مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 02:55:00 م

 اهتمّ بالآخرين دون أن تنغمس في همومهم

اهتمّ بالآخرين دون أن تنغمس في همومهم
 اهتمّ بالآخرين دون أن تنغمس في همومهم
تصميم الصورة وفاء المؤذن


هناك العدين من الأشخاص الذين يصنفون كمرضى اهتمام من شدة اهتمامهم بهموم الآخرين، 

ومن الأمثلة التي نراها ضمن |المجتمع|، 

فتاة تتعرّض للخيانة من قبل حبيبها، فتبدأ بالتفكير بأن العلّة بها وأنّها هي السبب في خياتنه، فتبدأ بالاهتمام بحبيبها بشكلٍ أكبر، وتحاول مراقبته ومراقبة كل من حوله، وتبتعد عن الاهتمام بذاتها، 


والسبب هنا يكمن في عدم معرفتها مسؤوليتها أين تبدأ وأين تنتهي؟

 فهناك مساحة يمتلكها الشخص الثاني، وهي لا تستطيع التحكّم بها فهو مسؤول عن نفسه وعن تصرفاته.


الاهتمام المرضي

هو مرض معقّد فكل شخص مصاب به تكون تجربته متفرّدة، وعادةً هو يتكوّن من جانبين:

  • ١- إمّا |سلوك مضطرب| ينتج عنه أذيّة الشخص لنفسه،
  • ٢- أو سلوك يبحث به عن شخص يسيطر عليه، لكي يمتلك معنى لحياته.


وهذان الجانبان كالإدمان، فهو يؤذي نفسه عندما يهرب من حياته، ولا يقوم بإصلاحها.

وفي| السلوك |الثاني يعتقد أنّه بإمكانه إصلاح حياة كل الناس ما عدا حياته.


فهو يتمتع بالسيطرة على حياة الآخربن

العلاج يكون بألّا يترك الشخص نفسه تحت تصرّف سلوكيات الآخرين، وأن يتحرر منها.


بالنسبة لسمات الشخص المريض بالاهتمام بالآخرين:

إنّ امتلاكك لهذه الصفات لا يعني أنّك شخص سيء، بل يمكن أن تكون قد تعوّدت على القيام بهذه التصرفات منذ الطفولة، فأنت ليس لك أي ذنب بها.

 فمن المهم أن تتعامل مع نفسك برحمة وأن تتعاطف معها، وهذه السمات هي:

١- رعاية الآخرين:

حيث يشعر| المريض |بأنّه مسؤول عن الآخرين وعن مشاعرهم، واعتقاداتهم، واحتياجاتهم، وحتّى مسؤول عن حسن سلوكهم،

 فهو مسؤول عن إصلاح كل أخطائهم، ولو كان ذلك بطرائق غير مرغوب بها،

 فيسعى إلى إسعاد الآخرين بدل التفكير في نفسه، ويسعى لأن يكون في حياته دوماً أشخاص طالبين للمساعدة، لكي لا يشعر بالفراغ أو بعدم القيمة.


٢- عدم الثقة بالنفس:

يقوم بإلقاء اللوم على نفسه في كل شيء سيء قد يحصل، وقد يكون السبب في نشأته ضمن عائلة لم تعطه |الأمان| بشكل كامل، 

فهو قد يخاف من نقد الناس ويأخذ كل الكلام بشكل شخصي، ويخاف من تجربة أي شيء جديد، لكي لا يقع في الأخطاء.


٣-الكبت:

يقوم بدفع مشاعره بعيداً عن إدراكه، فهو لا يحبّذ التفكير لكي لا يشعر بالذنب فهو يخاف من أفكاره ومشاعره، وهذا ما يؤدي إلى |الكبت|.


٤- الوساوس والسيطرة:

يفحص سلوكيات الناس بشكل مستمر ويراقبها، لكي يختبرهم ويختبر أفعالهم.

 هل هي خاطئة وبحاجة للتقويم؟

ويسيطر على الأشخاص عن طريق جعلهم يشعرون بالذنب والتهديد أحياناً.


٥- الحدود الضعيفة:

يرسم لنفسه حدود مع الناس ويهدّد ويتوّعد بأنه لن يسمح للناس بأن تقترب من أشيائه، ولكن سرعان ما يتراجع عن كلامه. فتكون حدوده الشخصية ضعيفة جداً.


كيف يمكن أن يتم العلاج من هذا المرض؟

١- يجب أن يتم الانفصال عن الألم

 وعن التركيز في حياة الآخرين فلو قمت بتحمّل مسؤولية الآخرين.

فما الدور الذي سيقومون به في حياتهم؟ 

والانفصال عن الآخرين لا يعني عدم التأثر بهم، أو التعاطف معهم وإعطاىهم الحب الكافي، 

ولكن الانفصال عن الاهتمام المؤلم بحياة الأسخاص ومسؤولياتهم، فأي مشكلة يقوم بها الآخر هو مسؤول عن حلها، وبذلك تعطيه الفرصة ليخوض| تجارب| ضمن حياته.


٢- حاول عدم التأثر في المواقف التي تحصل مع الآخرين

وحاول عدم التسرّع بردود الفعل، 

التفاعل دون التفكير قد يجعل عواطفنا وسلوكياتنا مسيطر عليها من قبل الآخرين.


٣- عدم ارتداء ثوب الضحية

 فكل عمليات الإنقاذ للآخرين التي تقوم بها، ناتجة عن انخفاض| تقدير الذات|، 

فانت تساعد الآخرين لتشعر بقيمتك أمام نفسك، إعطاء الآخرين من الصفات الإنسانية المهمة ولكن يجب الانتباه متى يكون المنح طبيعي ومتى يكون سيء.


٤- الاستقلال

 ومعرفة أن مصدر سعادتك موجود بداخلك وليس لدى الآخرين،

 لذلك ركّز على نفسك ، العلاقات مهمة للسعادة والرضا، ولكنّها ليست المصدر الأساسي لها.


هل تعرف أحداً يعاني من| الاهتمام المرضي|؟

 كيف يمكن أن تقدّم له المساعدة؟

شاركنا آراءك بالتعليقات ...

 📚 بقلم دنيا عبد الله


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.