مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 02:33:00 م

علينا أن لا نقع في مصيدة الفراغ

علينا أن لا نقع في مصيدة الفراغ


 دون أي استثناء ، على هذا الكوكب المتناقض و الغريب ، نحن البشر ، و لأننا جزءٌ مصغر من الكون ، هنالك فجوات عميقة بداخل كلٍّ منا ..

فجوات متنوعة المصدر ، كثيفة التأثير ، غائصة لما بعد القاع لشدة عمقها ..

المشكلة أننا غير قادرين على التعامل معها لو قررنا البقاء ..

أو الخروج منها .. لو قررنا الرحيل ..

نحاول جاهدين أن نملأها من هنا و هناك ..

نحاول قطف الراحة الوهمية ، و خطف ثمار السعادة الزائلة ..

نحاول أن نبعثر وقتنا و جهدنا و طاقتنا في أمورٍ ثانوية و غير مفيدة .. فقط لأنه و باعتقادنا المكتسب .. أنَّ القيام بهذا الهرب الملغوم ، سيجعلنا نتفادى من الألم ، و نخرج من تلك الحفر ..

لكن حقيقةً .. سنصل إلى خطوة ، نتوقف عندها .. ننظر إلى| سماءٍ ضبابية| بعيدة ..

و بتصالحٍ تام ، و اعترافٍ حقيقي نقول ..

 " أشعر بفراغٍ محيطي " 

هذه الفجوات هي أقرب مثال للتعبير عن هذا الفراغ ، و لكنه أعمق .. أعمق بكثير ..

و هنا ندرك أنَّ الفرار المستمر لا جدوى منه ، و بدل المواجهة .. و لأننا عرفنا شعورنا الحقيقي ، نرضخ له .. بطوعٍ رهيب و عبودي 

و سيبقى هنالك شيء ما ناقص ، غير مكتمل ، غير واضح ..

الحقيقة الروحية و النفسية تقول : 

《لا شيء مستحيل و لا وجود حل له .. سوى الموت 》

و الفراغ جزءٌ من الموت ، موتٌ بطيئ يجري كالسم على عالمك ..

لكن في النهاية ، أنت قادر على التحكّم .. كونه " جزء " .. بشرط واحد فقط .. عندما تقرر ..

و هنالك بعض الأمور ستسهل عليك هذه الرحلة الجهاديّة : 

١) التركيز على تطوير الذات و تحسين القدرات : 

مشكلة هذه الحفرة أنها تجعلنا ندفع وقت و جهد و اهتمام مفرط لأجل سدَّ هولها و مخاطرها ..

و بالتالي ستركّز عليها كلَّ التركيز بعيداً عن أي مشاعر أخرى ، و هذا ما يجعلنا نبتعد عن| حب الذات| و تطويرها ، و لهذا كخطوةٍ

 أولى علينا تشرّب الاهتمام بأنفسنا و عقلنا حتى و لو كنا جالسين تحت غطاء سرير| اليأس|  ..

٢) البدء في عمل جديد :

ليس من الشرط أن يكون عملاً كبيراً و ضخماً بحاجة إلى جهد مضاعف ..

بل قم بما ترغب به ، بعيداً عن قوقعتك السوداء ..

كالرسم أو الكتابة أو العزف أو مشاهد فيلم ما ، أو| السير في الليل| ..

المهم افعل ما ترغب به بحيث يكون جديد على روتينك الجامد ..

٣) التأمل :

هذه من أكثر الاقتراحات التي يهرب منها الإنسان ، لأنه يعتقد أنَّ الجلوس مع النفس و الإنصات لها ، سيكون حديث عن ندم الماضي ، و قلق الحاضر ، و| الخوف من المستقبل| ..

و في الواقع ، هذا صوت الايغو ، و ليس صوت الروح النقيّة 

 فالتأمل هو حالة تفكير و وعي عالي ، يوصلنا إلى السلام الداخلي عندما تنظر للحياة على أنها زوايا رمادية راحلة ..

٤) قائمة الإنجازات : 

الشعور بالفراغ يجعلنا ننظر للآخرين و إنجازاتهم ، و هذا ما يزيد من حالة السقوط أكثر ..

علينا تسجيل كل إنجاز نقوم به ، مهما كان بسيطاً ، حتى و لو كان مغادرة السرير .. 

هذا سيعطي دفعة إيجابية لعقلنا الباطني لترتفع طاقته و يزداد نشاطه ..


نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم ..


شهد بكر

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.