مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/28/2021 10:25:00 م

 الخلافات العائلية  وتأثيرها على الأطفال

الخلافات العائلية  وتأثيرها على الأطفال
 الخلافات العائلية  وتأثيرها على الأطفال


الخلافات العائلية 

موجودة في معظم الأسر، وتترك آثارها السلبية على الأفراد، والمجتمع ، وهذه| الخلافات| عادةً إما أن تكون سطحية روتينية تمر مرور الكرام، وإما أن تكون حادة تتطور إلى نزاعات ومشاجرات تفكك الأسرة وتجعل البيت جحيماً لا يطاق ,فيصبح مشحوناً بالتوتر والضغوط و|القلق|. 

و|الطفل| عادة هو أول ضحايا هذه الخلافات وهو الخاسر الأكبر إذ أنها تنعكس سلباً على حياته وصحته البدنية والنفسية والسلوكية وتترك بصماتها السيئة  

فيصبح الطفل مضطرباً  وتنشأ عنده مجموعة من |العقد النفسية |تتجلى في تصرفاته وسلوكه 

وهو إما أن ينشأ منطوياً متردداً ضعيف الشخصية بسبب ما يعانيه من ضغوط تفوق عمره وتقديره وبسبب عدم مقدرته على تفسير ما يحدث من مشاكل في العائلة فيستبد به| الخوف| و|القلق |وهذا مايعرضه لمشاكل صحية ونفسية قد تتجلى في| النطق| والكلام ك|التأتأة| مثلاً 

وإما أن يظهر عنده انحرافاَ في سلوكه وتدهوراً في صحته 

وإما أن ينشأ عدوانياً مشاكساَ فيصبح عنيفاً يضرب إخوته أو رفاقه، ويسلبهم أغراضهم ليظهر مدى قوته، وسيطرته وهذا يستمده مما يراه حوله من نزاعات، وفرض لآراء أحد أبويه، و من مشاهد خلافية ومنازعات قد يكون أحدها إثبات الوجود وتحقيق الإنتصار. 

وتتدهور دراسته ،ويقل التركيز عنده ويعيش محطماً بائساً بسبب فقدانه لشروط، ومقومات الطفولة السعيدة، و|الإستقرار النفسي| الأسري الهانيء  و|الأمان |بسبب إحساسه  بفقده  إهتمام  أحد أبويه أو كليهما به

 لإنشغالهم عنه بالمشاحنات والخلافات وقد يلجأ الطفل إلى |الإنطواء|  وتراه يظهر لامبالاة، وبروداً في التصرفات، هرباً من المشاكل داخل البيت، 

فيلجأ إلى 

الهروب خارج البيت مع  رفاقه، وهذا يعرضه لخطر أكبر فهو في الحالتين ممزق، ومحطم ورفاق السوء دائماً بالمرصاد أو قد يلجأ إلى تمضية أغلب وقته باللهو ب|الجوال|، أو| الألعاب الإلكترونية|،

 وهنا قد  يفرح بعض الأهل بانشغاله بها لأنه يبقى في البيت دون أن يدركوا مدى الأخطار التي قد يتعرض لهام من ألعاب إلكترونية مدمرة قد تقضي عليه 

أومشاهد ، أو برامج غير مدروسة ، لأنه يفتقد إلى التوجيه السليم و|الرعاية |اللازمة من قبل الأهل. 

والطفل يختزن في ذاكرته مشاهدا العنف 

والمشاجرات التي تحدث في بيته ويحملها في ذاكرته وتصبح جزءاً من طباعه وسلوكه وهذا يعرضه للمتاعب ويجعل سلوكه غير قويم وتترك عنده شرخاَ كبيراً في سلوكه بشكل سلبي وتترك بصماتها في الحاضر والمستقبل ويتجلى هذا في تعامله مع الآخرين فيصبح عدوانياً وعنيفاً من خلال علاقاته  في عمله وفي علاقاته الحياتية مع الآخرين لأنه اختزنها ، 

والتالي فهو سيكون فرداً فاشلاً في المجتمع وفي الحياة أو يصبح مستهتراً بالأمور الأسرية  .


إن أطفالنا أمانة في أعناقنا، 

ونحن مطالبون بتوفير شروط الصحة والسلامة، وتأمين الحياة الكريمة الآمنة السعيدة التي توفر لهم الإستقرار االنفسي والصحي، ويجب أن نحرص على عدم إقحامهم بالمشاكل والخلافات، 

وأن تكون هذه المشاكل  بعيداً عنهم  وبشكل لا يؤذي مشاعرهم الرقيقة، فالطفل يجب أن ينمو بشكل سليم  في بيته لأنه هو الملاذ الآمن ومنبع الراحة والأمان والسعادة لينمو بشكل طبيعي وسليم 

"إقرأ أيضاً "  آثار الطلاق النفسية على الأطفال وكيفية معالجتها

✍🏻 بقلم الكاتبة هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.