مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 09:03:00 م

  فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الثالث

فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الثالث
  فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الثالث

استكمالاً لما تكلمنا عنه سابقاً حول فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات ....


اللقى الأثرية:


كيفية تصنيف اللقى الأثرية:

يقوم المختصون بتصنيف اللقى الأثرية في مجموعاتٍ حسب نمط اكتشافها زمنياً ومكانياً، ويتبعون لذلك أحد تصنيفين: الأول يعتمد على نوع اللقية والمواد المصنوعة منها وطريقة صناعتها ووظيفتها والغاية منها، وهذا ما يعرف بالتصنيف النوعي، أما التصنيف الثاني فيسمّى التصنيف التتابعي النمطي، وفيه يتم ترتيب اللقى ذات النوع الواحد ضمن سلسلة زمنية أو حسب الحضارة التي أنتجتها عندما تتداخل اللقى بين حضاراتٍ مختلفةٍ في مكانٍ واحد، ولذلك فلا بد من معرفة عمر اللقية للقيام بذلك.


كيف يمكن معرفة عمر اللقى الأثرية؟

يستطيع علماء الآثار والمختصون تحديد عمر أية لقيةٍ أثريةٍ أو دليلٍ أثري بإحدى طريقتين: 

الأولى

 تعتمد على تحديد عمر اللقى بالنسبة لبعضها البعض (أيها أقدم) وهذا ما يسمى بالتأريخ النسبي


الثانية

 والمسماة بالتأريخ المطلق فهي تسمح بتحديد عمر اللقية بدقة باستخدام أساليب وطرق مختلفة.


طرق تحديد عمر اللقى الأثرية:

يمكن تحديد عمر اللقى الأثرية بطرقٍ مختلفة، ومن أبرز تلك الطرق استخدام |الكربون المشع|، ويعتمد مبدؤها على قياس نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 في المادة، لأن تلك النسبة تعطي مؤشراً دقيقاً جداً عن عمر اللقية التي لا يزيد عمرها عن 50000 سنة. فالكائنات الحية تمتص الكربون بشكلٍ دائم خلال حياتها، وبعد موتها يبدأ الكربون 14 المشع بالتحول إلى شيء آخر فبمعرفة نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 يمكن حساب عمر المواد العضوية الموجودة حول اللقية وبالتالي عمر اللقية نفسها، أما اللقى الأقدم فتتم دراستها بطرق متقدمة أكثر مثل دراسة نسبة غاز الأرجون الذي تحوّل من الفوسفور المشع الموجود في البيئة الحاضنة للّقية، وهذا يعني بأن تحديد عمر اللقية يعتمد على تحديد عمر الطبقة الجيولوجية الموجودة فيها.


تحليل ودراسة اللقى الأثرية:

يقوم علماء الآثار والمختصون بدراسة و|تحليل العينات| واللقى الأثرية للحصول على معلوماتٍ تسمح بتحديد طبيعة تلك اللقى والمواد المصنوعة منها والغاية التي استخدمت لأجلها، في محاولةٍ لفهم الطريقة التي عاش بها البشر في تلك الحِقْبَة الغابرة من التاريخ. كذلك تفيدنا الدراسات التحليلية للآثار واللقى في فهم وتفسير الحياة الاجتماعية وأساليبها فمثلاً تعطينا القبور ومكنوناتها وما قد يوجد فيها الكثير من المعلومات عن أهمية الشخص المدفون ومكانته في المجتمع، وهذا بدوره يؤكد ما تشرحه المخطوطات عن طبقات المجتمع وتقسيماتها، كذلك يمكن من خلال الأدوات المكتشفة معرفة أنواع الطعام والمحاصيل الزراعية والحيوانات المدجّنة وغير ذلك من المعلومات، ولا بد من الإشارة إلى أن العاملين في مجال الآثار يستعينون بالكثير من العلوم الأخرى مثل علماء التاريخ وعلماء الحيوان والنبات والجيولوجيين والتقنيين وغيرهم.


إذا استفدت مما قدمناه فشاركنا بتعليقٍ أو شارك المقال مع أصدقائك.


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.