مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/23/2021 02:10:00 م

 كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ونموّ حجمها لتعطي نقلة نوعيّة

 

كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ونمو حجمها لتعطي نقلة نوعيّة
كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ونمو حجمها لتعطي نقلة نوعيّة

كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ؟

 شخص إسمه جهاد قد قام بعمل خطير ، ولتضييع هويته الجسدية قرر أن يذهب لمحل تجميل ، وقال لصاحب المحل أنني أريد تغيير هويتي الجسدية ، وصاحب المحل وهو يقوم بعمليّة التغيير قد دقّق في تغييره على الحواجب والفم على سبيل المثال ، فقال له جهاد ، أريد تغيير هويتي الجسديّة بشكل كامل وليس الحواجب والفم ، فقام صاحب المحل بتخدير جهاد بشكل كامل وقام بالعمل لمدة ساعتين  حتى أنجز عمله ، وقد إستفاق جهاد من التخدير وطلب المرآة ، فرأى منظره كشخص ثاني تماماً ، هذا المثال ينطبق على تغيير الهوية النفسية ، فالتغييرات الكبيرة تأتي من أمور صغيرة قد لا تثير اهتمام !

  • لا يجب تجاهل القرارات الصغيرة الّتي تتخذها في حياتك اليوميّة ، فهي الّتي ستشّكل حياتك وليس تغييرها فقط ، ولدى التغيّرات الصغيرة القدرة على تغيير مجتمع بأسره أيضاً .

نقطتين تحرّكان الطبيعة :

فالّذي يحرك الطبيعة البشرية نقطتين هما الخوف من الألم والمتعة ، فعلى سبيل المثال : صبحي لديه حمار  ، وهذا الحمار يعاند صبحي ويتوقف ، فيقوم صبحي بالقول له إمشي ياحمار ويردّدها مرتين ، فلا يمشي معه ، فيقوم بجلب عصا ويضربه فيمشي الحمار ، ومرة أخرى توقف الحمار أيضاً فقرّر صبحي أن يجلب عصا ويعلق في طرفها من جهة فم الحمار حبل وهذا الحبل معلق بكيس يحوي طعام الحمار ، فيجري الحمار باتجاهه فيقوم صبحي بإبعاد الكيس بالجهة التي يريدها ، فهذا مثال بسيط على الفكرة أعلاه .

  • فلتغيير عادة أو للنجاح في وظيفة يجب أن أستخدم سلاحي الخوف من الألم والمتعة .
فمثلاً خضر يذهب كل يوم للعمل ويكره هذا العمل ومديره وموظفيه ، فمن أجل التغلب على شعوره قرر أن يكافىء نفسه في حال إنجاز العمل ، فتم الاستخدام في هذا المثال سلاح المتعة ، فمقابل شيء سأقوم بشيء ،
  •  فبإستخدام مغناطيس المتعة والألم لصالحك سوف تقوم بأشياء قد تعجز عنها في حال عدم إستخدامها!

بعض الأمثلة على التغغيرات الصغيرة :

عندما أقوم بإطعام نفسي شوكلاتة كمكافأة على إنجاز العمل ، بهذه الحالة أستخدم جهاز التعزيز الإيجابي ، فأي سلوك أو نمط يتم تعزيزه إيجابيّاً بعد حصوله سيتحوّل لإستجابة أتوماتيكيّة ، وسيعمل مفعوله كالعادة بالضبط .

أميل تاجر شاطر ، فيبيع البضاعة الّتي في المحل ويكسب مقابلها أموال ، فلّما يختلي بنفسه ينظر لنفسه على أنه أشطر تاجر في البلد ، مع أنه كان لا يعرف غير نوع واحد من أنواع التجارة وهي التجارة الماليّة ، وبقية أنواع التجارة كان فاشلاً فيها ، فأميل يصحى كل يوم متعب ولا يستطيع القيام من السرير ، كان يسكن في الطابق الأول ، وكان عندما يصعد إليه ينهك ويريح نصف ساعة ، فهو في الصفقات والإستثمار أستاذ لا غبار عليه ،لكن ، عندما تقول له إستثمر نصف ساعة كل يوم بممارسة التمارين الرياضية  فيرد عليك بأن ليس معه وقت لها ، فأميل لو أحد قد نصب عليه بأموال فلا يعد يتعامل معه أبداً ، ولا يشتري بخسارة ، لكن في مجال المشاعر فهو مستعد أن يشتري بخسارة ، فيشتري أذية نفسيّة ونظرة سلبيّة ويخسر ، ويختار البرامج والأخبار التي لا تتكلم سوى عن السلبيّات والتشاؤم ، فهو يعرف يحسب التكلفة المالية وحجم الخسارة بالتجارة ، لكّنه ،لا يعرف حجم الخسارة في المشاعر ، فأميل يعرف أن البيع السريع مكسبه قليل ، وأن الربح كلّه في الصبر ، لكن أميل في حياته لا يستطيع تطبيق هذا الكلام ، فهو يركض وراء نزواته التي مكسبها سريع ولها مكافأة فوريّة ويضّحي بالمكسب الّذي على المدى البعيد .

  • التغييرات الصغيرة الّتي نراها بسيطة ولا تستدعي الإهتمام سيكبر حجمها يوماً ما وستعيق آلية النجاح والنمو .

فإذا أعجبك المقال أرجو مشاركته مع الأصدقاء .

 بقلمي جمال نفّاع

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.