مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 07:51:00 م

كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الأول

كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الأول
كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الأول

سيجموند شلومو فرويد


لمحة تعريفية موجزة:

ولد |سيجموند| شلومو فرويد في النمسا عام 1856 لأسرةٍ يهودية وتوفي فيها عام 1939، وهو طبيبٌ مختصٌ بالأمراض العصبية والنفسية، ولكنّه تميّز بفكره الحر، ويُعتبر مؤسّس المدرسة التحليلية في علم النفس. كما يعتبره الكثيرون مؤسّساً ورائداً في علم النفس الحديث. اشتهر فرويد بنظريات |العقل\ |اللاواعي|، وبالعلاج النفسي عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسي، كما اشتهر بتقنية إعادة إحياء وتحديد الرغبة الجنسية لدى الإنسان وإعادة هيكلة وبناء وإطلاق الطاقة التحفيزية للحياة البشرية، كما ابتكر الكثير من التقنيات العلاجية، مثل استخدام ما يسمى بالجمعيات والحلقات كطريقة مبتكرة في العلاج النفسي، كما اشتغل على دراسة وتفسير الأحلام على أنها من مفرزات العقل اللاواعي وإسقاطاته، وبقايا لتراكمات كثيرة حدثت منذ الصغر.


أهم ما اكتشفه فرويد:

اكتشف فرويد بأن الصراع بين رغبتين متضادتين داخل العقل البشري يؤدي إلى كبت إحداهما، وبأن هناك نوعان من الصراع: أولهما يحدث في منطقة الشعور، تقوم فيه النفس بالحكم لصالح إحدى الرغبتين على حساب الرغبة الثانية، وهذه هي الطريقة الطبيعية للتعامل مع الرغبات المتضادة من دون التسبب بأي ضرر للنفس. أما النوع الثاني فهو النوع المرضي، وفيه تلجأ النفس عند حدوث الصراع بين رغبتين إلى كبت إحدى الرغبتين عن الشعور دون تفكير أي دون تدخل العقل الواعي، فتستقر تلك الرغبة في منطقة اللاشعور بكامل قوتها منتظرةً اللحظة المناسب لتفجير طاقتها الحبيسة، وغالباً ما يحدث ذلك على شكل أعراضٍ المرضية.

كذلك اكتشف فرويد بأن دور الطبيب النفسي هو كشف الرغبات المكبوتة لدى المريض من أجل إعادتها إلى منطقة الشعور لكي يعيد المريض مواجهة الصراع الذي أخفق في إنهائه سابقًا، فيحاول المريض حل المشكلة المكبوتة بداخله وانهاء ذلك الصراع تحت إشراف الطبيب كي لا تبقى في أعماقه أية مشاعر أو رغبات مكبوتة، وقد سُمّيت هذه الطريقة بالتحليل النفسي. 

لاقت نظرية فرويد سابقة الذكر في التحليل النفسي رواجًا كبيرًا وأعجب بها كثيرون من العاملين في علم النفس وغيرهم.


أهم أفكار فرويد:

من أشهر وأهم الأفكار التي وجدها فرويد هو ما يعرف بعقدة |أوديب|، وهي حالةٌ نفسيةٌ تتشكّل عند الطفل الذكر في سنواته الأولى عندما يكتشف بأن والدته التي ظنّها له وحده هي في الحقيقة لأبيه، فتنشأ داخله مشاعر متناقضة نحو والده فهو يحبّه ويكرهه في نفس الوقت، ولكنّه لا يستطيع مواجهة قوة الوالد وأهمية دوره في العائلة فيتماهى معه ويتبنّى أفكاره وأساليبه دون أن يدري، فتتجسد شخصية الأبُّ لدى الطفل كأفكار وطريقة للحياة، وكثيراً ما نرى الأبناء يكرّرون سلوك الآباء الذي استنكروه من قبل، ولذلك اعتبر فرويد بأن السنوات الخمسة الأولى هي الأهم في حياة الإنسان، أما الأنثى فيحدث معها نفس الحالة النفسية ولكن تجاه الأم فيزداد تعلّق الطفلة بوالدها وتحاول الاستئثار به لنفسها، وهذه الحالة أقل شهرةً وتسمى عقدة |إلكترا|. كذلك أسقط فرويد هذه العقدة على المجتمع كله، فرأى فيها حالةً جماعيةً تتمثل في اغتيال الأب والانقلاب على حكمه لأخذ دوره وسلطته، وهذا ما نجده لدى الكثير من الأساطير والديانات القديمة، ولعلّها المنشأ الحقيقي للأديان والعقائد والفنون والحضارة بشكلٍ عام حسب اعتقاد فرويد.


اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.