مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 02:07:00 م

                          أوّل انتصار .. لي !

أوّل إنتصار ..لي !
أوّل انتصار ..لي !

في يوم لقاؤنا الأخير ..

تحمستُ و بشدة لرؤيتك .. رغم معرفتي برحيلك ..

كنت متلهفة للاستماع إلى حديثك .. رغم معرفتي برحيلك ..

إرتديتُ أجمل ما عندي .. رغم معرفتي برحيلك ..

تعمدتُ الظهور بكعبٍ عالٍ , لأفتن قلبك بأنوثتي الشرقيّة .. رغم معرفتي برحيلك ..

كانت ابتسامتي مشرقة , مشرقة على غير العادة .. رغم معرفتي برحيلك ..

و كما جرت العادة , كثافة من الكلام حضَّرته في رأسي لأخبرك إياه .. وحال اللقاء .. برودك وجفائك .. يحطم طاقتي .. لكن هذه المرة كانت الكثافة أكبر ..

فهل ستسمعني؟! أم ستحطمني ؟! ..

رغم معرفتي برحيلك .. كنت أجمع في طريقي إليك .. كل الناس ، لتقول لي ..

" اليوم ..يومنا .. و ليس الأخير.. "

إلتقينا ..

كنت أعرف جيداً ما ستخبرني إياه .. ستغادر .. ستتركني وراء ظهرك .. ستجعلني أتأملك بحسرة ..

و لأنها ليست المرة الأولى تفعل هذا بي , لربما الألف ..

حسمتُ قراري و أنا أنظر في عينك .. و دمعي كاد أن يغلبني ..

|طاقةٌ| روحية دّبتْ بي ..

غادرتك!!

نعم غادرتك .. دون معرفتك لموقفي الحقيقي، و مشاعري الحقيقية اتجاه الرحيل ..

تركتك ورائي .. و ليس هذا فقط .. بل تركتك غارقاً بكومة إشاراتٍ و أسئلة الإستفهام !!

غادرتُ بصمـت و ابتسامة هادئة .. كان الشعور أقرب لندبةٍ وُشمت في قلبي .. بعد جروحٍ عميقة .. واجهتها بهدوء ..

رأسي كان فارغاً ..صدقاً كان فراغاً لا يفكر حتى بكيفية طريق عودتي للمنزل ..

للمرة الأولى ..شعرتُ أنني غادرتك ..كسيدة .. كأنثى حقيقية ..

كامرأةٍ ناضجة .. صُقِلت بتجاربٍ غريبة ..

هذه المرة .. غادرت و كلي امتنان لتلك الرسائل الورقية ، و القصائد المكتوبة .. و لمشاعري المملوءة بالصدق ..

أيقنتُ أنني وصلتُ إلى ذروة |العطاء| , و التحمّل .. و المقدرة على |الانتظار| ..

و هذا كان .. أول انتصاري لي .. بعد هزائم الحرب الكوني ..

و مرَّ شهران على فراقنا ..  اليوم تذكرت أن أكتب عنك .. لستُ آسفة .. لكن بمجرد رحيل لعنتك عن حياتي .. أبواب الخير كلها ، كلها ، فُتحت لي ..

لم تكن البداية صعبة إطلاقاً .. حقيقة ً كنت أعيش بفراغ المصطلح .. بفراغ الوقت .. بفراغ كل شيء ،و أي شيء.. إلا فراغ الشعور .. فراغ الحب ..

كنت ممتلئة .. ممتلئة من الداخل أكثر ما يخيّل إليك ..

ببساطةٍ مطلقة , و كأنك ما عبرت حياتي يوماً ..

استطعتُ إجراء محادثات كثيرة مع غيرك .. مع أشخاص عدة .. حتى أكثر من محادثتك ..

رغم انشغالهم بكل ضغوطات الحياة ، و انطفاء روحهم .. إلا أنهم يهبوني ما أرغب .. ما أستحق ..

من عناية واهتمام و وقت و إنصات و مشاركة بأحاديث علميّة و أدبية و شاعرية و روحية و حياتية ..

سهرنا كثيراً .. معاً .. أكثر من سهري لوحدي و أنا أنتظرك أن تجيب و لو بنقطة .. رغم أنَّ ظهورك واضحٌ عندي " متصل الآن " ...

على أية حال ..

ضحكتُ معهم .. بكيتُ أحياناً .. كي لا أبالغ .. نادراً لحديث أحزاني .. و دائماً لحديث أحزانهم ..

تلك |الثقة| و الطاقة التي سرقتها  من ذاتي .. وحدهم فقط من أعادوها لي ..

انتشلوني من نهاية القاع ، رغم كل معاناتهم .. و دون أن أطلب منهم .. و غالباً هم لا يعرفون هذا الكلام ..

لا يعرفون كمية امتناني و سعادتي لوجودهم ..

هم ثلاثة أشخاص فقط .. جعلوني أفضل قصيدة بين قصائد |المتنبي| و |نزار قباني| ..

جعلوني أتيّقن ألا وجود لفتاة في هذا |الكون| كله .. تقارن بي .. أو تشبّه بشخصيتي ..

جعلوني قطعة ً تراثية .. لوحة أثرية .. في متاحف حياتهم السريَّة ..

جعلوني مركز |السَّعادة| و|التفاؤل| , الزاوية العليا التي ينظرون إليها وقت إكتئابهم ..
 
جعلوني ساحرة عربية .. عتيقة الزَّمان و الأصل ..

و كأنّهم على عبثية معك .. كل أفعالك .. يفعلون عكسها ...

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.