مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/16/2021 11:00:00 ص

 حياةٌ مملوءة بالأمنيات

 

حياةٌ مملوءة بالأمنيات
حياةٌ مملوءة بالأمنيّات

يندّس ضمن جمجمتي على هيئة الفضول .. ذلك الشاب الإستثنائي

 يبدو أن غموض المجرّة أجتمع ضمن كوينٍ صغير ..

دائماً ما تصيبني رغبة بالهروب من مدينتي ، و عائلتي .. و الذهاب إلى أرضك المجهولة .. لأراك .. لإكتشفك ..لأحفظك ..

في نهاية يومي المتناقض ، أتأمل النجوم و القمر ، أحدثها عنك ، عن شعور الذي لا مسمى له .. لعلهم يساعدونني بمكانتهم القدسية ..
أخبرهم بأنك جميل ، و بأنَّ جمال العالم استقرَّ بداخلك و ظاهرك ( رغم عدم لقائنا )

هذا ما يخبرني به .. قلبي ..

في نهاية حزني اللعين ، أربت على كتفي ، و أخبرها بأنني سألقاك يوماً .. و ستكون لطيفاً و حنوناً معها .. أكثر مني ..

هذا ما تخبرني به .. روحي ..

في نهاية أملي المتجدد ، يزورني إيماني مطلق بالمصادفات القدرية ،  و حتى الآن ، لم ألقى صدفة لطيفة .. و كلّي ثقة .. أنَّ صدفتك .. عظيمة ..

هذا ما يخبرني به .. قلمي ..

و هنا تدور حلقة الأسئلة حول أفكاري ، و يرتب خيالي مشاهداً متعددة ..
كأن ألقاك في مركز المدينة ، أو مقهى قديم ، أو قارعة الطريق ، أو حديقة الياسمين ، أو مكتبة ضخمة .. أقع بين يديك ، و تطير الكتب حولنا .. معلنةً حبّاً روائي ..

أتشعر معي بهذا الشعور الدافئ ؟
هذا الشعور الغريب ، الذي يسير بمجرى دمي ..

سأعرفك .. سأعرفك و أخيراً ..

ليأتي الهواء و يضرب نافذتي ، و أستيقظ من أوهام يقظة حبٍّ ملائكي ..

أستيقظ على تلفظ اسمك ، و أنام على تسجيلات صوتك ..
و ما بين هاتان الفترتان .. لا يتوقف عقلي عن التحليل و التفكير .. بعالمٍ واحدٍ فقط .. هو أنت ..

أوثق أحداث كثيرة ، لعلنا يوماً نشاهدها معاً .. و نضحك على غبائنا ، للخضوع لتسمية علاقات البشر ..

أتشرب الشاي أم القهوة ؟ أم مشروب ثالث ؟؟

أتستيقظ مبكراً أم متأخراً ؟ أم مضطرب النوم ؟؟

أتسمع فيروزاً صباحيّة أم موسيقا كلاسيكيّة ؟ أم تفضل الصمت و سيجارة عفويّة ؟؟

يا ويلاه !! كم من الأمور الحياتية التي أجهلها عنك ..
و أتمنى معرفتها قبل موتي و مغادرتي لك ..

طالبةٌ جامعيّة ، مشتّتة ، أملك ما يكفي من الإلتزامات التي لا تعد ..
في بعض الأحيان أشرد ضمن المحاضرة ، أو أتأخر عن حضورها ..

و عندما أعود للمنزل أبكي ، أبكي و أناديك ..
ليتك هنا ، تساعدني ..
ليت وجودك بقربي الآن .. تجلس إلى جانبي على الطاولة ، و تحاول الشرح لعقلي الشبه مركز .. و تتحلى بالصبر ، و بإبتسامة السعادة و الرضى ..

فحتى و لو لم أفهم .. يكفي محاولاتك لأجلي .. يكفي أنك معي ..

و من بعدها نغلق كتب الأكاديميّة ، و نفتح كتب مغامراتنا اليوميّة ..

أستمع لك ، و تنصت لي .. و نغرق في صمت نظرتنا ..

أجالسك بهدوء ، أراقبك بشغف .. كيف تتحرّك بعالمك الكوني ..

أحضر لكل كوباً من الأعشاب الطبيعيّة ، لترتاح أعصابك ..
ثمَّ أسند رأسي على كتفك الرجولي ... و تقبّل ملامحي ..

و أذهب لإعداد العشاء ، هذه المرة دورم لتراقبني ، تبتسم ابتسامة فاتنة ..
تحاول إخباري بها أنك تحبني رغم محاولاتي الطبخية الفاشلة ..

و لربما أيضاً ، أستيقظ في الغد أجد نفسي مريضة ، تهتم بي ، و تخاف عليَّ ، رغم بجامتي العريضة ، و شعري الغير مرتب ، و شحوب وجهي ، و حركتي العجائزيّة ..
و على شفتيك ، ذات الكلام الناعم .. و البسمة القويّة ..

نعم ..
كلّها ذكريات وهميّة .. و لكن وحدها من يجعلني أتقدّم بخطواتي .. في هذه الحياة العدائيّة ..

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.