا بإسقاطهم فقط، بل غزوا بلادهم في سنة 612 ق.م.

عصر الفتوحات والازدهار:

بدأ هذا العصر باستلام "نبوخذ نصّر الثاني" مقاليد الحكم  سنة 605 واستمر إلى سنة ٥٣٣ قبل الميلاد،

 ومن أبرز أحداث هذا العصر: 

إخضاع مملكة أورشليم وسبي اليهود، ثم فتح مدينة صور بعد حصارٍ دام ثلاثة عشر عاماً، ثم هزيمة ملك مصر "نيخو"، فلبغت الإمبراطورية أقصى اتساعٍ لها.

بعد ذلك التفت "نبوخذ نصّر" إلى الشؤون الداخلية، فبدأ بتجميل مدينة بابل، واهتم بأعمال البناء والفن، وقنوات الري، ونشّط الملاحة البحرية في الخليج العربي، حتى تفوّقت بابل على مدينة نينوى الآشورية، وأصبحت إحدى اعاجيب العالم القديم،

 إلى أن غزاها الفرس بقيادة "كورش" في عصر الملك "بلشاصر" فانهوا سيطرة بابل إلى الأبد في سنة 538 ق.م،

 ولكن الحضارة البابلية بقيت مستمرةً بنورها واشعاعها.

أشهر ملوك بابل:

يعتبر "|حمورابي|" أشهر ملوك بابل، بسب مجموعة القوانين التي وضعها وعُرفت "بشريعة حمورابي"، ولكن وفاته سنة 1750 ق.م جعلت نجم بابل يخبوا كثيراً، 

إلى أن استعادت مجدها وألقها في عهد "نبوخذ نصَر الثاني"، فقد بلغت ذروة اتساعها حتى وصلت حدود مصر، 

كما ازدهرت في عهده الفنون والعمارة والملاحة، فأحيطت بابل بأسوارٍ عظيمة، وبنيت فيها| الحدائق المعلقة|، كما ازدهرت العلوم المختلفة مثل علم الفلك والطب والموسيقى والرياضيات.

نظام الحكم في بابل:

كان نظام الحكم ملكياً وراثياً، ولكن الملك لم يتمتّع مطلقاٌ بالسيادة الكاملة، فكان كهنة المعبد يشاطرونه أمور الحكم، 

ورغم أن الملوك ادّعوا بأنهم يستمدّون سلطتهم من الآلهة، إلا أنهم لم يؤلهوا أنفسهم أبداً، كما فعل |المصريون القدماء|،

 وكان الملك هو المسؤول عن توزيع المهام بين كبار موظفي القصر، وكان بجانبه من يساعده في ذلك وهو الوزير، والمحافظ المسؤول عن إدارة الأقاليم والمقاطعات تحت راية الملك.


اقرأ المزيد...

⌛ بقلمي سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.