مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/12/2021 11:15:00 م

هو ينتظرني ... هناك 

هو ينتظرني ... هناك
هو ينتظرني ... هناك 

نظرتُ إلى صورته المعلّقة على جدار غرفتي : 

يا أعظم بلاء بليتُ به .. تعال بسرعة ..

بحركةٍ سريعة , غادرتُ سريري , و فعلتُ الأمور الصباحيّة المعتادة , دون سماع صوته , 

و اتجهتُ نحو نافذتي أولاً , لأسمع بقايا الفؤاد يعيد تكرار صداه حين قال لي يوماً :

لا تقربي النوافذ , وجهك القمحي الغزير بالخير ستنقره الطيور الجائعة لا محال ..

لابتسم له بثغري الأسمر , و يكمل : أيضاً مع إبتسامة !! أتريدين قتلي ؟! 

حبات البنُّ هذه لا أظنها ستنضب ..

و يطبع قبلات عدّة , و كأنه كان يحاول الإستيقاظ من وهم مرضه , و كأنني جرعة الكافيين الطبيعية .

نمارس يومنا كأي ثنائي آخر " طبيعي " ..

نعشق بعضنا كأي عشاق آخرين " طبيعيين " ..

ندمن رائحتنا , و نحفظ إيماءات وجوهنا و تعابيرها .. كأي اثنين " جاهليين " ..

جاهلون للمستقبل ,

 و الذي لا نرغب البتة التفكير به , حاولتُ مراراً و تكراراً ,

 إقناعه بالخضوع للجلسات العلاجية .. لكنّه كان يعشق الحياة .. لربما أكثر مني .. 

لدرجة أنّه لا يريد مغادرته و هو ضعيف .. هش ...

اليوم .. أنا وحيدة ..

فالوحدة لا تعني فقط أنك تعيش بمفردك , تنعزل عن الآخرين  .. بل هو شعورٌ أبشع ..

و هو أنني محاطةٌ بالبشر , من كلِّ الجهات , و من كافة الأعمار و الأجناس  ..

و لكن لا أحد منهم .. حقيقي ..

رغم بداية نهاري .. إلا أنَّ طاقة عندي قد تجاوزت ما يُعرف .. بالفراغ ..

شيءٌ ما .. لا مسمى له .. ربما هو خليطٌ من الاكتئاب و الخذلان و الضياع و و و ...

عدّت ُ للفراش مجدداً , و كأنَّ روحه قرأت أفكاري , ليعود على مسمعي ذلك الصوت الرجولي الحنون : 

سأبقى معك مهما حدث .. ياسمينة ٌ مصلك عليها بالراحة .. أما شوكة ٌ مثلي لا بأس لها ببعض التعب ..

و خلدتُ دون الاستسلام للمرة الأولى لنعاس العمر , و دون أن تصيبني حمى أرق التفكير ..

كل ما رغبت به .. هو إغماض عيني .. لتسبح بين غيوم الكون .. و تجده ينتظرني .. على الضفة الأخرى ..

من العالم .

 


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.