مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/24/2021 05:24:00 م

حبيبٌ شتوي .. العابر المتكرر



حبيبٌ شتوي .. العابر المتكرر ( أدبيات )
حبيبٌ شتوي .. العابر المتكرر



 استيقظتُ صباحاً .. يومي الأول من تشريني البارد اللطيف ..


غيثي الأول ..


حبةٌ تتسابق مع الأخرى على شبّاكي المحكم بقفل السنين ..


ها هي موسيقا الكون, تأتي على انهمارٍ تامٍ على رصيف أحلامنا ..


ما أجمل هذا الصباح !!


و كأنها نادتني لأراها , أستقبلها .. لأكون أوّل من يشاركها صداقة الأيام ...


غسلتُ وجهي بحباتها الناعمة .. مياهٌ طبيعية .. تنعش الكيان قبل البشرة ..


ثمَّ ذهبت لأصنع كوباً من قهوتي الخاصة , و عدتُ للقاء ... من جديد ...


كسرتُ الحاجز مرة أخرى , بفتحي لذلك القفل ..


و بدأتْ السيمفونيّة تعلو , أكثر فأكثر .. لتسري في جسدي رائحة عشقي كوني ..


تواطئٌ خفي , ما بين السماء و الأرض ..


تواطئٌ على الحب ... على الانتظار ..


و هكذا نحن ..


ننتظر هطول الغيث .. لنجتمع .. ونصبح كتلة مجريّة واحدة ..


و هكذا احتللتَ عالمي .. بأفكارٍ عبثية , و ذكرياتٍ غراميّة ..


احتللتَ كياني .. بحالةٍ كاملة شتويّة ..


غيابه غربة أهلكتْ فؤادي , و سلبتْ مني حياة إشراقي ..


غربة الروح عن الجسد .. غربة الأمل عن الألم ..


غربة الحياة .. عن الحضور ..


تمدد نظري إلى أفقٍ بعيد المدى , و نظرة اليأس استقرت ضمن وطني الضائع ..


كيف لك أن تكون بهذا العنفوان المحمّل بالقسوة و الحنيّة معاً ؟!


كيف لشخصك أن يجعلني أستغني حرفياً عن أي شيء .. و كل شيء .. في سبيل حبه ؟!

 

شخصٌ واحدٌ فقط .. يعمّه جميع البشر , و الأشياء أيضاً .. رغم فرديته ..


أنه المعارف كلها في اللغة العربية .. و أنا ..


أنا بقايا الكلمات .. نكرةٌ عُرّفت بعد بحكايته الفريدة ..


عيناي ما عادتا تبصران سواه .. و لو أبصرتْ .. أشعر أنَّ غضب الآلهة قد حلَّ على حياتي كلها ..وكأنَّ الإبصار أحد محرمات القدسيّة .. لدين عشقه ..


المشكلة ليست هنا .. في الواقع هي كارثة حقيقية ..


حال لقائنا الأول ..إقترب مني خطوة .. ابتعدتُ عنه عشرة ..


خشية المجهول , خشية أن يرتعش قلبي برجفة مريحة ... خشية الهوى..


" متناقضي التائه .. أحبك كثيراً .. حبك الشتوي .. يرهق عمري .. و يهب الحياة لمدني ..  لكنك لستَ لي ... "



💙شهد بكر 💙


 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.