عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون). تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 01:07:00 م

 حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الثاني)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثاني                                                                                تصميم الصورة وفاء المؤذن
حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 تكلّمنا في المقال السابق عن أصول الفينيقيين وعن أبجدية رأس شمرا .. وسنتابع في هذا المقال .

إنجازات فينيقية غير مسبوقة:

 يرى الباحث "وليم سيرفات" بأن الفينيقيين قد وصلوا إلى السواحل الأوروبية الأطلسية أثناء بحثهم عن أسواق جديدةٍ لتجارتهم، ويقول "هيرودوت" بأنهم داروا حول إفريقيا إنطلاقاً من البحر الأحمر وعادوا عبر مضيق جبل طارق، واستمرت رحلتهم ثلاث سنوات، أما "هاينكا زودهوف"، فتعتقد بأن الفينيقيين قد وصلوا إلى سواحل القارّة الأمريكية، وتستدلُّ على ذلك ببعض اللقى الأثرية، مثل تميمةٍ صغيرةٍ للإله "بيس" وجدت في إحدى المقابر في جواتيمالا، ونقش "بارابيا" في البرازيل.

فترة الانحطاط:

غزا الملك الفارسي "كورش" المدن الفينيقية منذ بداية القرن السادس ق.م، ثم انقسمت فينيقيا إلى أربع ممالك هي: صيدا و جبيل وأرواد وصور، فبدأ نجم حضارتها يأفل، واضمحل تأثيرها على العالم، ومع بداية القرن الرابع قبل الميلاد، وصل الاسكندر المقدوني إلى أرواد فاحتلّها، ثم احتلَّ صيدا وصور، فانتهت بذلك فترة السيطرة الفينيقية على الساحل الشرقي للمتوسط، ولكن |الحضارة الفينيقية| بقيت مستمرةً من خلال مستعمرات شمال إفريقيا وبخاصةٍ قرطاج، التي بقيت على حالها حتى دمرها الرومان في عام 146 ق.م.

فترة ما بعد الاسكندر الكبير:

بعد موت |إسكندر المقدوني|، تتابع الحكّام المقدونيون على سوريا، حتى سقطت بيد بطالمة مصر، وفي عام 197 ق.م سقطت سوريا بيد السلوقيين، ثم سيطر عليها الأرمن سنة 82 ق.م، ولكنها أخيراً أصبحت جزءً من الإمبراطورية الرومانية منذ عام 65 ق.م.

التّنظيم السّياسي للدولة الفينيقية:

 كان |الفينيقيون| رجال تجارة، ولم يكونوا رجال حرب، ولذلك لم يعمدوا إلى إقامة دولةٍ مركزية، بل كانت مدنهم مستقلةً إدارياً وسياسياً، وكثيراً ما ساد التنافس والتناحر بينها، رغم أنها توحّدت أحياناً ضد خطرٍ خارجي، وكان نظام الحكم ديمقراطياً، فلكل مدينةٍ حكومة خاصّةٌ يترأسها حاكمٌ أو ملكٌ بالوراثة، ولكن حكمه ليس مطلقاً، فهناك مجلسان يشرفان على الحكم، هما مجلس الأشراف، ومجلس الكهنة، وكثيراً ما عقد الفينيقيون المؤتمرات لمناقشة الشؤون الاقتصادية دون التدخل في الشؤون السياسية.

الديانة والمعتقدات الفينيقية:

لم تختلف عقائد الفينيقيين كثيراً عن جيرانهم في بلاد ما بين النهرين، فقد عبدوا قوى الطبيعة ورموزها، كالشّمس والقمر والبحر وغيرها، وقد جعلوا لكل شيءٍ إله، ومن أشهر آلهتهم الإله "بعل"، إله الزراعة والمطر، ولقد آمنوا بالتثليث في وقتٍ ما، ولكن تثليثهم قام على الأب والأم والابن، وفي مرحلةٍ متقدمةٍ من حضارتهم، اعتبر الفينيقيون أن الإله إيل هو سيّد الآلهة، ثم أصبح الإله الأوحد، فربما كانوا من أوائل الموحدين.

المعابد والهياكل الفينيقية:

بنى الفينيقيّون الكثير من المعابد والهياكل تمجيدا لآلهتهم، ولعلَّ معبد "أدونيس - عشتار" في جبيل من أشهرها، وقد تألف المعبد من ثلاثة أقسام هي:  القسم الداخلي والمعبر والساحة التي سكنها الكهنة وموظفي المعبد. وقد آمن الفينيقيون بعقيدة الأضاحي البشرية فلجؤوا إليها في أوقات الشدة، ثم أصبحت تُستبدل بالأضاحي الحيوانية، التي تسيل دماؤها على المذابح لكي تُشبع نهم الآلهة وترضيها، وكذلك انتشرت الترانيم والصلوات والدعوات.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 01:06:00 م

 حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الثالث)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثالث                                                                                    تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثالث
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

تكلمنا في المقال السابق عن فترة مابعد الاسكندر الكبير والتنظيم السياسي للدولة الفينيقية وسنتابع في هذا المقال ..

المواسم والاحتفالات لدى الفينيقيين:

احتفل الفينيقيون بموسمين رئيسيين: الأول هو موسم البهجة والفرح، وكان مع بداية فصل الربيع الذي يرمز إلى ولادة أدونيس، إله الشمس، من جديد. أما الموسم الثاني، فكان موسم الحزن والكآبة، وكان وقته في فصل الخريف الذي يرمز إلى موت الإله أدونيس، وتعود أصول هذين الموسمين إلى اسطورة الإله أدونيس، الذي لقي حتفه بسبب وحشٍ بريٍّ في غابات نهر إبراهيم، فراحت الغابات تتوسل للإله "موت" إله العالم السفلي لإحيائه، فرقَّ لها وأعاده للحياة، فأصبح نهر إبراهيم مقدساً لدى الفينيقيين.

حياة ما بعد الموت:

لم يؤمن الفينيقيون بالحياة الآخرة، بل اعتقدوا بأن الروح تبقى مجاورةً لصاحبها في حالةٍ من السكينة والهدوء، فهي لا تفنى، وكانوا يدفنون ملوكهم وأشرافهم في نواويس حجرية، أما عامة الشعب فكانوا يُدفنون في توابيت من الخشب، وكان اسم الميت ينقش على قبره، ويُدفن معه كل ما يحتاجه الحي من مؤنٍ وحليٍ وأوانٍ، وكان أقرباء الميت يزورونه ويضعون على قبره الزهور والأطعمة اعتقاداً منهم بأن ذلك سيدخل السرور إلى روحه.

آلهة الفينيقيين:

ذكرنا بأن الفينيقيين اعتمدوا على التثليث في معتقداتهم، فكان لكل مدينةٍ ثلاثة آلهة، الأول هو الإله العجوز الذي يتمتع بالحكمة، والثاني هو الأم، والثالث هو الابن القوي المفعم بالحياة، ففي جبيل، نجد إيل وبعلة جبيل الأنثى، وأدونيس الشاب، وفي صيدون كان بعل صيدون وعشتروت وأشمون، أما في صور فنجد بعل شميم وعشتروت وملكارت، كما تكمر الآثار الكثير من الآلهة الأخرى في مدن متفرقة.

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثالث                                                                         تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثالث
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

العلوم عند الفينيقيّين:

لا شك بأن الأبجدية هي أعظم ما قدمه الفينيقيون للبشرية، ولكنهم نبغوا أيضاً في كثيرٍ من العلوم، وخاصةً علم الفلك والحساب الضروريين للملاحة البحرية والتجارة، ولعل القرطاجيين أول من عرف الأوراق النقدية مستعملين جلود الحيوانات لصناعتها، كما عرفوا خطوط الطول والعرض، واعتمدوا على نجم القطب الشمالي لتحديد الاتجاهات، وكانت السفن الفينيقية تحفةً فنيةً حقيقيةً في غاية الدّقة والاتقان والجمال.

 الفن الفينيقي:

 لم يتخلص |الفن الفينيقي| من الاقتياس وتقليد الآخرين، حتى مطلع الألف الأولى قبل الميلاد، فأصبح له طابعه الخاص، وتجلّى في صناعة الأقمشة المطرّزة المصبوغة باللون الأرجواني المستخرج من أصداف البحر، وصناعة الخزف التي برعوا فيها، فجعلوا الكؤوس والقوارير على شكل تماثيل مزيّنةٍ بالنقوش و الألوان، كذلك برعوا في صناعة النقود والأختام وأدوات الزّينة، كما برعوا في فنِّ النحت الذي برز في تيجان الأعمدة والمسلات واللوحات الرائعة، أما في مجال البناء، فقد ظهرت عبقريتهم في هندسة المعابد والهياكل والقصور، وهياكل السفن الحربية والتجارية. كذلك اهتم الفينيقيون بالموسيقى والغناء وكان العود أحد آلاتهم الموسيقية.

آداب الفينيقيين:

منذ اكتشاف مدينة |أوغاريت| السورية، تم العثور على الكثير من الألواح الحجرية المشيرة إلى مختلف علوم وفنون وآداب |الفينيقيين|، ومن أشهر آدابهم ملحمة "بعل – كارت – أقهات بن دانيال" المكتوبة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ولكن معظم انتاج الفينيقيين الأدبي كان على ورق البردي، فلم يبقَ منه شيء، ولكن المكتشفات الحجرية القليلة تؤكد بأن الفينيقيين كانوا رجال علمٍ وفنٍ وأدبٍ، ولم يكونوا مجرّد تجّارٍ كما حاول البعض تصويرهم.

إذا أردت إنصاف الفينيقيين فانشر المقالة.

سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 12:51:00 م

 حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الأول)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الأول                                                                 تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)

أخذ الفينيقيون اسمهم من كلمة فينيقيا اليونانية، ومعناها البلد الأرجواني، وقد اكتسبوا هذه التسمية من أقمشتهم المصبوغة باللون الأرجواني، وقد استخدمت التسمية لاحقاً للإشارة إلى المدن الساحلية الكنعانية، وكانت  الحضارة الفينيقية قد نشأت حوالي عام 2500 ق.م، وتكوّنت من مدنٍ متفرقة، أشهرها صور وصيدا وجبيل وأرواد، وبسطت الدولة سيطرتها على معظم سواحل بلاد الشام، من أرواد شمالاً إلى عسقلان جنوباً، كما بنى الفينيقيون بعض المستعمرات البعيدة مثل قرطاج الشهيرة، ووصلت تجارتهم إلى جميع شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر الأبجدية الفينيقية المكتشفة في مدينة أوغاريت السورية، أقدم أبجدية معروفة.

أصول الفينيقيين:

يُعتبر الفينيقيون جزءاً من الكنعانيين، ومن المعتقد أنهم هاجروا إلى بلاد الشام من دلمون (البحرين حالياً)، أما ابن الطبري فيرى بأن أصل الفينيقيين من العرب البائدة، ويرجعون بنسبهم إلى العمالقة، وقد انقسم الكنعانيون في بلاد الشام إلى أقسام: فالفينيقيون استوطنوا المدن الساحلية، أما الأموريون فسكنوا في سوريا الداخلية، وصولاً إلى جبال لبنان وفلسطين، وسكن المؤابيون شرقي البحر الميّت، أما العبرانيون فقد سكنوا وسط وجنوب فلسطين، في حين سكن العمونيون شرقي نهر الأردن.

أبجدية رأس شمرا:

تتكون |الأبجدية الفينيقية| المكتشفة في |أوغاريت| (رأس شمرا) من اثنين وعشرين حرفاً، وجميعها ساكنة، ومن المرجّح أنها مصدر جميع الأبجديات الحالية في العالم، وقد نقلها الفينيقيون من خلال تجارتهم الواسعة، ثم طوّرها الإغريق وساهموا في نشرها بعد أن كوّنوا منها حروفاً متحرّكة، والدليل على ذلك هو التشابه الكبير بين هذه الأبجدية وجميع أبجديات العالم، أما الشعوب التي لم تكن على صلةٍ بالفينيقيين، فهي لم تعرف الأبجدية حتى الآن، مثل شعوب شرق آسيا التي لازالت تستخدم الكتابة المقطعية التصويرية.

عصر القوة:

بلغت |الحضارة الفينيقية| أوج اتساعها وذروة ازدهارها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، فشملت سيطرتهم الساحل السوري، واستوطنوا السواحل الشرقية لقبرص الغنية بالنحاس والحبوب والزيتون، كما استقروا في جزيرة كريت، ووصلت تجارتهم إلى شواطئ البحر الأسود حتى أرمينيا، وقد ساعدهم على ذلك ضعف سطوة الإيجيّين وانحسار سيطرتهم على سواحل البحر الأبيض المتوسّط في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، ما مكّن الفينيقيين من التوسّع بتجارتهم البحرية، فوصلت سفنهم ومستعمراتهم إلى مختلف ضفاف المتوسط. ولكن توسّعهم جنوباً أوقفه وجود المصريين.

صراعات خارجية مختلفة:

لمّا ظهرت حضارة الإغريق واشتدَّ عودها، نقل الفينيقيون مناطق تجارتهم إلى الجزء الغربي من المتوسط، فاستقرّوا في مالطة وتونس وصقلية، ثم انطلقوا إلى جزيرة سردينيا، واسبانيا، وبنوا فيه بعض المستعمرات. ولم تكن قرطاج هي أولى المستعمرات الفينيقية في شمال إفريقيا، بل سبقتها يوتيقا وبنزرت، ولكن قرطاج بُنيت في القرن التاسع قبل الميلاد لتشكّل حلقة وصلٍ بين مدينة صور والمدن الأخرى في شمال إفريقيا، وبعد سقوط صور، أصبحت قرطاج عاصمة الفينيقيين.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش🔭

يتم التشغيل بواسطة Blogger.