مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 06:07:00 م

 هل الموت مجرد مرضٍ يمكن علاجه؟ - الجزء الأول

هل الموت مجرد مرضٍ يمكن علاجه؟ - الجزء الأول
 هل الموت مجرد مرضٍ يمكن علاجه؟ - الجزء الأول
تصميم الصورة: رزان الحموي



ما أكثر الألغاز التي تحيط بنا، وما أكثر التساؤلات التي تشغل بالنا، وخاصةً بال العلماء، ومن هذه التساؤلات الكثيرة ما حيّر العلماء والمفكرين منذ القدم، مثل: ماذا يوجد في أعماق المحيطات، وفي أطراف الكون؟ وهل نحن الوحيدون في هذا العالم؟ ولماذا نشاهد أحلاماً تتحقق؟ أو تشير لأشياء ستحدث؟ ولعل من أهم الأسئلة التي نفكر فيها جميعاً: ماذا يحدث لنا بعد الموت؟ ففكرة الموت فكرةٌ مرعبة، فلا أحد يستطيع التواصل مع شخصٍ ميت، لكي يسأله عما حدث له، ولا أحد عاد من الموت ليخبرنا ما الذي واجهه خلال موته، وبغض النظر عن كل الاعتقادات الدينية، دعونا نحاول فهم الموت من وجهة النظر العلمية.


لماذا نهرب من الموت؟

لعل الإجابة البسيطة على هذا السؤال هي رغبتنا في الحياة، ولكن الأشخاص التعساء الذين يتمنون |الموت| يتراجعون عن أمنيتهم في اللحظة الأخيرة، أما الذين انتحروا أو حاولوا |الانتحار|، فكانوا يعانون |مشاكل نفسيةً| معقدةً مثل الاكتئاب الشديد، فلا يوجد شخصٌ واعٍ يُقدم على الموت، ولعل سبب ذلك أننا اعتدنا على الخوف من الموت منذ آلاف السنين، فالموت شيءٌ مبهمٌ تماماً بالنسبة لنا، ونحن بفطرتنا نخشى المجهول، ولعل الاعتقادات الدينية التي تربينا عليها، جعلت للموت مهابةً دفعتنا للخوف منه أكثر، ولذلك يمكن القول بأن عقولنا مبرمجةٌ للهرب من الموت.


الموت والفلسفة:

|الموت| يقينٌ ولكن وقته غير معلوم، والموت فلسفياً هو نهاية حياة الكائن الحي، ولكن الفلاسفة والمفكرين اختلفوا في تحديد الشيء الذي يموت في الإنسان، فالبعض منهم يرون بأن الإنسان هو مجموعةٌ من التفاعلات المعقدة، فإذا توقفت تلك التفاعلات لسببٍ ما، مات الإنسان، والبعض الآخر يرون بأن الموت الحقيقي هو موت العقل، وكذلك يرى آخرون بأن موت الإنسان هو موت شخصيته، ورغم أهمية الفلسفة فإنها لا تعطي أجوبةً علميةً تقنعنا.


أرقام وإحصائيات:

في عام 1800 كان متوسط عمر الإنسان أقل من ثلاثين عاماً، ثم ارتفع إلى أكثر من خمسين سنة بعد اكتشاف |البنسلين|، ولكنه يصل اليوم إلى أكثر من سبعين سنة، وقد ارتفع متوسط عمر الإنسان لأسبابٍ كثيرةٍ مثل تحسن نوع الغذاء، والرعاية الصحية، واللقاحات، وانتشار الوعي بأهمية النظافة العامة، وتغير أنماط الحياة، والقضاء على الكثير من الأوبئة والأمراض المعدية وغير ذلك، ولكن مهما عاش الإنسان فإنه سيموت عاجلاً أم آجلاً، والسبب الرئيسي للموت بدون مرض هو ما يسمى شيخوخة الخلايا.


لماذا تشيخ الخلايا الحية:

رغم أن العلم استطاع القضاء على الكثير من الأمراض، واستطاع فهم الكثير عن |الخلايا الحية| وعن كيفية وصولها إلى مرحلة الشيخوخة، فإنه لا زال عاجزاً عن إيجاد طريقةٍ تمنع الشيخوخة، فالخلية الحية منذ نشأتها، وهي تقوم بالكثير من العمليات الحيوية، ومن أهم تلك العمليات، عملية الانقسام، ولكنها مع الوقت تفقد قدرتها على الانقسام فتشيخ وتموت، ومع تقدم الإنسان بالعمر، تفقد خلاياه قدرتها على التجدد، فيصبح عدد الخلايا الميتة أكبر من عدد الخلايا المتولدة، وهنا يبدأ الإنسان بالشيخوخة ويقترب من الموت.


اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.