مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/06/2021 05:29:00 م

 أول من حملت لقب  (( الشهيدة ))  

أول من حملت لقب  (( الشهيدة ))
أول من حملت لقب  (( الشهيدة ))


الشهادة ..

هي أسمى صفة تُطلق على الشخص ، فبمجرد ذكرها نعرف قيمته ، و مدى العطاء و السخاء الذي قدّمه دفاعاً عن قضيةٍ ما .. واضعاً كلَّ آماله الإيجابيّة بالجيل القادم .

و غالباً ما تُلحق هذه الكلمة ،برجلٍ بات لقبه " الشهيد " .

و لابدَّ من وجود لنساء عبر التاريخ ، قاتلنَّ يداً بيد مع الرجال ،  وقفنَّ وقفة صمودٍ و جهادٍ مع قضيةٍ ما ، حاربنَّ  بكلِّ قواهنَّ حتّى آخر قطرة دمٍ منهنَّ .

فمن هي أوّل شجاعة و شهيدة في التاريخ الإنساني ؟؟

و ماذا فعلت بالضبط حتى نالت قداسة الشهادة ؟؟

أحملتْ السيف دون ترددٍ أو خوف ؟؟ 

أم أنَّ لحكايتها شيءٌ مختلف ؟؟


                (( هيباتيا الإسكندريّة ))


ولدت عام ٣٥٠ أو ٣٧٠ م ، فحتّى الآن لم تصلنا بعد معلومات مؤكدة حول ميلادها ، و توفيت عام ٤١٥ م .

ابنة أستاذ رياضيات " ثيون " ..

ترعرعت هيباتيا في الإسكندرية القديمة ، و التي تواجد بها جامعة تعتبر بحقٍّ أول معهد للبحوث في تاريخ العالم .

هناك جلس عمالقة الفكر و العلم ، كانت ملفتة للقلب و العقل  قبل النظر ، إذ  يقول كارل ساغان : 

(( هيباتيا هي آخر بريق لشعاع العلم في جامعة الإسكندرية  ))


امرأةٌ تميّزت عن سائر نساء عصرها ، كانت متخصصة في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة ،و تأثرتْ أيضاً بعالم الميتافيزيقيا " ما وراء الطبيعة "  ، بالإضافة كونها عالمة في مجال الرياضيات . 

عاشت  في القرن الرابع الميلادي ، و عُرفت بفيلسوفة الإسكندرية ، امتازت بالجمال الشرقي الفائق .. بيد أنها وهبت نفسها للفلسفة و تميزت بالذكاء و العبقريّة .

كانت هيباتيا تلقي محاضرات عدّة  في الجامعة ، سبقت علماء زمانها من الفلاسفة و غيرهم .. 

عندما عينت أستاذة للفلسفة ، هرع لسماع دروسها عدد كبير من الناس و من شتى الأقطار النائية ، باتت الطلاب تتزاحم كيوم الحشر في مدرجاتها ، و من هنا ...

لقبت في الخطابات و الرسائل المرسلة لها " بالفيلسوفة" .

 قامت بشرح فلسفة أرسطو و أفلاطون ، لاسيما  قد عالجت الكثير من المواضيع الشائكة ، 

و أزاحت ستائر الغموض عن الأسئلة المعقدة مثل : 

من أنا ؟ ومن نكون ؟ و ما الخير ؟ و ما الشر ؟ ...

 

التعصب الديني كان منذ أزلٍ بعيد ، فالتفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة العبقرية ، سبب حرجاً بالغاً للكنيسة .

إياكم و التفكير أنَّ النفوس البشعة ظهرت في عصرنا هذا فقد 

 فمنذ تلك الأيام ، الناجح يُحارب باستمرار .. فقد رفض الكهنة فلسفة " هيباتيا " و التي كانت حول طبيعة الآلهة و الحياة .. 

و سجونها في سجونهم الظالمة .

أحد تلاميذها أكنَّ لها الاحترام الشديد , حاول إخراجها من سجنها ، و لكن جيوش الكهنة ألقت القبض عليه .

و ما يلي تلك الحادثة .. انتهت حياتها بعدما لاقت التعذيب الشديد و تشويهاً لوجهها و كافة أنحاء جسدها الفاتن .. 

و ذلك على يد بعض الكهنة (( نسبةً للحقائق التاريخية ))  .


تخليداً لذكراها ، سُجّل اسمها بلوحة الخالدين ، و جاء ضمن دائرة المعارف البريطانية  ،

 بالإضافة أنَّ قصة حياتها المشوّقة تحوّلت لفيلمٍ سينمائي بعنوان ((Agora))

 

 من أقوال العظيمة هيباتيا : 

الخرافات يجب أن تدرس على أنها خرافات ..

 الأساطير على أنها أساطير ..

و لكنَّ المعجزات  .. على أنها خيالات شعرية ...

المهم أن يبقى كل شيء على حاله .. إلا المعجزات .. فهي غموض الكون و غرابته  . 

 

💗شهد بكر

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.