مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/29/2021 06:03:00 م

 هل أنا أكثر جمالاً مما أرى نفسي ؟ 

هل أنا أكثر جمالاً مما أرى نفسي ؟
هل أنا أكثر جمالاً مما أرى نفسي ؟ 
تصميم الصورة : رزان الحموي
موضوع الجمال ، هو أمر طبيعي فطري إنساني فالإنسان يحب الجمال بكافّة أشكاله ، و لكن عندما يحيد حب الجمال عن الصراط المستقيم و يتحوّل إلى هوس و مرض هنا المشكلة .

الإسلام يدعو لحسن المظهر حيث يقول أحد الصحابة : أتى الرسول صلّى الله عليه و سلّم زائر فكان هذا الرجل شعثاً قد تفرّق شعره ، فقال الرّسول صلّى الله عليه و سلّم : ألم يجد هذا ما يسكّن به شعره ؟!

فهذا هو المطلوب أن يكون الشكل مرتّباً و مقبولاً .

أدّى |هوس الجمال| و تطوّر عند بعض النّاس مما جعلهم يتوجّهون لإجراء العمليات الجراحية سعياً وراء مظهر أفضل ، وفقاً لمعايير يضعها المشاهير ، و هذا يؤدّي للعديد من المشكلات أهمّها :

أولاً : تربط المرأة نفسها بمستوى جمالها 

فتصبح قيمة هذه الأنثى ترتبط بشكلها فقط و تعتبر أنّها غير محبوبة إلا إذا كانت مطابقة للمعايير الموضوعة للجمال  و الّتي تختلف أساساً من حين إلى آخر  و هنا تظهر أعراض هوس الجمال .

ثانياً : قال بعض العلماء و الباحثين في |علم النّفس| أنّ الإنسان عادة تكون نظرته لنفسه أسوأ من نظرة النّاس الحقيقة له ، مما يؤدّي إلى توجّه بعض الأشخاص لإجراء عمليّات التجميل .

ما هو أصل عمليّات التجميل ؟

بدأت |عمليّات التجميل| بعد الحرب العالميّة حيث عاد آلاف الجنود من |الحرب| مشوّهين بسبب مختلف الإصابات ، و لكن مع مرور الزّمن تحوّل الموضوع لتجميل بلا هدف و مجرّد سخافات لتقليد بعض الفنّانين و المشاهير .

لمحة عن عمليات التجميل أو التزييف الحاصلة في هذا العالم :

- في السنوات العشر الأخيرة الفائتة زادت عمليّات التجميل بنسبة تصل حتّى 700 % .

- في العام 2011 حوالي 11 مليون إنسان قام بإجراء عمليّة تجميل .

- يوجد حول العالم 20 ألف طبيب مصرّح لإجراء عمليّات التّجميل فقط .

- في العام 2013 تم صرف مبالغ تصل حتّى 40 بليون دولار أميركي على عمليات التجميل فقط .

كل تلك الفلوس كانت سوف تعالج العديد من المشاكل البيئية و الّتي سوف تدمّر العالم قريباً ، و كان من الممكن القضاء على الكثير من المجاعات حول العالم ، و إنقاذ حياة ملايين الأشخاص ، بدلاً من صرفها على عمليّات التّجميل .

قام أحدهم بإجراء تجربة جميلة : أحضروا 7 فتيات و طلبوا من رسّام أن يرسم كل منهنّ مرتين ، الرّسمة الأولى وفقاً لوصف الفتاة نفسها للرسّام ، أمّا الرّسمة الثّانية وفقاً لوصف الفتيات الأخريات لها .

وجدوا أنّ الفتيات في الغالب تصف أنفسهنّ أسوأ بكثير مما يراها المجتمع ، فبعض الفتيات تركّز على اللّون الأسود تحت العينين أمّا النّاس لا تنتبه لهذا الأمر و بعضهنّ تركّز على حجم الأنف الكبيرة و لكن المجتمع لا يراه كبيراً إلى تلك الدّرجة .

مما سبق نستنتج أنّ هناك الكثير من الأمور السّيّئة الّتي نراها بأنفسنا و لكن في الحقيقة لا أحد يراها من حولنا .

و بالتأكيد من الأفضل لنا أن نرضى بما قسمه الله لنا ، فسبحانه و تعالى يخلق الإنسان في أحسن تقويم و يخلق كلّ شيء بحكمة ؛ فضّل بعضكم بعضاً بالرّزق و بعضكم بالجمال و بعضكم بالذّكاء .

كما يجب فهم و تقبّل فكرة أنّنا و مع مرور الزّمن سوف تتغيّر أشكالنا و هو أمر طبيعي لا يحتاج للتّصحيح و هو ليس تشوّهاً .


بقلمي بيان فتاحي


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.