مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 12:25:00 م

 كيف يمكن أن نتحكم في غضبنا عند تربية الأولاد؟ 

من كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد

كيف يمكن أن نتحكم في غضبنا عند تربية الأولاد؟ من كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد


الغضب عموماً ينشأ من الرغبة في السيطرة، ويعتبر الفخ الذي يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات الذين لم يتمعتوا بقدرٍ كبيرٍ من

 السيطرة في حياتهم، أو لا يوجد لديهم القدرة على ضبط انفعالاتهم، أو لا يعلمون كيف يتعاملون مع أولادهم من دون هذه الانفعالات.

وهذا ما تحدث عنه كتاب "عادة الغضب في تربية الأولاد للكاتب كارل سيميلروث".

حيث أنّ 

الغضب هو شعور تحرّكه أفكار ومشاعر آخرى

 مثل ولدٍ ما لم يأكل فهو من وجهة نظر الغاضب يقصد أن يعانده، ولا يسمع كلامه، ثمّ تتم معاقبته بناءً على الاقتراحات

 وتحليلات الأمور التي رسمها الآباء في مخيلتهم، ومن الممكن أن يصل العقاب إلى |العقاب الجسدي| الذي أصبح وسيلة شائعة بين

 الآباء، والأمهات لتقويم سلوك أولادهم.

يمكن أن تخفف من الغضب باتّباع ما يلي:

1) أن تنتبه لسلوكياتك، وتلاحظها بناءاً على دورك كولي للأمر، ومن خلال الملاحظة ستدرك سلسلة غضبك، وما هو الحدث الذي من

 الممكن أن يشعل غضبك.

2) التعامل مع القواعد بالشكل الصحيح. حيث أنّ القواعد توضع لكي تنظّم| سلوك الأطفال|، وتساعدهم على| تحمّل المسؤولية|، وعدم

 تخطي الحدود.

ولكن!! 

القواعد تجعل الأطفال دائماً مستعديّن للعقاب، وفرض السيطرة عليهم، وأي نوع من العقاب لن يؤثّر بهم مع مرور الوقت، وستجعلك

 تبحث عن أنواع أكثر عذاباً لتستعيد السيطرة، وهكذا...

لذلك، القواعد يجب أن تكون واضحة، ومفهومة، وليست استبداديّة، أو غير |عقلانيّة| .

ويجب أن تطبّق على الأطفال بالتساوي دون استثناء، وأن تتسامح مع بعض الحالات من دون أن نلغي القواعد.

ومن المهم جداً عند مخالفة الطفل ووجود العقاب أن نوضّح له سبب العقاب، والذي يجب أن يكون متناسب مع الخطأ.

تقسم القواعد ثلاث أقسام :

جزء أحمر لا يجب تخطيه بأي شكل

وجزء أصفر يمكن أن نتخطاه أحياناً مثل التأخير

 والجزء الأخضر الذي من الممكن أن يُنفذ لأننا اتفقنا عليه مثل ترتيب السرير.

3) تجنّب الابتزاز العاطفي:

عن طريق الحديث بأنّه تسبب في إيلامك، وجرحك. مثل قولك للطفل أنّه أحرجك أمام الناس.

هنا أنت تستغلّ حبّه لك لكي يقوم بما تريد، ولا يكرر خطئه

ولكن لن تستطيع فعل ذلك كثيراً ليس لأنّ الطفل سيفقد مشاعره تجاهك، ولكن لأنّه سيشعر بأنه شيء اعتيادي، وسيجعلك تشعر بالتعاسة.

والحلّ هنا أن تجعله يحبّك بشكلٍ إرادي، وأن يطيع القواعد من تلقاء نفسه، من دون أن تستغلّ احتياجه للحب من أجل السيطرة عليه

 وعليك بذل مجهود في مناقشته، وتهذيبه، وإخباره بالصحيح،وأن تؤمن به، وتثق في قدراته، وأن توضّح له خطأه من أجل ألّا يكرره في

 |المستقبل| .

4) تجاهل متطلبات الأهميّة الذاتيّة للطفل:

الطفل يريد أن يشعر بأنّه مهمّ في حياة أحد ما، وضروري فيها، وكثير من الناس يرون أنّ حبهم لطفلهم سيجعله يفعل ما يريدون، ويبرّ

 فيهم، لكن النتيجة لا تكون طفل يحترم نفسه، أو يحترم  الذين من حوله بل تزيد لديه |الأهميّة الذاتيّة |التي هي اعتقاده بأنّه يستحق

 الأفضل، وأنّ الآخرين مدينين له بحل مشكلاته، وأنّ هذا الأمر فرض عليهم.

وبالتالي عندما يرفض الأهل تلبية احتياجاته سوف يغضب، وسيبادله الأهل بالغضب وهكذا...

لكن لو أنّ الطفل يكبر ويفهم أنّه يستطيع حل مشكلاته لوحده سيتشكل لديه احترامٌ للذات بدلاً من |الأهميّة الذاتيّة| .

لذلك يجب عليك كولي للأمر أن تكون متوازن في حبك، وكرهك، وعليك فهم طبيعة ابنك، والتعامل معها.

مثلاً،

 لو أنّ زوجتك اشترت لابنك حذاء بسعر عالي، وبعد أسبوعين بدء ابنك بالإعلان عن رغبته بشراء حذاءٍ جديد، ولكنك رفضت ذلك،

 وانفعل هو، وقال أنّكم دائماً تشترون له أمور رخيصة، ثم بادلت انفعاله بانفعال آخر، وبالتالي ستتأزم الأمور بينكما.

كان من الممكن أن تسمع له، لأنّه قد يكون حذائه ذاك لم يعجبه أمام زملائه.

وأخيراً 

لو علمت طبيعة ابنك فلا تجعلها سبب في إذلاله، أو إهانته، بل اجعل ذلك نقطةً لصالحك لتفهم كيف تتعامل معه لتسير الأمور بالشكل

 الذي تريده.

بقلمي دنيا عبد الله

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.