مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/27/2021 09:24:00 م

الأبعاد الناتجة عن إساءات الأبوين من كتاب أبي الذي أكره..الجزء الثالث


الأبعاد الناتجة عن إساءات الأبوين من كتاب أبي الذي أكره..الجزء الثالث
الأبعاد الناتجة عن إساءات الأبوين من كتاب أبي الذي أكره..الجزء الثالث
تصميم الصورة : وفاء مؤذن


تحدّثنا في المقال السابق عن أشكال اضطراب العلاقات الناتحة عن الإساءات الأسرية وكيف نتعامل مع هذه الإساءات والآن سنتحدث عن ما الذي سيحدث في عملية الإساءة لنصل إلى التعافي والتجاوز..


مراحل تطور الإساءة: 


1) |الإنكار|: 

كأشخاص تعرضنا لإساءات نأخذ صور متعددة في الإنكار، مثلاً، أن نكون أصحاب دور واحد في الأسرة، سواء دور الضحية أو صاحب التضحية أو صانع البهجة وغيره..،


 والأخطر أننا نلتزم بهذا الدور طول حياتنا، ونصل لمرحلة الاختناق ولانعلم ما السبل لنخرج منه. كممثل سينما يلعب دور واحد بكل أعماله ولا يستطيع تبديله.


ومن صور الإنكار أيضاً، أنّنا نلغي وجود الإساءة من ذهننا ونكون انتقائيين حتى مع الأذى الواقع علينا.

ومن الممكن أن يتفرع عن هذا الإنكار حالة من التناقض الشعوري، كأن تحب وتكره بنفس الوقت.


فتحب أباك وأمك فطريّاً مثل كل الناس، لكن نتيجة للإساءة والأذى والهجر الذي حصل منهم تجاهك يتولد بداخلك مشاعر كره لهم. وهنا يحصل الانقسام الداخلي بين القوتين، الحبّ والكراهية.


2) |الغضب|:

بعد أن أنزلنا الستار عن الإساءات، وسقطت التبريرات، في هذه المرحلة حاول ألّا تقلق من غضبك أو تكرهه أو تخاف حدوثه.


على العكس خوفك من مشاعرك وتجنبها، هو من آثار الإساءات التي نحاول تجاوزها.

لا تغضب من غضبك، حتى لا يصبح الغضب مركب.

غضب على الإساءة، وغضب من نفسك لأنك غاضب.

فغضبك هنا طبيعي بصوره المختلفة، سواء بإعلانك لسخطك أو صمتك وتجاهلك للمؤذي أو أيّاً كان قرارك.


3) وضع |الحدود| و|استعادة الذات|:

والموضوع عادي سواء بالترتيب  أو العكس، أو حدثوا معاً بالتوازي.

في مرحلة استعادة الذات، نركّز على الحل وليس المشكلة.

في وضع الحدود: نوقف المؤذي عند حده، ونمنع حدوث أي إساءة تأتي منه تجاهنا، ونقفل بوجهه بوابات السماح بالإساءة ونقول له لا.


والطبيعي هنا أنّ ردة فعل المسيء على وضع الحدود تكون، بأن يرفع سقف الأذى، وعليك هنا تحمّل هذه المرحلة بكل مافيها لأنّها الأصعب، إلى أن يصل المسيء لمرحلة التكيف والتفاوض معك وتبدأ مرحلة السلام.


5) مرحلة |التجاوز|:

 وهي آخر محطة للتعاف من الإساءات فهي إكليل التعافي وثمرة مرحلتك الكبيرة، وأن تجد أصدقاء بهذه الرحلة سيكون بمثابة هدية من السماء، فشخص واحد فقط مرّ بهذا من قبل، قادر على إلهامك وإمدادك بالقوة بشكل أفضل من أي باحث أو متخصص ممكن لك مقابلته.


في النهاية:

في حال تعرضك لإساءة في مرحلة طفولتك، حاول عدم التمسك بها طول حياتك، وألّا تعيش بالنمط الوحيد الذي تلقيته، لا تتمسك بالسجن وتعتقد أن نار السجن أفضل من جنة الحرية المجهولة


لا تُخطئ كما فعل أصدقائنا الذين شاهدوا أبواب الزنزانات مفتوحة ولم يفكّروا في الخروج، ولا تتردد في الطيران عندما تجد شخص يحبك يفتح لك باب القفص الذي أنت محتجز بداخله، ويدفعك للطيران.

ومن الممكن أن تكون هذه المقالة هي الشيء الذي يدفعك للطيران الذي تحتاجه.


سلاماً لكل من تعافى، سلاماً لكل روح جريحة شفت، ولكل قلب  تعافى، ولكل مسلوبٍ اسُترد، ولكل متّكتم قد باح🌸🌸

بقلمي دنيا عبد الله ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.