مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/16/2021 01:36:00 م

أكبر عملية سرقة في تاريخ انكلترا والعقل المدبر مغربي الأصل
الجزء الثاني

أكبر عملية سرقة في تاريخ انكلترا والعقل المدبر مغربي الأصل - الجزء الثاني                                                                       تصميم الصورة : ريم أبو فخر
أكبر عملية سرقة في تاريخ انكلترا والعقل المدبر مغربي الأصل - الجزء الثاني
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

لنتعرّف على العقل المدبر لأكبر عملية سرقة في تاريخ انكلترا

تحدثنا في المقال السابق كيف استطاع ابراهيم وأفراد عصابته، الدخول إلى المستودع. عن طريق مساعدة كولن ديكسن، بسبب تهديدهم له بقتل زوجته وطفله.

كان هناك أربعة عشر موظف في عملهم، عندما حاول أفراد العصابة،اقتحام المبنى بالأسلحة، ومتخفين بأقنعة حتى لايتم التعرف عليهم، وكان من غير المتوقع للموظفين حدوث هكذا أمر بسبب الحراسة المشددة وأجهزة الإنذار، واستسلموا بدون مقاومة بسبب طلب ديكسن منهم عدم المُقاومة ، قاموا بتقيديهم ووضعوهم في الأقفاص التي يضعون فيها عادةً الأموال.

وبما أنهم فكروا ملياً بكل خطوة ، فلم يغب عن ذهنهم أي تفصيل، وكانوا قد جهزوا شاحنة كبيرة لنقل الأموال، وأدخلوها للمستودع وبالطبع بمساعدة ديكسون .

وبدأت عملية نقل الأموال، وكان المستودع يحتوي على مبلغ قدرهُ مئتان مليون جنيه استرليني، لكنهم لم يستطيعوا نقل إلا ثلاثة وخمسون مليون جنيه فقط لأن الشاحنة امتلأت، وكانت الأموال من فئة العشرة والعشرين جنيه، واستغرقت عملية نقل الأموال ساعة ونصف. وتم السرقة وخرجوا من المبنى، من دون أي مشاكل أو عقبات.

استطاع أحد الموظفين المقيدين في الأقفاص، أن يفك قيوده ويُخرج نفسه ويتصل برجال الشرطة وتمت مُعاينة المستودع ولم يستطيعوا إيجاد أي ثغرة في هذه العملية ليستطيعوا اكتشاف السارق، فقد كانت خطة مُحكمة ودقيقة.
وبعد الانتهاء من عملية السرقة، قامت العصابة بإطلاق سراح زوجة ديكسون وطفله ولم يُصابوا بأذى.

كيف تم كشف عملية السرقة؟

 وكيف استطاعت الشرطة، أن تُمسك طرف الخيط بعد مضي أربعة وعشرون ساعة فقط على عملية السّطو.

 ما هي الثغرة التي غابت عن ذهن أفراد العصابة والتي أدت إلى كشفهم ؟

ذكرنا سابقاً أن اثنين من أفراد العصابة، أوقفوا سيارة كولن ديكسون متخفين بزي الشرطة ولكن مما ظهر فيما بعد أنهم لم يكونوا ملثمين بل استعانوا بأحد خبراء الرسم على الوجوه  ليغيروا ملامحهم قليلاً

بعد التحريات استطاع رجال الشرطة الوصول إلى منزل امرأة تدعى ميشيل تعيش في لندن تقوم بهذه الرسوم  وعثروا في سلة المهملات عندها على بقايا الأدوات التي استخدمتها في رسم هذه الأقنعة وتم القبض عليها وخضعت للاستجواب والتحقيق وكانت رافضة أن تعترف بأي شيء
وذلك بسبب خوفها من أفراد العصابة.

لم يتوقف التحقيق عند استجواب ميشيل بل استطاعت الشرطة وفي فترة زمنية قصيرة اكتشاف العديد من الأخطاء التي وقعت بها العصابة بعد السرقة مباشرةً وهي :

  • لم يستطيعوا التخلص من السيارة التي هربوا بها بطريقة مثالية تناسب خطتهم المُحكمة فقد قاموا بحرقها ولكن بعض الأدلة بقيت دون أن تُحرق بالكامل، وحتى أنهم لم يتخلصوا من الشاحنة التي احتجزوا بداخلها عائلة ديكسون، وبهذه الأخطاء استطاعت الشرطة معرفة لمن تعود ملكية السيارة والشاحنة.
  • لم تتوقف الأخطاء عند هذا الحد وبالرغم من أن عملية السرقة تمت بشكل سهل ومرن إلا أن الخطأ المدمر لهذه العملية، أنهم تركوا الشاحنة و بداخلها الأقنعة والأسلحة والأغرب من كل هذا والصادم أنهم تركوا مليون جنيه استرليني!!!!

وبعد التحقيقات الجنائية ورفع البصمات، استطاعت الشرطة الوصول إلى ثلاثة من أفراد العصابة وإلقاء القبض عليهم، ووجدت الشرطة في منزل أحد الأفراد ممن ألقوا القبض عليهم ورق مكتوب عليه خطة السرقة بكل تفاصيلها وبعض الذخيرة .

وبعد أقل من أسبوع استطاعت الشرطة الوصول إلى منزل في جنوب لندن،  احتفظوا بداخله بعدد كبير من الأوراق النقدية، وبذلك تم القبض على الفرد الرابع في العصابة، والذي اعترف أثناء استجوابه، بأن لي موراي وبول ألن ،كانوا شركاء معهم في عملية السطو.

في تلك الأثناء كان لي موراي وصديقه بول ألن

أدهى وأكثر ذكاءً من باقي أفراد العصابة، فسافروا إلى المغرب وعاشوا في ثراء فاحش، واشتروا قصر في الرباط، وعاشوا حياة الملوك والأمراء.

تواصلت السلطات البريطانية مع السلطات المغربية، واحتل لي موراي وصديقه بول ألن الرقم الأول في لائحة المطلوبين للعدالة في المغرب، وقامت السُلطات بالعديد من التحريات وجاءهم خبر من أحد الملاهي الليلية في المغرب أن هناك شخصان دفعوا أموال طائلة بالعملة الأجنبية، وتم القاء القبض عليهم وترحيل بول ألن إلى انكلترا ، ورفضت السلطات المغربية تسليم موراي، وبقي في المغرب وتمت محاكمته في المغرب.

حكم على كل فرد من أفراد العصابة، بالسجن خمسة عشر عام. وتفاوتت الأحكام زفبما أن لي موراي حكم في الغربظ فكانت مدوة سجنه عشرسنوات، أما صديقة بول ألن حكم بالسجن ثمانية عشر سنة.

لكن بسبب محاولة لي موراي الهرب عام ٢٠١٠ أصبح الحكم خمس عشرون عاماً .. وهكذا انتهت قصة العقل المدبر لسرقة القرن.

تهاني الشويكي✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.