مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/02/2021 11:38:00 م

الكدمة الوهمية .. و البقعة الزرقاء 

الكدمة الوهمية .. و البقعة الزرقاء

الكدمة الوهمية .. و البقعة الزرقاء 



 انتظرتُ حلول الساعة ٦:٤٧ ..

هذا ما أفعله في كلِّ مرة يبلغ شوق لك أشدّه ..

رغم أنَّ اليوم .. ليس يوم وقع الحادثة الصادمة ..

ألا أنني بقيتُ مستيقظاً .. لعلَّ هاتفي يرّن مجدداً في هذا الوقت الصباحي الغريب .. و يظهر صوتك الملائكي .. 


أمسكتُه ، و وضعتُ صورتك الالكترونيّة أمامي .. و غفتْ عيني ..

على حلمٍ روحي .. لا وجود لأيِّ بطلةٍ .. سواكِ .


و استيقظتُ في غضون الساعة ١٢:٣٥ ظهراً .. 

وجدتُ بقعة زرقاء تطوف فوق قلبي .. و عروق معصمي .

خمّنتُ أن تكون قد تسللت من لونٍ مائي أزرق ، بعد مساعدتي لصديقي الرّسام ..


(( لكنني لا أعلم ... ما ذنب قلبي ؟! )) 

زارتني ذكرى قريبة .. وقوعي على الأرض بعدما تعاركتُ كبقيّة الناس لأصعد الحافلة .. و لم يفلح الأمر ..


(( لكنني لا أعلم ... ما ذنب قلبي ؟! )) 

خرجتُ لأتناول الفطور مع جدتي ، و لاحظتها ، فسألتها بحنانها المعتاد :


" هل تؤلمك يا صغيري ؟ " 

و بالطبع ، بتُّ شاباً يافعاً ، لكنها تواظب هلى هذا اللقلب ...

 المهم .. أخبرتها أنها لا تؤلمني ..

 إذاً دعها ستذهب لوحدها ، لربما ارتطمتْ بشيءٍ صلبٍ في عملك .. دون أن تشعر ..

(( و بالطبع لم أخبرها .. عن بقعة فؤادي )) 


تفحصها جاري جيداً ، فطمأنني أنها مجرد كدمة خفيفة ستزول مع الوقت ...

(( و بالطبع لم أخبره .. عن بقعة فؤادي )) 


أختي المدللة لاحتْ لها فكرة شريرة ، و أنها أثر علاقة عابرة ستهددني بها ، 

صحيحٌ أنها تمازحني لتثير غضبي .. لكنني لا أعلم .. بقيتُ هادئاً غير مبالي ..

(( و بالطبع لم أخبرها .. عن بقعة فؤادي )) 


معلمي الموسيقا أخبرني أنَّ العازف المبدع ، ينسجم مع موسيقاه و عالمه ، 

و هذا ما يحدث معي نتيجة تدريبي على الغتيار لفترةٍ طويلة ...

(( و بالطبع لم أخبره .. عن بقعة فؤادي )) 


صديقي المقرب ، و للأسف .. لم يلحظها ، نتيجة انشغاله بعائلته و مرض ابنه .. 

《فلم أتكلف عناء إخباره عن بقعة فؤادي 》


حبيبتي السابقة أخبرتني بأنها آثار عشقي  الأخير لها ...

(( و بالطبع لم أخبرها .. عن بقعة فؤادي )) 


الغرباء بالمترو و الباص أخبروني أنها أثر اصطدامي بسيارةٍ ما ، إثر العجلة ...

(( و بالطبع لم أخبرهم .. عن بقعة فؤادي )) 



عدتُ للمنزل منهمكاً ، و لا أدري ماذا يحدث لجسدي ..

وجدتك تقفين أمامي ..

حاولت دمدمة تعبي ، و إخبارك عن .. بقعة فؤادي ..


لكنك وحدك من قال لي :

ضع الثلج أعلاها ...

و رحلتي .....


وحدك من نصحني ، و لم تهتمي بالأسباب .. بل بالعلاج ..

دخلتُ المنزل .. و فعلتُ ما طلبتي مني .. و خلدتُ إلى النوم .. 


و في الصباح .. وجدت الحشد يتزاحم فوق رأسي ..

و وجدتك أمام الباب .. مشيتُ إليك بخطىً ثابتة ..

و أمسكنا يد بعضنا .. و قبل مسيرنا سمعت صوت أمي تنوح :


لقد أخبر العالم كله عن بقعة زرقاء في معصمه .. لمَ لم يقل عن التي فوق قلبه .. و جسده كله ؟؟!!!


نظرتُ إليك ، تبتسمين ابتسامتك الرقيقة .. و تضعين يديك على قلبي :

أرسلتُ إشارةً لك ، لعلك تفهم أنك موعدنا اقترب .. 

و من يومها ..

لم أعشق أي لون... سوى الأزرق .



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.