مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 02:36:00 م

 الخوف عند الاطفال 

الخوف عند الاطفال


أصدقائي دعونا نتعرف معاً على الخوف ماهو وما هي أسبابه وعلى ماذا يدل؟  
أولاً الخوف هو شعور فطري شائع نلاحظه بكثرة عند الأطفال فأبسط الأشياء قد تخيفهم وتسبب لهم الذعر والهلع.

فالطفل يخاف عادة من الوحدة والعتمة من التعثر والسقوط ومن الحيوانات والأصوات العالية ويخاف من الضرب والتعنيف والعقاب  ومن ابتعاد امه عنه والعديد من المخاوف التي لا تنتهي.

وكما ذكرنا فإن للخوف عند الاطفال أسباب كثيرة:

قد يعود إلى تراكمات من مشاعر سلبية:

 فإن هذه التراكمات تنمو وتتنامى في ذاكرته لتشكل عنده مشكلة ما تحرمه الراحة و الحياة الهانئة وتسبب له و لأسرته التوتر والقلق كما تسبب له مشاكل صحية و نفسية و اجتماعية ، كما أنها قد تصاحبه وتكبر معه فيبدو متردداً غير واثق من نفسه  فيتلعثم في الكلام أو يصاب بالتأتأة او قد يتأخر في النطق  ويعزف عن مشاركة الأطفال الآخرين اللعب فيصبح انطوائيا ًويقل تفاعله معهم.

كما نلاحظ أنه قد يعود إلى التبول في ثيابه لمجرد انه يخاف الدخول إلى الحمام بمفرده ويشتكي الأهل ويحتارون في التعامل معه  بل ويعاقبونه  فيزيدون الطين بلة.

هل فكرتم يوماً لما هذا الخوف ؟؟ و لماذا نشأ و ترعرع في نفسية أطفالنا ؟ 
 

قد يعود السبب إلى تعامل الأهل مع ولدهم منذ صغره :

حيث يعمدون إلى إخافته أو تهديده بسبب خوفهم عليه لحمايته من الاخطار أو لارغامه القيام  بأمر فيه مصلحته أو منعه من أمر فيه ضرره فيعمدون إلى إخافته وتهديده  بشرطة الأطفال أو تهديده بالغول أو بوضعه في غرفة مغلقة مظلمة او بإعطائه للغرباء او بتخويفه بإبرة الطبيب وبما انه صغير فهو يصدق كلامهم، ويأخذ كلامهم على محمل الجد ويطلق لعنانه التفكير ويبدأ بالتخيل  فيتخيل وجود وحوش وعفاريت واشباح ويتناهى إلى سمعه أصوات مرعبة فيرفض النوم لمفرده ويبدأ بالصراخ ليلاً ويستيقظ مذعورأ إن هذا  الأسلوب مرفوض تماماً وغير مبرر تحت أيظرف من الظروف ومهما كانت الاسباب فغن االعواقب ستكون وخيمة وسيئة واذا تغلغل الخوف داخله وسيطرعليه فهم اول من سيعاني بسبب معانته وسيتألمون لألمه وقد يعجزون عن فهمه ومد يد العون له 

فالطفل سيصبح ضعيفاً متردداً مضطرب الشخصية  عديم الثقة بنفسه وسينعكس هذا سلباًعلى تصرفاته فيصبح انطوائياً متقوقعاً  وأحيانا قد يلجأ إلى الكذب خوفاً من العقاب.

كما أن الاهل ممكن أن يلجؤوا إلى طريق خاطئة في معاقبة الاطفال ؟!

أجل لا تندهشوا من ذلك دعوني أسرد لكم هذا الموقف :

اجتمعت منذ فترة بأم تغلق الباب على طفلها اغلب النهار في غرفة منفردة عقاباَ له  وتتباهى بأنها لا تضربه  بحجة تقصيره  في دراسته. يا إلهي و أي عقوبة هذه 

ألا تعلمين أيتها الأم الغالية أن هذا العقاب يؤدي إلى إنطواء طفلك  فيعتاد العزلة ويزداد خوفه وقد يؤدي الخوف إلى تراجعه وفشله في الدراسة بل في الحياة كلها وتغير في المزاج  والطباع والسلوك.

أرجوكم كفى أطفالنا بحاجة إلى رعايتنا و ليس إلى إصدار الأحكام و العقوبات بحقهم.

واجبنا كأم و أب لأطفال "يعتبرون أن الدنيا موجودة في كنف بابا و ماما" أن نحيطهم بالرعاية الكافية والحنان وان نجعل جو الأسرة مريحا بعيد عن المشاحنات والشجار وان نمد جسراً من الصداقة والصراحة فيما بيننا و بينهم ، فيشعروا بالطمأنينة و السكينة إلينا ويجب ان ندخل معهم في حوارات مستمرة  لنتعرف على أسباب خوفهم  ونحاول مساعدتهم  وحمايتهم .

 و لا ننسى أن هناك دلالات تشير إلى بعض أسباب مخاوف طفلنا:

  • فخوفه من القطط مثلا قد يشير الي تعرضه لمهاجمتها أثناء مداعبته لها قد يكون ضايقها بدون قصد فتألمت وخمشته با ظافرها وسببت له الالم وهذا سبب خوفه منها 
  • كما أن خوفه من الأصوات العالية والصراخ او من منظر الدماء قد يكون بسبب مشاهدته لمشاهد عنيفة او قاسية لمعارك  او مشادات من برامج اومسلسلات تلفزيونية لذا يجب أن تنحصر مشاهدات التلفاز على برامج تناسب عمره وتكون مدروسة موجهة اليه حصراً كطفلٍ لديه خيال خصب قابل أن يحول أي فكرة صغيرة خاطئة إلى مخاوف كبيرة فبدل أن تكون  مصدراَ للمتعة والفائدة تصبح عدوا خفياً له.
  • وقد يظهر خوف عند أطفالنا بسبب تعرضهم للتأنيب والتعنيف او بسبب تنمر بعض الأولاد عليه وعندما ترتفع وتيرة الخوف عند الاطفال وتصل حدأًَ غير مقبول يسرع الاهل لعلاجه ومساعدته للتخلص منه.
  • قد يكون خوفه من صافرات النجدة والاسعاف يعود لتخويف الطفل من شرطة الاطفال في الصغر 
  • كما أن خوف الاطفال من زيارة الطبيب قد يكون من تعامل خاطئ من الطبيب نفسه أو من تخويف الاهل من ابرة الطبيب وقد يؤثرعلى شخصيته وقراراته فيرفض أن يكون طبيبا في المستقبل

ولكن يبقى الخوف الأكبر ان يكون الأهل قد تأخروا في بدء العلاج فيتحول خوفه إلى حالة مرضية مستعصية 

و الآن أريد أن أطرح عليكم بعض النقاط التي يجب علينا أن ننتبه لها في حياتنا اليومية : 

  1. أن ينام الطفل باكرا ولا يشارك الكبار سهراتهم لأنها للكبار أو السماح لهم بمتابعة برامج الكبار بحجة تأخر الطفل في النوم، وعلينا  أن نراقب تصرفاتنا و أحاديثنا بوجودهم معنا.
  2. نمنع طفلنا من مشاهدة برامج الهاتف المحمول او اللعب به  فقد تعطي الام الطفل جوالها فيتابع بعض الألعاب به  لتشغله أثناء انشغالها ولا تدري انها تعرضه لمشاهدة برامج مدمرة لعمره وتفكيره فهو قد ينتقل بسهولة إلى  اخوته الاكبر اؤمن أصدقائه لخطورة ما قد يحويه من العاب ضارة ومؤذية قدتقوده إلى الانتحار أو إلى إيذاء نفسه أو الآخرين وما أكثر الحوادث المؤلمة التي شهدتها بعض الاسر بسبب تهاونها في هذه الأمور وكان ان دفعت  الثمن باهظاً.
  3. أن ندرك بأن العلاج يجب أن يكون بشكل تدريجي فمثلا اذا كان يخاف من الحيوانات فعلينا بمساعدته ليلمسها  وأن نعلمه كيف يعتاد وجودها  يشكل تدريجي  وإن اسهامه فمأن يقدم لها الطعام والسذا
  4. أن الحوار ضروري وهام وهادف بين الام والطفل  فمن خلاله سيتببن للأم السبب الحقيقي  وراء خوفه من الشرطة مثلا انه يحسب ان شرطة الأطفال قد اتت لاخده , فتحاوره أمه وتفهمه بأن الشرطي هو صديق الناس يسعى لحمايتهم والدفاع عنهم ,وقد تطلب الام من الشرطي أن يسلم على طفلها فتكسر عنده وهم خوفه من الشرطة

وفي الختام يجب أن  ننتبه إلى عدم احراج الطفل أمام الاهل او الأصدقاء ودعمه وتشجيع وعدم وصفه بألفاظ قد تثبط عزيمته وتزعزع ثقته بنفسه لرفع امكانتهمم

بقلم هدى الزعبي 



إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.