مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 09:47:00 م

شابٌّ  ينطوي العالم القديم... بين روحه
شابٌّ  ينطوي العالم القديم... بين روحه


 حملت حقيبة أعمالي ، هي في الواقع أوراقي المتراكمة كغصات العمر ..

و قلم باهت ، كطعنات| الروح| ..

و| أفكار عشوائية| ، متناقضة ، جنونية ، خيالية ، يائسة ، كثيفة .. 


حملت معها أحلامي الضائعة ، و سماعاتي المتشابكة ، و هاتفي الصامت ، و نظاراتي الطبيّة الباردة ..

حملت معها أشخاصي المفضلين ، و العابرون لطريق |الهوى| .. 

خذلاني المشع ، و بقايا أمل الكون العجيب ..

حملت نفسي المجهولة ، و |فؤادي| المطعون ، و روحي المسجونة ، و كياني المنطفئ ..


حملتُ كل هذه الأمور ، و ذهبت لمقهى عملي ، مقابلاتي ، أصدقائي و معارفي ..

دخلت ، ألقى النادل تحية السلام ، أجبته بإيماءة الابتسامة كما جرت العادة ..

جلست على طاولتي ، و أحضر لي |فنجان قهوتي| الخاص ..

كل ما حملته معي ، لم أخرجه ..  


بل أخرجت حاسوبي المحمول .. 

و صببتُ بقية الأشياء .. في إطلاعي على آخر الأخبار ..

جاءني شاب طويل القامة ، جميل الملامح ، أملس الشعر ..  و جلس مقابلي قائلاً :

لم يعد لدي صبر للتحمل أكثر .. من أين لك كل هذا |السلام الداخلي| و |الهدوء الروحي| .. و كتاباتك تعكس هذه الهالة المميزة ؟؟!!

أجبته بالصمت ، فهذه ليست المرة الأولى الذي يأتي بها ، و يطرح ذات السؤال ، بأساليب كثيرة و متعددة ..


خمنت أنه سيزهق يوماً ، و خصيصاً في المرة الأخيرة انفجر غضباً ..

ما بالهم أريد أن أفهم ، ما الذي سيفيدهم معرفة تفاصيل |حياة كاتب |.. أوليس شخصٌ عادي !!

أوليس إنسان يتنفس !!

إذاً ستحدث معه أمور روتينية ، حياتية .. سيكون خاضعاً للكثير من التجارب المحزنة و السعيدة ..

فلمَ هذا الإلحاح كله على معرفة قصة حياة| شخصٍ غريب| ..


كم وددتُ لو باستطاعتي الصراخ في وجهه و إخباره بما يجول في عقلي ، لكنني كالعادة ..

أتراجع ..

لا لشيء ..

فقط لأنني أتذكر .. يوماً .. يوماً من الأيام القديمة .. كنت بمثل حماسه .. لشخصٍ ما .. 

و المشكلة أنني أعلم ..

و أعي جيداً .. في حال إجاباتي .. ستبدأ حكاية جديدة مستنزفة .. حب جديد مستنزف ..

و لست بصددٍ لدخولي أي علاقة .. و خصيصاً الوقوع في| الحب| ..

لم يعد لدي أصلاً طاقة على الوقوع ، بالكاد أقف بترنحٍ على أرضٍ زائلة لا محال .. و عما قريب .. قريب جداً ..


_ أرجوك .. أرجوك أجيبي ، أعدك أنني سأصمت من بعدها و إلى الأبد ..

كان هنالك لمعة| الصدق |في عينيه ، و بحة| الوفاء| في صوته .. لكنني رفضت  ، لن أخضع .. لن أخضع .. لن أخضع ..

لن أخضع لأي تأثير حتى و لو كان صادقاً .. ليس هذه المرة .. سأحمي رذاذ قلبي .. 

أغلقت الحاسوب ، و أعدته لمكانه  ، و غادرت ..


و في اليوم التالي   ، فعلت هذا الروتين الحياتي .. لكنني هذه المرة لم أجد ذلك الشاب الصادق ..

كمية الراحة عندي ارتفعت ، لكنني .. 

لم أقدر على كتابة حرفاً واحداً ، ذهني مشتت و لا أعلم بماذا !!

لا وجود صوته ، لا وجود لأنفاسه ، لا وجود لازعاجه ..


(( لنقف هنا ، ف قلمي الثقيل .. يريد التنفس .. ))

ولنتابع في مقال لاحق 



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.