مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/16/2021 04:41:00 م 2 Comments

 زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ

زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ
 زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ 
تصميم الصورة : ندى حمصي 

جلسَ الأبُ إلىٰ مائدةِ الطعامِ والتَفَّتْ حَوَلهُ عائِلتُهُ كالمُعتَادِ

 ومَا أنْ فَرَغُوُا مِنْ طَعامِ الغَدَاءِ وبدأوا باحتِسَاء الشَّايِ، حتَّىٰ سَألتِ الأمُّ زوجَهَا عَنْ سبِبِ ضِيقهِ الَّذِي كَانَ بَاديَاً عَلىٰ وجِهِه أثْنَاء الطَّعامِ. 

قالَ الأبُ : إنَّنِي حَزينٌ لِأجلِ شَخصٍ أعرِفُهُ 

 فَقَد استَدعَاهُ مُعَلِّمُ صَفِّ وَلدِهِ وأخبَرَهُ بأنَّ ابنَهُ ثرثارٌ كثيرُ الكلامِ , وأنَّهُ يحدِّثُ رفاقَُه ويَحكِي لهُمْ عَنْ كُلِّ مَا يَجْرِي دَاخِلَ مْنزِلِهِ حتَّىٰ باتَ كُلُّ رفاقِ صفِّهِ يعرفُونَ أخبارَ أسْرَتِهِ ، 

وهُوَ مُسْتَاءٌ مِنهُ وَلايَعرِفُ كَيفَ سَيتَصَرَّفُ مَعَهُ  . 

وضَعَ زُهيرُ كُوبَ الشَّايِ مِنْ يَدِه 

وبلعَ ريقَهُ بِصُعُوبَةٍ، فَقَد لَفَتَ المَوضُوعُ انتِباهَهُ بِشِدَّةٍ ، لأَنَّهُ هُوَ أيْضَاً يَفعلُ ذِلكَ ،

 ثُمَّ تسَاءَلَ فِي نَفسِهِ وقَالَ: 

غَريبٌ ماَ يَحدثُ اليَومَ، لَقد حَدَّثنَا أسُتَاذُ التَربِيةِ والأخْلَاقِ عَنْ موضوع الأمانة ، 

وقَالَ بِأنَّ للبُيُوتِ أسْرَارُهَا ،

وَأنَّ  كُلَّ فَردٍ فِي الأسْرةِ مُؤتَمَنٌ عَليْهَا وَلايَجُوزُ أبَداً أنْ يَنْقُلَ مَا يَجْرِي دَاخِلَ بَيِتهِ لِأحَدٍ  ،

 وهَا هُوَ بَابَا الآنَ يَتَحَدَّث عَنْ نَفسِ المَوضُوعِ أترَاهُ يَكونُ مُعَلِّمُ صَفِّنا هُوَ المُعَلِّمُ الَّذي حَدَّثَ صَدِيقَ بَابَا عَنْ ولَدِهِ؟

شَعرَ بالقَلقِ وَتَمتَمَ أيَعقِلُ أَنْ أكُونَ أنَا المقْصُودُ بِكَلامِ وَالدِي ، لَكِنَّهُ مَا لَبِِثَ أنْ استَبْعَدَ الفِكْرَةَ. 

لالا... إنَهُ يَعرِفُ وَالِدَهُ جَيِّدَاً لَقَدْ قَالَ : بأنَّهُ وُلَدُ شَخْصٍ َيعْرِفُهُ 

 وَوَالدُهُ لا يكذِبُ أبداً وَلَوْ كَانَ هُوَ المَقصُودُ  لكَانَ وجَّهَ الكَلامَ إليْهِ، أْوْ لكَانَ رَمَقَهُ بِنَظْرَةِ عِتَابٍ عَلىْ الأَقَلِّ 

ثَّمَ تَابَعَ الأبُ كلامَهُ وقَالَ :

تخيَّلي يَا أمَّ زُهَيْر أنَّ هَذَا الوَلدُ قَد أخَبَرَ رفَاقَهُ عَنْ شِجارٍ عائِليٍّ وقَعَ بينَ أخَوَيْهِ ؟!!

 وعنْ مَبلَغٍ استداَنهُ أبوُهُ !!!

 وعَنْ ضُيُوفٍ جَاؤوُا لزِيَارَةِ أمِِّهِ !!!!

 وعَنْ مَرضٍ أصَابَ خَالَهُ !!!!

 وَعَنْ سفرِ عمَّتهِ!!!!


تنّهَّدَ زُهَيْرُ وقالَ بِصَوتٍ هامسٍ يا إلهِي إنَّ قِصَصُ بيتِهِ  تُشْبِهُ قِصَصَ بيتِنَا تماماً

شَهَقَتِ الاَّمُ وقَالَتْ :الثَّرثَارْ... كُلُّ هَذِهِ الأَخْبَارُ نَقَلَهَا لِرفَاقِهِ ثَمَّ قَالَتْ بامتِعاضٍ :

 مِسكِينٌ هَذَا الأبُ لَقَد تأَلْمتُ كثِيراً لأَجْلِهِ مَا أشَدَّ غباءَ ولدِهِ . 

هَلْ يكشِفُ الَعَاقِلُ أَسْرَارَ بيتِِه وخُصُوصِيَّاتِ عَائِلتِهِ أمَامَ الآخَرينَ هَا قَد وَضَعَ أَبَاهُ فِي موْقِفٍ مُحرِجٍ. 


شَعَرَ زُهَير بِالحَيْرَةِ مِنْ جَدِيدٍ وَأقْلَقَتْهُ هَذِهِ المُصَادَفَاتُ الَّتِي تَحدُثُ.

 فَعَادَ يَتَساءَلُ.. كَلامُ الأسْتاذِ فِي الدَّرسِ، وَحَدِيثُ والدِي فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ  وَكِلاهُمَا يَتَحَدَّثانِ عَنْ نَفْسِ المَوضُوعِ... 

لَِكنَّهُ فِي قَرارةِ نَفسِهِ بدَأ يَقْتَنِعُ بِالفِكْرَة وَأحَسَّ بالخَجَلِ مِنْ تَصَرُّفِهِ وَقَرَّرَ أنْ يُقْلِعَ عَنْ هَذِهِ العَادَةِ السَيِّئَةِ ، وهَزَّ رأسَهُ مُوَافِقَاً كَلامَ الأُسْتَاذِ وَكَلامَ  أمِّهِ وأَبِيهِ


وفِي اليَومِ التَّالِي سَألَ أسْتَاذُ التَّعبِيرِ تلَامِيذَهِ، مَنْ مِنْكُمْ يُحدِّثُنَا عَنْ قِصَّةٍ طَريِفَةٍ حَدَثَتْ مَعَهُ أوْ مَعَ أحَدِ أفْرَادِ أسْرتِهِ ؟ 

انْدَفعَ زُهيرُ ونسِيَ نفسَهُ فَرفَعَ يَدَهُ للِكَلامِ وقَالَ:  أنَا... أنَا..

 لَكِنَّهُ مَالبِثَ أنْ جَلسَ فِي مَكَانِهِ وعَدَلَ عَنِ الفِكْرةِ فَقَد تذَكَّرَ كَلامَ مُعَلِّمِ التَربِبَةِ وكَلامَ وَالدِيْهِ 

سَألهُ الأسْتَاذُ لِمَاذا جَلسْتَ مَكانَكَ يَا زُهَيْرُ هَلْ نسِيتَ القِصَّةَ؟ 

قَالَ زُهَيْرُ : لَا يَامُعَلِّمِي لمْ أنْسَهَا ولَكِنِّي تَذَكَّرتُ أنَّ أسرَارَ بيوتِنَا أمَانةٌ ، وَلا يَجِبُ أَنْ تُحكَى لِأحَدٍ . 

سُرَّ المُعلِّمُ بجوابِ زُهَيْرٍ، وطلبَ مِنْ الجَمِيعِ أَنْ يُصَفِّقُوا لَهُ


وفِي المَسَاءِ حدَّثَ زُهَيْرُ وَالِدٌاهُ بِمَا جَرَىٰ مَعَهُ فِي المَدرَسَةِ

تَنَهَّدَ والِدُهُ بِارتِياَحٍ وأوْمَأ بِعينَيْهِ إلىٰ زَوْجَتِهِ وهُوَ يَقُولُ : الحَمْدُ لِلّٰهِ أَنَّ وَلدَنا يُحَافِظُ عَلىٰ أَسْرَارِ عَائلَتِهِ وهو ليسَ كَولَدِ الشَّخصِ الثرثار الذِي حَدَّثْتُكِ عَنْه

 َثُمَّ عَانقَهُ والِدَاهُ وقَاَلا لَهُ إنَّنَا فَخُوُرَانِ بِكَ يَا زُهَيْرُ أَنْتَ وَلَدٌ ذَكِيٌّ وَلِبيِبٌ  وَتُحِبُّ أُسْرتَكَ   


مَا رَأيُكُمْ صِغَارِي الأعِزَّاءُ بتَصَرُّفِ والدِ زُهَيْر هَلْ أَعجَبَكُمْ؟ 

أرأَيتُمْ كَيْفَ تَصَرَّفَ بِحكْمَةٍ وَذَكَاءٍ وَلفَتَ نَظَرَ وَلِدِهِ  إلىٰ تَصُّرفِهِ الخَاطِئ 

 لَمْ ُيعَنِّفْهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَلَمْ يَقُلْ لَهُ مُبَاشَرةً أنْتَ وَلَدٌ ثَرثَارٌ بَلْ نَبَّهُهُ ، وتَرَكَهُ يَكْتَشِفُ خَطَأهُ بِنَفْسِهِ ، 

هَذا مَانُسَمِّيِهِ بِالنَّصِيحَةُ غَيْرِ المَبَاشِرَةِ ، هَلْ لاحَظْتُمْ كَيفَ اسْتَفَادَ َزُهَيْرُ مِنْهَا وَتَرَاجَعَ عَنْ خَطَئِهِ . 



أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

إرسال تعليق

  1. قصة حلوة اعجبني ذكاء الوالد واسلوبه امام ولده علمه كيف يحافظ على. اسرار بيته بدون ان يعنفه ياريت الكل يتعلمو منه شكرا لك جدتي كم احبك

    ردحذف
  2. اعجبني. ذكاء الاب قصة جميلة اكثري منهاانت جدة رائعة تتمناه كل ام

    ردحذف

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.