مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/26/2021 07:14:00 م

 كيف تحولت اليونان لدولة غارقة في الديون؟....الجزء الثاني

كيف تحولت اليونان لدولة غارقة في الديون؟....الجزء الثاني
كيف تحولت اليونان لدولة غارقة في الديون؟....الجزء الثاني
تصميم الصورة: وفاء مؤذن


تحدثنا في المقال السابق عن اليونان وعن سبب المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها...وتحدثنا عن أنّ اقتصادها كان أسرع ثاني اقتصاد في النمو عالميا ولكن بعد الثمانيات تغير الوضع فكيف ذلك؟


النمو الاقتصادي الأسرع:

بما أنّ |اليونان| كانت الأسرع في |النمو الاقتصادي| في عام 2001 إلى 2007 بمعدل 4.2% في النسبة، وذلك لسببين الأول زيادة حجم التجارة مع بداية استعمال اليورو، وثاني شيء هو استثمارات ضخمة جداً دخلت اليونان في هذه الفترة من كل أنحاء أوروبا.


هذين السببين هم من شجعوا الحكومة بأن تأخذ ديون أكثر، وتصرف الكثير على أشياء لم تكن ضرورية لأنه كان لديهم ثقة كبيرة بأنه لا يمكن لأي أزمة اقتصادية أن تحدث.


ومن ناحية أخرى استخدام اليورو رفع تكفلة |اليد العاملة|، وبالتالي زيادة |تكلفة الإنتاج|، مما تسبب بإغلاق المصانع واحد تلو الأخر، وأصبحت اليونان تستورد كل ما تحتاجه من بقية دول الاتحاد الأوروبي، الشيء الذي يزيد عجز الميزان التجاري بشكل كبير.


وأيضاً الذي زاد الوضع سوء:

 هو التهرب الضريبي لأنّه من أجل أن تسد الحكومات ديونها يجب أن يكون لديها دخل، وبما أنّ اليونان من الدول التي ليس لديها غاز ونفط، 

فالدخل هذا يأتي من الضرائب، ونظام تحصيل الضرائب في اليونان ضعيف جداً بالنسبة للدول الأوروبية الأخرى، وبدأت في الفترة قبل الأزمة إذ نجد أن في هذه الفترة حوالي 24% من حجم الاقتصاد لا يدفع عليه ضرائب، 

وهذا ما يسمى بال shadow economy، وهي عمليات البيع، والشراء التي يقوم أصحابها بالقيام بها من دون تسجيلها في نظام الضرائب الخاص بهم.


وبعد مجيء الأزمة الاقتصادية:

 ازداد الوضع سوء جداً مما استدعى دول الاتحاد الأوروبي للتدخل لإنقاذ اليونان، ومنعها من إعلان إفلاسها، ولاسيما ألمانيا، وذلك بقصد |اصطلاحات جذرية| في اليونان من أهمها خفض المال الذي تقوم الحكومة بصرفه بشكل كبير، ومحاولة زيادة الدخل عن طريق زيادة الضرائب، وتقليل عجز الميزان التجاري عن طريق زيادة الصادرات.


كما طلب منها أن تقوم بإصلاحات في نظام المعاشات الذي كان يستهلك في تلك الفترة 17.5% من الناتج المحلي، واضطرت اليونان أن تقبل في هذه الإجراءات مقابل مساعدات، ولكن ظهرت مشكلة أخرى زادت الوضع من جديد،

 وهي أنّ اقتصاد اليونان في هذه الفترة كان يعتمد على مصروفات الحكومة فعندما قللت الحكومة الصرف انكمش الناتج المحلي بنسبة 25%، وزادت البطالة أيضاً التي وصلت إلى 25%، وهذا أدى إلى قلق بين الناس الذين بدأوا يتذمروا من هذه الإجراءات، 

مما دفع اليونان إلى إجراء استفتاء حتى الناس هم من يصنعوا القرار


 هل تكمل الحكومة في هذا الطريق أم لا؟

لكن الشعب قال لا، لم يريدوا هذه الإصلاحات، وهذا كان في عام2015، والمشكلة أنّ اليونان قبل بضع أيام من الاستفتاء كانت قد أعلنت عدم قدرتها على دفع الديون المترتبة عليها، وقيمتها 1ّ5 مليار يورو، والإكمال في برنامج المساعدات كان الحل الوحيد في إنقاذ الموقف.


فوصلت اليونان إلى طريق مسدود، ونتيجة هذا التخبط بدأت البنوك تقفل أبوابها، وحددت السحب من آلات |الدفع الإلكتروني| ب 60 يورو كل يوم فقط الأمر الذي دفع البنك المركزي الأوروبي أن يضخ 25 مليار يورو في البنوك هناك من أجل دفع البنوك إلى إعادة العمل مرة أخرى.

هل أعجبك المقال؟...شاركنا رأيك في التعليقات🌸

بقلمي دنيا عبد الله ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.