مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/01/2021 10:38:00 ص

      قصّة المرأة التي سمّمت كلّ من إقترب منها

 

قصّة المرأة التي سمّمت كلّ من إقترب منها
قصّة المرأة التي سمّمت كلّ من إقترب منها

أخطر مريضة بالتاريخ

 ولقبها البعض بالمرأة السامّة لأنه كل من حاول أن يعالجها أصيب إما بالإغماء أو الشلل المفاجئ أو أصيب بضيق تنفس كاد ان يقضي على حياته :

  • ولدت غلوريا راميريز عام ١٩٦٣ ب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكيّة .
  • وكانت الولايات المتحدة في تلك الفترة في بداية طريقها للسيطرة على العالم بكافة المجالات، وهذا ما ساعد غلوريا أو أي فتاة أخرى بأمريكا بأن تكمل تعليمها بدون وجود أية عوائق، فدرست غلوريا المحاسبة وعملت محاسبة بإحدى البنوك .
  • وفي ذلك الوقت كان عمرها قد أصبح ٢٣ سنة، وتزوّجت بذلك العام وأنجبت طفلها الأول بعد عام واحد من زواجها أما طفلتها الثانية فقد أنجبتها بعد زواجها ب ثلاث سنين و كانت تبلغ من العمر ٢٦ سنة.
  • بعد فترة توفي زوج غلوريا بحادث سيارة أثناء عبوره للطريق في كاليفورنيا

غلوريا بعد وفاه زوجها :

  • بعد وفاة زوجها بدأت غلوريا تشعر بحالة تعب شديدة ظنّت أن سببها هو الحزن على فراق زوجها، وبالرغم من قساوة خبر رحيل زوج غلوريا المفاجئ إلا أن القدر فاجئها بعد عدة شهور بخبر أكثر أيلاماً وهو أخبارها من قبل الطبيب الذي كانت قد ذهبت إليه أنها تعاني من مرض السرطان وأنهى في مرحلة متأخرة جداً.
  • لم تأخذ غلوريا مرضها على محمل الجد، ولم تعره أيّة إهتمام فكانت تتعامل معه وكأنه نزلة برد عادية.
  • وفي أحد أيام آذار سنة ١٩٩٤ كان مرض غلوريا قد وصل إلى ذروته وحين كانت تحتفل مع أطفالها بعيد ميلاد طفلتها ذات ال سبع أعوام وبلحظة إقتراب إطفاء الشموع أحسّت غلوريا بدوار شديد سقطت على أثره على الأرض وفقدت الوعي .
  • تم نقل غلوريا إلى أقرب مشفى كانت موجودة بالقرب من بيتها، ودخلت غلوريا إلى غرفة العناية المركزة، وبدأت بتلقي الإسعافات الأولية من قبل طاقم المناوبة، ذلك الطاقم الذي أصبح أهم عنصر بالقصّة.
  • عندما وصلت غلوريا للمشفى كانت شبه ميتة فكانت تعاني من تسرّع في نبضات القلب وإنخفاض في ضغط الدم وصعوبة بالتنفس .
  • حاول المسعفون إنقاذها بكل الطرق ولكنها لم تكن تستجيب لأي منها فقرروا إجراء صدمات كهربائية لها، وبعد ذلك بدأ طاقم الإسعاف بشم رائحة غريية تشبه رائحة الثوم وبدأ يظهر على جسد غلوريا مادة لزجة غريبة، وبسبب ذلك تم سحب عينة من دمها لمعرفة سبب تلك الرائحة، ولكنه لم تمضي سوى دقيقة واحدة بعد إنتشار تلك الرائحة إلا وسقطت أحدى الممرضات وأصيب بالإغماء، ومع إستمرار إنتشار الرائحة المنبعثة من جسم غلوريا بدأ الطاقم الطبي بالسقوط والإغماء واحد تلو الآخر حيث وصل العدد إلى أربع ممرضات جميعهن كانوا بجانب غلوريا في العناية المركزة.
  • مما جعل مدير المشفى يقوم بإخلاء المبنى بأكمله وإعلان حالة الطوارئ تحسباً لإنتشار المرض.
  • وفي الوقت نفسه كانت المحاولات مستمرّة من أجل إبقاء غلوريا على قيد الحياة، ولكن كل ما كان يحدث هو تساقط المزيد من الطاقم الطبي نتيجة الرائحة .
  • وتوفيت غلوريا عن عمره يناهز ٣١.

 بدأت الأسئلة بالإنطلاق وبدأ الجميع بالسؤال لنعلم ماذا حدث بالضبط :

  • وبدأت تحقيقات موسّعة بعد وفاة غلوريا وإصابة عدد كبير من الطاقم الطبي بالمشفى للوصول إلى تفسير منطقي ومقنع، وترأس تلك التحقيقات مندوب من وزارة الصحة، وتم استجواب كافة المصابين الذين أصيبو أثر تعرضهم للغاز والرائحة، والذين كانوا جميعهن من النساء وتحديداً من اللواتي لم يتناولون وجبة الإفطار.
  • أما الذين قد تناولوها فقد شعروا فقط بدوار خفيف ولم تتطوّر حالتهم إلى أكثر من ذلك.
  • كما قامت المعامل الطبية بإرسال فريقاً إلى المستشفى التي وقعت بها الأحداث للتعرف على مصدر الرائحة وكيفية انتشارها.
  • ولكن العبء والمسؤوليّة الأكبر كان على عاتق فريق التشريح الذي كان يجب عليه تشريح تلك الجثة الغريبة
  • وفي الصباح الذي تلى الحادثة بدأت عملية تشريح جثة غلوريا واستمرت أكثر من خمسة أيام وكانت هذه الفترة أطول فترة تشريح في التاريخ .
  • فقد قام فريق التشريح بعد أن أمنوا أنفسهم بكل أدوات الحماية بتشريح الجثة وفحصها فحصاً كاملاً، وتم أيضاً إجراء تحليل شامل للدم.
  • كما قام فريق التشريح بمعاينة كافة الأدوية التي كانت تأخذها غلوريا قبل وفاتها لمعرفة احتمالية وجود أي  مواد غريبة فيها قد تسبب التسمم.
  • ولكن الغريب أنه لم يكن يوجد بكل ذلك ما يبرر حالة التسمّم الذي تعرض لها الطاقم الطبي والعاملين بالمشفى، وبدت أسباب الوفاة غير منطقية بعض الشيء، وانتهى التشريح بلا أي نتيجة.

حقيقة الأمر وإنتهاء التحقيقات :

  • في ١٤ نيسان عام ١٩٩٤ إنتهت التحقيقات في قضية غلوريا وتم دفنها، وأعلن المجلس الطبي أن وفاتها كانت بسبب فشل كلوي، وأما ماحدث لأفراد الطاقم الطبي فقد بقي غير معروف .
  • بذلك الوقت سيطرت حالة من الإستياء على أقارب غلوريا بسبب المعاملة السيئة التي تعرضو لها كالتشريح الغير مبرر، وتأخر الدفن كل هذا الوقت.
  • وليس هذا فقط ما أغضب عائلة غلوريا بل أن ما أغضبهم أيضاً هو تصرّف الصحافة التي بدأت بترديد  لقب المرأة السامة على غلوريا وبكثرة.
  • الأمر الذي جعل أطفال غلوريا يعانون من هذا اللقب في المدرسة .
  • وبالرغم من أن عائلة غلوريا قد عانت من الطريقة التي توفيت بها إلا أنهم قد نالوا شهرة كبيرة حيث بدأت الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية بالتحدث عنهم وتم تصوير العديد من الأفلام الوثائقيّة التي جسدت حالة غلوريا .

خلاصة ماتقدم للعالم :

  • تعلّم الجميع من هذه الحادثة هي أن جسم الإنسان يكون غالباً مليء بالمواد السامّة القادرة على تسميم البشر، ولكن هذه المواد لاتخرج إلا بعد عدة تفاعلات مجهولة كالتي حدثت بحالة غلوريا .
  • وفي عام ١٩٩٧ إستطاع مجموعة من العلماء والباحثون الذين كانوا يعملون بمجلة الطب الشرعي الدولية تفسير  ماحدث لغلوريا وصرحوا أن ماحدث هو سلسلة من التفاعلات الكيميائيّة، 
  • وأفترضوا أنها كانت تستخدم ثنائي متيل السلفوكسيد كعلاج موضعي للألم، وأن الأوكسجين الذي قام الأطباء بإعطاءه لها من الممكن أن يكون قد إمتزج مع ثنائي متيل السلفوكسيد ليكون ثنائي متيل السلفون، والصدمات الكهربائية من الممكن ان تكون قد حولت ثنائي متيل السلفون إلى ثنائي متيل الكبريت والذي هو غاز سام .

أخبرنا ما رأيك بتلك القصة وبأن حتى يومنا هذا مازال لقب المرأة السامة هو أخر ذكرى لغلوريا .

 بقلمي نوال المصري



إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.