مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/13/2021 03:38:00 م

 كل شيء يتغيّر وقلبي الثابت 

كل شيء يتغيّر وقلبي الثابت
كل شيء يتغيّر وقلبي الثابت


الجو في الخارج مُخيف ،ليس هناك ثمة طعم لما يُقال عنه أنه عيد !

النوافذ في غرفتي مغلقة بإحكام ،ولكنها بطريقة ما تدخل هواء على كتفيي ..!

شعري يتطاير كأول مرة ركبت بها أرجوحة بصحبة أبي عندما كنت لا أبلغ سوى الأربع سنوات !

العالم مُخيف لا أجد نفسي فيه ،

ولم أعد أثق بصديق !

العالم مُخيف في الخارج،

الاكتئاب مازال يترصدني ويعاود!

الأيام محدودة لكنها ممدودة!

محزن أني أملك روحٌ طفولية لوقت احتاج فيه رشد الأربعون !

الماديات فوق كل شيء ..!

والتراكمات التي حطمت علينا نبل العيش!

هذه النظريات نسووها العلماء ،لم يدرسوها جيداً..!

قبل أكلها المستمر بنا ونهشها الدائم المالح ..!

على صعيد الدراسة هي فعلاً فتاكة !

وعلى سبيل العلاقات هي مدمرة!

من جديد الحياة تسوء والكون يتغير ..!

كورونا زادت وعلى هذا السواء انتشرت!

كورونا احتدت وعلى ذاك السبيل امتدت!

ثمة اشخاص فُقدت بكورونا دون وداع ولا استئذان ..

كم هو مُرّ وقاسٍ أن لا تودع من رحل إلى مثواه الأخير!

كورونا أتت أحبت وأخذت ورحلت !

ونحنُ هنا مندهشين بانتشار المرض!

كورونا قوّت الماديات ،وراكمت فوقنا السلام !

ونحنُ خاضعين لحكمها!

كورونا أبعدت وفارقت لنا كل الناس !

ونحن ُ جاهزون عدا أن تمسنا!

الساعة الآن الواحدة منتصف الليل ، نحنُ في الحظر من السادسة مساءاً ..

كم هو ليل طويل!

كتبي واوراقي واقلامي أمامي..

كل منهم يريدني انيس وحدته في الليلة الكئيبة هذه..

وعمدت إلى اوراقي وخذلت كتبي !

كتبتُ كثيراً ،لكنه شيء ما بداخلي لم يكتب بعد!

كيف جاء إلينا المرض !

كيف أخذ منا أشخاصنا !

دون وداع ولا عزاء !

كيف هجرنا عناق ذاك الصديق!

وكيف أحببت أمي بأن لا أحضنها!

كيف حميتُ والدي بأن لا أقبل يديه!

وكيف رحبتُ بأخواتي دون سلامنا المعتاد!

والآن أصبحت الساعة الواحدة بمنتصف الليل ، انتبهتُ لساعتي متوقفة منذ ثلاث ليالٍ !

كم هو جميل لو توقفت بنا الحياة كل الحياة بأجمل وقت لنا!

لكنها تابعت جريانها دون التفات لما يحدث بها ..

تشبه الساعة الثانية التي أمامي ..

تدق بطريقة استفزازية افتخاراً الوقت ..!

والساعتان أثبتتا لي أنهما بطريقة ما صحيحتان !

الأولى هي صحيحة مرتان في اليوم والثانية صحيحة كل اليوم!

والريح خارج تضرب بقوة وكأن معركة فيها متجبر عنيد!

ليلة باردة بشدة ..

عمدت الى الكتابة فجف قلمي واوراقي مازالت كُثر !

علماً أن الكتابة هي المنفذ الوحيد لي من كل شيء ..

عموماً 

كل شيء يمضي يمضي ويمضي دون استئذان ! 

وبالرغم من كله هذا ..

هناك بقعة ضوء ضئيلة تحيي بي أمل مبتور يقول لي :

غداً لي ، غداً دون وباء ومرض!

مع أحبتي جمعيهم دون خوف!

وبسمتي تعلو وجهي لتخبرني أن لا شيء يدوم !

حتى المرض ذاهب!

وأن هناك شيء يحيينا من جديد مالا لم يتلوث بالرغم من تلوث كل ما يحدث ألا وهو القلب!

# بدريـَّة عُثمـان .

٢٠٢٠/٥/٢٥ .

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.