مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/12/2021 02:53:00 م

                       ولادة الحبّ السرمدي

ولادة الحبّ السرمدي
ولادة الحبّ السرمدي

ولادة الحبّ السرمدي

شجارٌ دام لساعاتٍ طويلة .. تلك الأنثى الصارخة , حتى و هي في حالة الإشتعال و |الغضب| .. تبقى الأنثى التي تسرق قلبي ..

تبقى امرأةً  تحافظ على مكنون أنوثتها المملوءة بالكبرياء .. 

و في ذات الوقت .. تنتقي كلماتها كي لا تعصف نار الأحقاد , و تحرق ما في الأفئدة من الغرام ..

دخلت إلى غرفتها , و سجنت نفسها هناك .. و بعد فترة قصيرة سمعت صوت نحيبٍ من خلف ذلك الباب ..

كان صوتٌ يدوي |القلب| بعنفوان الحنان , و يعصره على الألم الذي ألحقه لروحٍ عارية من خطايا |اللسان| ..
 
فتحت الباب بهدوء , صمتٌ تام خيّم على المكان , شعرتُ أنني ذلك الشرير القاتل الذي سيقتل طفلة الأيام ..

إقتربتُ منها , وضعتُ يدي على ذقنها .. رفعتُ رأسها .. للمرة الأولى .. نظرتُ إلى وجهها .. ووجدته قبيحاً ..

كانت تكتم دموعها مني .. كانت تبعد نظرها عني ..

كانت ترتجف شفاهها خوفاً من تمثيلة التقبيل ..

ليست المرة الأولى التي أراها تبكي .. لكنَّ هذا القبح كله كان بسببي ..

و هذا ما ربطني بها أكثر .. شدّني نحوها أكثر .. حُفر بذاكرتي أكثر ..

أكثر بكثير من جمالها الرباني الآخذ ..

لما رأتني أتأملها هكذا .. ابتعدت .. و دفنت تلك الملامح البشعة  في الفراش ..

و عاد النحيب .. يعلو شيئاً .. فشيئاً ..

أيقنتُ لحظتها أنها استعادت ماضيها القاسي , ماضي الخذلان و الألم ..

كرهتُ نفسي ..كرهتها جداً ..

هذا ذنبي أنا .. امرأة ٌ مثلها ..

حزنٌ واحد لا يكفيها .. حزنٌ واحد لا يجعلها تنهار هكذا ..

قبّلت رأسها , جعلت يدي تسير برفقٍ على كتفها , و قلتُ لها :

لا بأس يا ملاكي .. لندع قتال اليوم جانباً , أعلم أنك متعبة , هيا أخبريني بكل ما تفكرين به .

بلهجةٍ حادة و باكية :

 سأعيد تكرار القصص , و ستعتبر ذلك " نكداً " .. لذلك أفضّل الصمت .. اتركني و شأني .

- أعلم أنك تهتي في دروب تجارب ما مضى , وأنك حائرة لا ينصف شعورك أي كلام , و أنَّ الأحزان عاودت اقتحامها للكيان , و الآلام حاصرتك من كلِّ الجهات , و تذكرتي أحلامك التي باتت سراب , و ذكرياتك التي إحترقت مع الأشواق ..

بهمس الخضوع الرقيق :  

أجل .. الأمر كذلك ..

عاد ذلك الوجه الجميل , وجه طفلتي الباكية , فتاتي الحقيقية .. ثمَّ أكلمت :

أنت تعي جيداً أنني دائماً مشرقة , دائماً أبحث عن الطمأنينة و السكينة , لأهيم بها .. و تهيم بي ..

لكن هذه المرة شعرتُ أنك أفلت يدي .. تلك اليد .. من فرط ضعفها .. هزّزت عالمي .. بإفلاتك إياها ..

كانت تلك الكلمات سهامٌ لاذعة على مسمعي .. ما هذا الغباء الذي فعلته ؟

أصرخ و أصرخ و أصرخ في وجه عيونها البريئة .. كلما تحاول إهدائي , أثور غضباً أكثر .. لأربح الشجار ..

أنا الآن على وشك خسارة قلب كامل , لم أصدق متى عاد إلى الحياة ..

-أعتذر .. كلمة تقليدية , لكن أعنيها بكل حرف منها , فالألف " أميرتي " .. و |العين| " عشقي " ..

 و الذال " ذهبي " .. و الراء " رشدي "  ..

أعتذر عمّا حدث , بكلِّ جوارحي .. بكلِّ حبي ..

بكلِّ العمر المتبقي ..

أنا أحبك ..

سأحارب لأجلك و معك ..سنموت معاً ..

سأكون بقربك من جديد ..

لا بيدٍ واحدة ..  فقط سأبتر أيادي العالم كلها ..

و أمسكك بها .. أمسك جيداً ..

و أخيراً ..

مالت برأسها على كتفي .. و ضممتها لصدري أكثر ..

معلنين ولادة الحبّ السرمدي ..

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.