مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 09:24:00 م

كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الأول


كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الأول
كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الأول



 ما هي الحركة؟ ومتى نقول عن جسم إنه متحرك؟

قبل سنواتٍ طويلة كان هذا السؤال يبدو ساذجاً فكنا نظن الأمور واضحةً وبسيطة، وكنا نفسر الأشياء بحسب رؤيتنا لها، فلقد ظننا لسنواتٍ طويلة جداً بأن الأرض هي مركز الكون وبأن كل شيء يدور حولها لأن هذا ما كنا نراه بأعيننا، حتى عرفنا بأننا مخطؤون، فالكون ليس له مركز، والشمس هي مركز المجموعة الشمسية، أما مركز المجرة فهو ثقبٌ أسود.

ومع كل يومٍ نجد المزيد من الاكتشافات التي تغيّر نظرتنا للكون وتغيّر فهمنا لكل ما يحيط بنا، فما كان بالأمس مؤكداً أصبح اليوم محل شكٍ أو زاد تأكيده، وما كان مشكوكاً به تم البتُّ بأمره، ولكن تبقى دائماً أمورٌ كثيرة محل جدل وقابلةً للتغيير، ولعل هذا أهم ما يجب أن يميز العلم، وهو القدرة على التطور والتعديل والاعتراف بالخطأ عند وقوعه والرجوع عنه فلا ينبغي للعلم أن يكون جامداً أو متصلباً بل عليه الاتساع ليستوعب كل المتغيرات.


|الحركة والسكون| 

 ليسا بالأمر البسيط، كما كنا نعتقد، ونحن نعرف اليوم بأن الحركة مفهومٌ نسبيٌ فما هو متحركٌ بالنسبة لنا قد يكون ساكناً بالنسبة لغيرنا، فمثلاً عند ركوب الحافلة فإن جميع الركاب ساكنون بالنسبة لبعضهم البعض ولكنهم متحركون بالنسبة لشخصٍ يقف على الطريق، أي لا يمكن وصف الجسم بأنه ساكن أو متحرك إلا بمقارنته مع جسمٍ آخر يعتبر مرجعاً، وهذا المرجع قد يكون من داخل الجملة المادية المدروسة ونسميه عندها مرجعاً داخلياً، وقد يكون خارجاً عنها ونسميه مرجعاً خارجياً.

يعتبر أول من نسب الحركة إلى مرجعٍ محدد هو العالم الإيطالي |غاليليو غاليلي| في القرن السابع عشر الميلادي و لذلك نسمع كثيراً عن |نسبية غاليليو|.


كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الأول
كيف تطور مفهومنا للحركة؟ - الجزء الأول


إذاً متى نقول عن جسم بأنه متحرك؟

إذا كانت المسافة بين الجسم وبين مرجع محدد متغيرة مع الزمن يكون الجسم متحركاً بحركة انسحابية بالنسبة لهذا المرجع.ولكن قد يدور الجسم حول المرجع بمسار دائري فيبقى البعد بينهما ثابتاً مع أن الجسم يتحرك فتغير المسافة إذاً لا يكفي لوصف الحركة بل يجب الحديث عن تغير جهة الحركة أيضاً ولذلك يتم وصف حركة الجسم بعدة متغيرات مثل الموضع والسرعة والاتجاه..


عموماً يمكن تصنيف الحركة ضمن تصنيفين أساسيين: فإما أن تكون الحركة بسيطة أو مركبة:

إذا كانت الحركة بسيطة فيمكن تصنيفها حسب نوع المسار الذي ترسمه إلى حركة انسحابية وحركة منحنية وحركة اهتزازية.

و كذلك يمكن تصنيف الحركة حسب السرعة إلى حركة منتظمة وحركة متغيرة، فإذا كانت السرعة ثابتة مع الزمن كانت الحركة منتظمة وإلا كانت الحركة متغيرة.

إذا كانت السرعة تتغير مع الزمن بشكلٍ منتظم يكون تسارع الحركة ثابتاً وعندها نقول عن الحركة بأنها متغيرة بانتظام وهنا قد تكون هذه الحركة متسارعة أو متباطئة، فإذا كانت السرعة تزداد بمرور الزمن يكون التسارع مقداراً موجباً وتكون الحركة متسارعة وإذا كان هذا التسارع ثابتاً تكون الحركة متسارعة بانتظام. أما إذا كانت السرعة تتناقص بمرور الزمن فيكون التسارع مقداراً سالباً وتكون الحركة متباطئة وهكذا..


إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.