مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 06:25:00 م

الاستبيانات والأرقام هل يمكن الاعتماد عليها..من كتاب كيف تكذب باستخدام البيانات؟
 الاستبيانات والأرقام هل يمكن الاعتماد عليها..من كتاب كيف تكذب باستخدام البيانات؟
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

نسبةٌ كبيرةٌ من الناس يميلون إلى تصديق أي معلومة لو كانت نسبة مئوية، أو رقم تحديداً.

 لكن هذه النظرية غير صحيحة، ولو تخيّلنا أنّ الرقم، والإحصائيّة صحيحين أي قمنا باستبيان، والنتيجة كانت مثل الحقيقة فعلاً.

 ولكن هل تعبر عن الواقع؟

هذا ما طرحه كتاب كيف تكذب باستخدام |البيانات| لداريل هاروف ببعض الأمثلة الحياتية.


هل الأرقام تكذب؟

إذ أنّ أغلب الناس ترى أنّ |الأرقام| لا تكذب، فيمكن استغلال هذا الموضوع لخداعنا، والكذب علينا.

 ولكن الكذب لا يتم في تزوير الأرقام، بل بما يريد الكاذب إيصاله.

ومن يقوم بذلك إمّا سياسي يحتاج دعم الناس، أو| شركة تجاريّة| تروّج لمشروعٍ ما.

فمثلاً:

 لو وجد لدينا مُرشَحيّن للرئاسة قد تشير| الاستبيانات | إلى أنّ أحدهم حتماً سيفوز، ولكن عند الانتخابات نجد أنّ الآخر هو من فاز ؛ لأنّ هذه الاستبيانات لا يمكن فعلها على مستوى الدولة نظراً لكلفتها بل يتم أخذ عينات من كل منطقة، ويحكم على النتيجة منها. 

من العينات العشوائية:

مثال آخر:

 لدينا شخص، ووضعنا أمامه كأساً من الشاي المحلى بالسكر، وطلبنا منه أن يحدد إذا كان| الشاي| محلى أو لا، هنا حتماً سيعرف وسينفع الاستبيان.

لكن لو جلبنا له رجل زرافة، وطلبنا منه أن يحدد هذه الرجل لأي حيوان تعود، احتمال كبير أنّه لن يعرف.


من أجل أن تقوم باستبيان صحيح يجب:

-أن تكون| العينات| موزّعة عشوائيّاً بشكلٍ صحيح، وشاملة، ويوجد بها ممثل من كلّ جزء.

الاستبيانات بطريقة متحيّزة:

لنتخيل دولة اسمها الإكوادور، متوسط رضا الشعب فيها على عمل الحكومة 50%، ويوجد مؤسسة حكوميّة محايدة تقوم بعمل إحصائيات، وتقدم استبيان عن رضا الشعب، ونتيجة آخر استبيان قامت به هي 92%. إنّ هذه النسبة غير دقيقة، ولكن كيف أصبحت غير دقيقة، وهي لا تزور البيانات، وقامت بالاستبيان بشفافية؟.

تتم العملية على النحو التالي، يتصل الموظف من هذه الشركة مع الناس، ويخبرهم من هو، ولمن يتبع، ولماذا يتصل، 

ولكن الناس لو كانت حكومتهم من النوع الذي يقمع لن يثقوا بما عرضه الشخص من معلومات عن نفسه، وسيعطوا إجابات نموذجية.


استخدام المتوسط الحسابي في الاستبيانات:

تخيّل لو لديك 7 قطط، ووزن كلّ قطة كيلو غرام واحد، ومعهم بقرة وزنها 200 كيلو غرام، وأنت تريد التعبير عن متوسط الوزن. ستقوم بجمع أوزانهم، وتقسم المجموع على عددهم فينتج 26 كيلو لكل حيوان، ولكن هل هذا المتوسط يعطيك انطباع حقيقي عن وزن كل حيوان منهم؟!،

 وكمثالٍ آخر:

 لدينا |سمسار شقق|، ويريد بيع شقة لرجل بحيث يشعره أنّ من يجاوره من جيران هم أغنياء. قد يقول له متوسط دخل الناس 20 ألف دولار مثلاً، وهذا سيعطي انطباع للرجل أنّ هذا الرقم يمثل كل الناس في حين أنّ المتوسط قد يكون 5 آلاف فقط، وهنا السمسار تلاعب في القيمة مع أنّه لم يكذب رياضيّاً في شيء، وهذا ما يطبّقه السياسيين بصورة كبيرة، وعلى مستوى الدول كالناتج المحلي، والدخل القومي، وغيرها من المصطلحات الكبيرة.


التوجهات الفكرية قد تغيّر الاستبيانات:

مثال آخر عن مجموعة من الناس عاشوا في غابر الزمان، وعبدوا أربع أصنام بالتساوي، ولم يفصلوا صنم على آخر، ولم يهتموا بتسجيل حياتهم كتابةً بل الجيل الأول الذي بعدهم هو من سجل حياة أسلافهم، ثم جاء الجيل الثاني، وسجل حياة الجيل الأول بحياديّة تامة، تعطينا صورة عن حياة الجيل الأول نشعر من خلالها كأنّنا معهم، ولكن الجيل الثاني كان يفضّل أحد الأصنام أكثر من البقية، فسيخصص له جزء كبير من الكتابة بحيث يسجل كل تفصيلة كان الجيل الأول يفعلها تجاه هذا الصنم، ويكون الكتاب المؤلف نصفه لهذا الصنم، والنصف الثاني للبقية فبعد 2000 سنة عندما نقرأ الكتاب سنصل لاستنتاج مختلف عن الحقيقة، وهنا الجيل الثاني رغم حياديتهم إلّا أنّ أفكارهم تدخلت بتحيزٍ جاهلٍ من دون قصد.

- في الختام 

هذا الفكر منتشر جداً في |المجتمع| حيث كل فئة تقوم بإحصائيات مختلفة حسب أيدولوجيا معينة تتبعها، لذلك تحتاج قبل أن تصدق أي إحصائيّة أن تسأل نفسك ما يلي:

 من يقوم بذلك؟

هل الجهة التي قامت بالإحصائية لها سمعة جيدة؟، وكيف عرفوا ذلك؟

وهل يوجد شيء ناقص؟

و هل النتيجة منطقية؟...

من كتاب كيف تكذب باستخدام الأرقام

بقلمي دنيا عبد الله

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.