مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 09:50:00 ص

مسيرة فتاة الكتابة

مسيرة فتاة الكتابة
مسيرة فتاة الكتابة


 بدأت مسيرتي الكتابيّة ، عند كنت في التاسعة من عمري ..

كتبتُ نصاً رائعاً عن " الأب " ، أذكر أنَّ الكلمات كانت مفعمة بالألم و الحب .. و الفقدان .. رغم بساطتها ..

أذكر أنَّ العديد من أصدقائي قد بكى .. يبدو أنهم أيضاً فقدوا آبائهم في الحرب ..

بينما معلمتي و على الرغم من تأثرها ، كانت سعيدة بوجود فتاة مثلي في صفها .. 

فتاةٌ تجيد اتقان الكلمات الملامسة للفؤاد .. في هذا العمر البريئ  ..


في الإعدادية  ..

مللتُ جداً مسافة الطريق الطويلة بين المدرسة و المنزل ، مللتُ من دراسة العناء تحت ضوء الشموع  ، و أنغام حرب الصراع ..

كل ما فعلته وقتها .. القراءة .. أقرأ و أدون الجمل الملفتة على دفاتري .. على أنني كتبتها..

كنت أستمتع برؤية خطي على الدفتر ، أستمتع بفكرة أنَّ هذه الجمل ملكي .. و بأنني كاتبة عظيمة ....


في الثانوية ..

" لقد كبرتي ، لستِ طفلةً بعد الآن " 

هذه الجملة التي كنت أسمعها طوال الوقت ، على اختلاف ترتيب الكلمات و الغاية ...

و ضمن مرحلتي الأخيرة ، وقعتُ في علقمٍ لذيذ .. وقعتُ في حب المراهقين ..

كان في بالي كل الأفكار الوردية ، و التي فشلت بالتفتّح لاحقاً ..

ترك في داخلي بعضه ، و جعل تفاصيله تحتل عالمي .. 



في الجامعة ..

أضحيت فتاةً بالغة راشدة ، أغلب أصدقائي و من حولي من فتيات تزوجنَّ ..

و في الحقيقة ، أنا سعيدة لأنه لم يحن دوري بعد ، فلا رغبة لي بهذا الالتزام و القيد و المسؤولية ..

لكنني كنت على استعداد تام .. إن كان معك ..

بدأت بتعلّم الطبخ ، و صنع الحلويات ، و العديد من الأعمال المنزلية .. جدتي اللطيفة هي من علمتني ..

يبدو بأنها قادرة و حتى في هذا العمر ، أن تقرأ عيون العاشقين ..

صممت على تعليمي " حياكة الصوف " ..

و كنت دائمة التهرب من طلبها ، فلا رغبة لي ، إنه صعب و معقد ..  يرهق اليدين ، و يتعب العينين ..


و ذات مساء ..

أمسكت يدي .. بلطفها المعهود .. و قالت بصوتها الحنون : 

في الحياة ، ستصادفين الكثير من القلوب المجروحة ..ماذا ستفعلين بها ؟ 

- سأبذل كل طاقتي لأذهب سحابة الصيف عن سمائهم .


- أأخبرك بطريقة تتفنني بخياطة القلوب .. 

- ماذا ؟!

- تعلمي الحياكة .. 

ضحكت لإصرر جدتي و قوتها الروحية رغم تقدّمها بالعمر ، و لبيت طلبها .. 

لكنها لا تعلم ..

أنني في اليوم أخيط مئات القلوب المثقوبة ، بخيوط قلبي و كياني .. حتى غدوت ... دونه .. و لربما .. دون روح ..


 و هنا تماماً .. ولد إبداعي..

انفجر ذلك البركان ، و أطلق صرخاته على عالمي .. معلناً .. صدور روايتي الأولى ..

الآن و أنا في الثلاثين .. أتذكر تفاصيل أعمق ، و كثيفة أكثر .. أوصلتني لحلمي .. و ضياعي الروحي ..




شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.