مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/28/2021 09:15:00 ص

ما الذي يجعل أعمار الحيوانات متفاوتة؟
ما الذي يجعل أعمار الحيوانات متفاوتة؟
تصميم الصورة رزان الحموي
لنكمل ما بدأناه في الجزء السابق عن سبب اختلاف أعمار الحيوانات...


قدرة الحيوان على مقاومة أمراض الشيخوخة:

مع تقدم| الحيوانات |في العمر، ومع كل عملية انقسامٍ لكل خلية في جسمها، يزداد احتمال حدوثٍ خطأ ما قد يسبب ظهور |خلايا سرطانية|،

 وهنا تظهر أهمية قدرة الحيوان على مقاومة مثل ذلك الاحتمال في زيادة عمره، وتمتلك الحيوانات عموماً على جيناتٍ تحميها من السرطانات، ولكن تقدم الحيوان في العمر، يُضعف أداء تلك الجينات،

بعض الحيوانات الضخمة كالفيلة والحيتان، تمتلك نسخاً من تلك |الجينات|، ما يجعلها تقاوم السرطانات لوقتٍ أطول من غيرها.


الحيوانات القادرة على الطيران تعيش أكثر من غيرها:

تستطيع الطيور بشكلٍ عام أن تعيش لسنواتٍ طويلة، مقارنةً بحجمها، فقد تصل أعمار بعض الببغاوات إلى ثمانين سنة،

 أما الخفاش الذي يعتبر من الثدييات رغم أنه يطير، فيصل عمره إلى أربعين سنة، وهو أطول عمرٍ بين جميع الثدييات التي بحجمه، 

وقد يعود ذلك إلى الطاقة العالية التي يبذلها الخفاش أثناء طيرانه.


لماذا تنقل الخفافيش الكثير من الأمراض؟

يؤدي استهلاك الخفاش للكثير من الطاقة أثناء طيرانه يؤدي  إلى تراكم فضلاتٍ في أجسامها تسمى الفضلات الحرة، وتسبب هذه الفضلات تلفاً في| الحمض النووي |للخفاش،

 فاستطاع الخفاش عبر رحلة تطوّره الطويلة، أن يصنع في جسمه مواداً تحمي حمضه النووي، وتهاجم مختلف أنواع الفايروسات، ولعل هذا هو نفس السبب الذي يجعل الخفافيش تنقل الكثير من| الأمراض الفايروسية |دون أن تصاب بها.


معدّل حرق الأكسجين المرتفع يؤدي إلى قصر العمر:

يستطيع فأر الخلد أن يعيش لأكثر من ثلاثين سنة، وقد تبين بأن السبب وراء ذلك يعود إلى قدرته على تحمّل المستويات المنخفضة من الأكسجين، فهو يعيش في بيئاتٍ تنخفض فيها مستويات الأكسجين كثيراً، وهذا يجعل توابع معدلات الأيض المرتفعة في أدنى مستوياتها عند هذا الكائن، وينعكس ذلك على طول عمره.


البيئة المحيطة عاملٌ هامٌ في طول العمر:

من الممكن جداً أن يكون للبيئة المحيطة دورٌ كبيرٌ في طول عمر الكائن الحي، فسمك القرش المعروف بقرش غرينلاند يعيش لأربعمئة عام، والمحار الذي يعيش في نفس بيئته يعيش لأكثر من خمسمئة عام، وقد يحيا حيوان الاسفنج الزجاجي لأكثر من عشرة آلاف عام، وكل تلك الحيوانات تعيش في مياهٍ باردة، ما يعني بأن المياه الباردة تسبب تباطؤ ضربات القلب وخفض معدلات الأيض وارتفاع معدّل عمر الحيوان.


انتماء الحيوانات لنفس النوع لا يجعلها تعيش لنفس العمر:

تتنوع الكلاب بشكلٍ واسعٍ جداً، وتختلف كثيراً في أحجامها وأعمارها، وهذا يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب ذلك، 

وكل ذلك يؤكد بأن عمر الحيوان لا يتوقف على حجمه وبيئته ونوعه، ورغم أن تلك العوامل قد تكون مؤثّرةً في عمره إلى حدٍّ ما، إلا أن الأسباب الحقيقية وراء ذلك أكثر وأعقد، ولم يكتشفها |العلماء| حتى الآن.


بعد كلِّ ما ذكرناه في السطور السابقة، يتضح بأن أسباب تفاوت أعمار الحيوانات كثيرةٌ جداً ومعظمها لا زال مجهولاً بالنسبة لنا،

 فإذا أردت أن تشارك في نشر هذه المعلومات فسنكون لك من الشاكرين.

🔭 بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.