مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/01/2021 07:16:00 م

 قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الرابع

قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الرابع
قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الرابع
تصميم الصورة : وفاء مؤذن

استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة


سبب بناء أبي الهول:

لا يمكن الجزم بسبب البناء قبل التأكد من الباني الحقيقي ل|أبو الهول|، ولكن الاحتمال الأرجح يقول بأن خفرع هو من بناه لكي يظهر جبروته، فهو يمتلك قوة الأسد مجسدةً في جسم أبي الهول، وحكمة الإنسان متجليةً في رأسه البشري، وهناك من يرى بأن خفرع بناه إجلالاً لوالده خوفو. ويكمن سبب اختيار جسم الأسد بالذات هو أن التشبّه بالأسود لإظهار القوة كان سائداً عند قدماء المصريين، فقد تم اكتشاف عظام الأسود مدفونةً مع الملوك، اعتقاداً بأن الأسود ستساعدهم وتخدمهم في الحياة الآخرة.


سر الأنف المكسور:

كان للتمثال أنف ضخمٌ يزيد عرضه عن المتر، ولكنه مفقودٌ منذ زمنٍ مجهول، ولا أحد يستطيع الجزم بتاريخ سقوطه أو سببه، ولكن الاحتمال الأرجح يؤكد بأن ذلك حدث بفعل عوامل التعرية، رغم الكثير من الاعتقادات التي تتهم نابليون بأنه قصفه بالمدافع، ولكن الدلائل تشير إلى أن اختفاء الأنف أقدم من تاريخ حملة نابليون بكثير، وهناك من يقول بأن أحد القادة المسلمين ويدعى محمد صائم الدهر أراد تشويه التمثال لكي يمنع الناس من التبرّك به، فحطّم أنفه، وما يدعم هذه النظرية هو وجود آثارٍ للأسافين حول مكان الأنف، ولكن الحقيقة لا تزال مجهولةً.


أجزاءٌ أخرى مفقودة:

رغم أن أنف أبي الهول هو الجزء المفقود الأشهر، لكنه ليس الوحيد، فقد امتلك التمثال سابقاً لحيةً مستعارةً كانت من رموز الملك لدى ملوك مصر القدماء، وقد تم العثور على اللحية محطمةً إلى أجزاء، ما يشير إلى سقوطها بفعل عوامل التعرية، وبعض الأجزاء منها محفوظةٌ في متحف القاهرة، وبعضها الآخر في المتحف البريطاني في لندن. وإضافةً للحية، كان رأس التمثال يحمل هيكلاً لأفعى فوق رأسه ولكنها سقطت أيضاً واختفت، ولكن بقايا قاعدتها على رأس التمثال لا تزال موجودة.


أبو الهول والرمال:

تشير الأدلة إلى أن الرمال غطّت أبا الهول عدة مرّات عبر العصور، وتوجد على صدر التمثال لوحةٌ منقوشةٌ تسمى |لوحة الحلم|، وهي تروي قصة الحلم الذي ادّعاه تحتمس الرابع، والذي رأى فيه بأن أبا الهول خاطبه مخاطبة الأبُّ لابنه، فطلب منه أن يزيل عنه الرمال، وبالمقابل سيمنحه حكم مصر، وبالفعل أزال تحوتمس الرمال عن جسد أبي الهول وأصبح ملكاً لمصر، ولكن هل أصبح ملكاً بسبب ذلك؟ أم أنّه اخترع قصة الحلم لكي يبرّر طمعه بالعرش وسعيه إليه؟ لا أحد يعلم.  


تمثال أبو الهول ليس الوحيد من نوعه:

يوجد عددٌ كبيرٌ جداً من التماثيل المشابهة والمطابقة لتمثال أبي الهول في مختلف أرجاء مصر القديمة، ولكنها ليست بضخامته، فهناك تمثال الملكة حتشبسوت الشهير، وهناك العديد من التماثيل الموجودة في ممر الكباش الموجود في معبد الأقصر، ولكن وجوهها تشبه الكبش الذي يرمز للإله آمون، وكذلك نجد الكثير من التماثيل المشابهة لأبي الهول في الحضارات الأخرى، مثل الحضارة الفارسية واليونانية والهندية والصينية وحضارات بلاد الرافدين المتنوعة وغيرها، ولعل أشهر التماثيل المشابهة لأبي الهول هو تمثال |سفينكس| الأسطوري اليوناني رغم أنه يمتلك جناحين على عكس أبي الهول.


أبو الهول الحديث:

قامت الصين مؤخراً ببناء تمثالٍ مطابقٍ تماماً لأبي الهول بأبعاده الحقيقية، ولكن ذلك أثار حفيظة هيئة الآثار المصرية التي رفضت ذلك ورفعت دعوى قضائية على الصين التي اضطرت لتفكيك التمثال والاعتذار عن بنائه.


إذا وجدت بعض المتعة والفائدة فشارك المقال مع أصدقائك.

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.