مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/04/2021 12:29:00 م

                من كتاب .."العدو الحميم"

من كتاب .."العدو الحميم"
من كتاب .."العدو الحميم"

 الفوز في الحرب الدائرة في داخلك .. "من كتاب العدو الحميم"

  • عند مواجهتك لمشكلةٍ ما في حياتك أو لنشبهها بعقدة من مجموعة خيطان أو أسلاك فستشعر |بالغضب| وكأنك تحارب هذه العقدة التي تخضعك لسيطرتها وأنت تقاومها ولكن لو فكرت بمنطقيّة إنّ هذه العقدة لا تملك قوى لتؤثّر عليك ولكن هذا التأثّر ينبع منك، من إدراكك لقوة العقدة وهذه القوّة تأتي منك أنت وليس من العقدة ولكن إن لم تكن العقدة شيء مادي هل ستعرف أن تفرّق بين حقيقة الشيء وقوّته؟
  • ولنأتي بمثال آخر عن العقدة لنفترض أنّك تخانقت مع رجل في الشارع وأهانك بكلمات قد أزعجتك كثيراً وأهانت كبريائك وستبقى نفسيتك سيئة لساعاتٍ وستضع اللوم على الرجل وهنا نفس موضوع العقدة فهذه الكلمات هل لها أي قوة أو تأثير؟ هذه الكلمات التي سببت إزعاجك قوّتها تنطلق من إدراكك لها فنحن من نعطيها تأثيرها علينا.

إختلاف ردود الأفعال للمؤثرات الخارجيّة :

  • لنفترض هناك شخصان فٌصلا من العمل في نفس اليوم وفي نفس الظروف أحدهما سيتعامل مع الموضوع بغضب وحزن وقد ينعزل في منزله لأيام بسبب ما حدث وأمّا الآخر سيتعامل مع الموضع بعقلانية وسيبدأ فوراً في البحث عن عمل آخر.
    • -السبب في هذا الإختلاف أنّ كل واحد منّا مكوّن من مجموعة أفعال وقيم و|عادات| و|أفكار|، 
    • فالأوّل مثلاً كان يهتم كثيراً بكلام الناس وتقييهم فقيمته مرتبطة بالذي يراه الناس ويمدحوه فيه وهذا المكوّن الأساسي الذي أدى إلى تصرّفه مع الفصل من العمل بهذا الشكل وانعزاله عن الناس ولم يكن حدث الفصل هو الذي أدّى إلى تصرفاته،بعكس الشخص الثاني الذي لم يكن يملك هذه |المشاعر| والأفكار،
  •  فأي مرارة سنجدها نابعة من الداخل وليس من الحدث نفسه فرد فعلنا على أي مشكلة هو انعكاس لذاتنا نحن وعند تغييرنا لأفكارنا ستتغير ردّات فعلنا.

الذات وتغيّر الحالات الإنفعالية مع إهتزاز الحياة:

  • نحن نفكر بأن لنا شخصيّة واحدة تسيطر علينا في تعاملنا مع المواقف كلّها كل حدث يواجهنا في الحياة يسبّب في ظهور شخصيّة مسيطرة بشكل مؤقت ومثلاً عند تعرّضك لخيانة من حبيب أو صديق مثلاً هنا ستظهر شخصيتك التي تفكّر |بالإنتقام| وأذية من أذاك بهذه الخيانة والتي يمكن أن تظهر بشكل شخصية عنيفة أو سلبيّة وهي التي ستقود تصرفاتك وأفعالك ولكن بعد فترة قد تذهب هذه الشخصيّة وتتبدل لشخصيّة مختلفة تتمثّل بالحزن و|الإكتئاب| والإستسلام.
  • لذلك يجب |التفكير| بهذه الشخصيّات التي تظهر لنعرف كيفيّة التصرّف معها فأنت عند تعرّضك لأزمة تظهر شخصية تحاكي هذه الأزمة لذلك عند أي تصرف فكّر تحت تأثير أي شخصية تقوم بهذا التصرف.

الوعي وعلاقة مختلفة مع الحياة :

  • لو أنّك تمتلك الوعي للآليات التي تحدثنا عنها لأصبحت في علاقة مختلفة مع الحياة فستصبح شخصاً لن يستسلم لمعاناته الشخصيّة وكأنّها شيء لا يمكن تغييره وسيكون أكثر تحكّم بنفسه وأكثر قدرة على قيادة تصرفاته وأفعاله.
العدو الحقيقي للإنسان ليس العدو الخارجي والظروف الخارجيّة بل هو عدو متخفّي يقبع داخلنا فيجب أن ننظر لأنفسنا أولاً لنرى الصورة كاملة ونعلم كيفية التعامل مع مشكلاتنا.
 بقلم دنيا عبدلله 📚

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.