عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث الهو. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/03/2022 03:10:00 م

مراجعة بسيطة لمسلسل " الزير سالم "
مراجعة بسيطة لمسلسل " الزير سالم "
تصميم الصورة وفاء مؤذن
 في هذه الظروف القاسية التي تمرُّ بها البلاد العربية ،تجول أسئلةٌ كثيرة  في خاطرنا .. و أهمها : 

" ما الذي أوصل البلاد العربيّة لما هي عليه اليوم ؟! " 

ليأتي| المسلسل| العظيم " الزير سالم " في بداية الألفية الثانية ، يجسد لنا .. ثغرات و حقائق واقعنا ..

بشخصياتٍ عدّة ، أتقنها الممثلون ، على اختلاف مستوياتهم البطولية . 

جعلونا نصل لأجوبة واقعية ، بدل جوابٍ واحد : 

• الذي أوصلنا لهنا ..في هذه الحياة ، مصطلح اسمه| الهوية| ..

نحاول دائماً تطبيق الهوية الغربية ، بعقولٍ عربية ..

و هذا ما فعله " وائل الملقب بكُليب " ..

و عندما تلقى عدم الاستجابة من قومه ، بدل استيعابهم ، و استيعاب امتعاضهم على النظام الجديد .. تكبّر و تجبّر و ظلم .. نسي زوجته و أخوته و أبناء عمه ..

حتى دفن بقبره بيده ..

• قاتله ، ابن عمه " جساس " ، قتله و هو مستديرٌ لظهره ، و ذلك دليل على أنَّ الحاكم العربي ، لا يقتل .. سوى من قريبه الحاكم العربي الآخر .. بطعنةٍ في الغدر .. و بطعنةٍ في الغدر و الخيانة ..

• الذي أوصلنا لهنا ، أننا نقوم بوصية الميت ، و لو كانت بؤرة الشر ، كما فعل " كُليب " عندما كتب بدمائه على الصخرة .. (( سالم .. لا تصالح ))


• الذي أوصلنا لهنا ، ممنوع شخص يخصنا ، أن يحزن عليه غيرنا ، مع العلم أنَّ هنالك العديد من الناس التي تحبه ، و لربما أكثر منا .. 

لكن أنانيتنا و " الهو " المشبع بالتملك ، يجعلنا لا نحترم مشاعر الآخرين ، بل و نكذبهم .. و هذا ما سيولّد الحقد أيضاً  ..


• نحن لم نصل لهنا بسبب امرأة " البسوس " ، أجل ..

|المرأة| لها تأثير قوي و مباشر و واضح على الرجل ، لكنَّ الحقيقة تكمن في أحقادنا ، و طاقاتنا التي لا لنسخرها إلا لخدمة تلك الأحقاد...

• نتوّحد فقط في حال نشوب| حرب |، كي نتبارز من سيشعل نار الفتنة أكثر من الآخر .. من سيسفك الدماء أكثر من الآخر ..

• الذي أوصلنا لهنا ، أننا لا ننسى ، تكون أمامنا ألف طريقة قبل الوقوع بمصيبة الحرب و فتنتها ، و هذه الألف ، و لربما المليون ، تخبرنا باستمرار :

" توقفوا ، لا تكملوا ، لا تقعوا ، هنالك أبرياء لا ذنب لها .. " 

و لكننا نضع يدنا على عيننا لنعمي بصرنا ، و نضع الأخرى على أذننا لنصمَّ عن السمع ..

• نستمع لصوت الحقد القابع بداخلنا مهما كان حجمه ، و لو بلغ ذرة ، فعلى الرغم من صغره .. نرضخ له .. و نحرق بقايا المحبة و السلام لأجله ..

" الطفلة يمامة بنت كُليب " 

• الذي أوصلنا لهنا ، أننا لا نعرف أن نميّز ، فحقنا مع شخص واحد بعينه ..

لا بقبيلته  ، لا بأهله ، لا بدينه ، لا بطائفته ، لا بالنساء ، لا بالأطفال ، لا بالشباب ..  لا بالبلاد ..

أي أننا نجعل المسألة الفردية و الشخصية .. مسألة جماعية ..

(( مع العلم فكرة الثأر مكروهة ، فتخيلوا معي .. كوكب الأرض دون صراخٍ يدوي الأفئدة و ينشر الدماء .. ))

• الذي أوصلنا لهنا ، أنَّ الذي قاد حرب الثأر ، هو زيرٌ للنساء ، سكّير ، لا يوجد لديه رجاحة عقل و لا صلابة الصبر .. صحيحٌ أنَّ لديه بعض الحكم و لديه الشجاعة و الفروسية كما يُقال .. و لكن هذا لا يجعله مخولاً لقيادة أمةٍ ..

و بعد مدة زمنيّة طويلة ، حُقنت الدماء و أخيراً .. 

ليأتي الملك الجديد ، ابن كُليب ، و يخبرنا أنه حتّى في حالة السلم .. هنالك حرب ..

و يظهر ذلك عندما سأله سالم ، عن روابط القرابة :

- أهي قوية ؟!

- قوية ..

- هل ستقوم بحمايتك ..

- أجل بالتأكيد ..

- فلماذا إذاً لم يعتمدوا عليها لكي يثقوا بكم .. و يتركوا الخيل عندكم ؟! 

سؤال واضحٌ وضوح الشمي عن معاهدات السلام السابقة و الحالية ..

و تتسع الدوائر مع كل فكرة ، و كل جملة ، و كل قصة ..

لتشمل أيضاً الجوانب الإنسانية ، |الحب| ، و الفراق ، و الصداقة ، و الأخوة ...



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 07:52:00 م

  كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثاني

كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثاني
  كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثاني

تكلمنا في مقال سابق حول كيف أبحر فرويد في النفس البشرية......

نظريات فرويد


ما هو اللاشعور عند فرويد؟

أطلق فرويد على ما يسمى العقل الباطن اسم اللاشعور، واعتبر اللاشعور  خلاصة الرغبات والخبرات المكبوتة في أعماق الإنسان منذ طفولته المبكرّة، تلك الخلاصة التي تترك أثرها في كل تفاصيل ومراحل حياة الفرد في المستقبل، كما رأى فرويد بأن تلك المشاعر المكبوتة لن تبقى مكبوتةً إلى الأبد، فهي ليست ميتة، بل حيةً ونشيطةً وتنتظر متربصةً اللحظة المناسبة لكي تنفجر،ولذلك فإنها كثيراً ما تظهر من خلال ردود الأفعال والهفوات الصغيرة والأحلام والأعراض المرضية. ولذلك يرى فرويد بأن السنوات المبكرة من حياة الفرد هي أهم مرحلة في حياته، لأن الخبرات التي يكتسبها خلالها ستبقى معه دائماً وستؤثر في مستقبل الفرد وبالتالي فهي تؤثر في المجتمع كلّه.


رؤية فرويد للشخصية البشرية:

رأى فرويد بأن الشخصية البشرية تتكون من ثلاثة مكونات أساسية هي: 

"الهو والأنا والأنا الأعلى"، فقد أطلق على الغرائز الحيوانية المجبولة مع النفس البشرية اسم "الهو" الذي لا زال بدائياً ولم يتعلّم أو يكتسب الخبرات الحياتية ولم يتعرّف على متطلبات الحضارة، فهو باختصار يجسّد النفس المشتهية، و يحتوي على جميع غرائزنا الحيوانية التي تحتاج إلى الإشباع دون أي اعتبارٍ للقواعد أو القيم والمعايير التي يفرضها المجتمع والأخلاق العامة، ويعمل "الهو" دائماً بحسب مبدأ اللذة والمتعة، ويستمد "الهو" طاقته من الاحتياجات الفيزيولوجية للإنسان مثل الطعام والجنس،. ويقبع "الهو" قي منطقة اللاشعور فيبقى بعيداً عن مجال التحكم الإرادي للإنسان.


ما معنى "|الأنا|" عند فرويد؟

أما مكوّن "الأنا" كما يراه فرويد فهو شخصية الإنسان الأكثر اعتدالاً واتزاناً، وهو يمكث في منطقةٍ ما بين "|الهو|" و"الأنا الأعلى"، فهو يقتبس من هذا وذاك ويتأثر بكليهما، ولكنه مرتبطٌ بقيم المجتمع ومفاهيمه ومبادئه، وكثيراً ما يلبّي "الأنا" بعض الغرائز التي يطلبها "الهو" ولكن بصورةٍ متحضّرةٍ يتقبّلها المجتمع ولا يرفضها "الأنا الأعلى".

ويعمل "الأنا" بحسب الواقع، فهو يمثّل الإدراك والوعي والتفكير والحكمة، كما أنّه يُشرف على كل ما هو إرادي لدى الفرد.


كذلك اعتبر فرويد بأن "الأنا" هو مركز الشعور، رغم أن الكثير من عملياته تتواجد في منطقة ما قبل الشعور، ولا تظهر للشعور إلّا إذا تتطلب الأمر ذلك، كذلك رأى فرويد بأن "الأنا" يسعى دائما لتحقيق التوازن بين رغبات "الهو" البدائية وغير المتحضرة وبين المعارضة التي يبديها كلٌّ من "الأنا الأعلى" والعالم الخارجي متمثلاً بالمجتمع، وعندما يفشل "الأنا"  في تحقيق ذلك التوازن فإنه سيضطرب و يصيبه القلق والإرباك، فيلجأ إلى البحث عن مجموعة من الحلول والحيل الدفاعية لتخفيف قلقه وهذا ما يوقعه كثيراً في المتاعب.


ما هي "الأنا الأعلى" بحسب فرويد؟

أمّا "الأنا الأعلى" تَبَعاً لرؤية فرويد فهو شخصية الإنسان النموذجية والمثالية والمتكاملة في تحفظّها وعقلانيتها، فهو يعمل بناءً على ما تلقاه من قيم المجتمع وأخلاقياته ومبادئه، وهو بعيدٌ كلَّ البعد عن الغرائز والشهوات والملذّات، وهو ما يمكن تسميته بالضمير، وهو عصارة الخبرات والمعارف والأخلاقيات التي تعلّمها الطفل من أسرته ومدرسته ومجتمعه. ولكن "الأنا الأعلى" مثاليٌ جداً وبعيدٌ عن الواقع، ويسعى للكمال الذي لا يمكن إدراكه أبداً، فهو على تعارضٍ دائمٍ مع "الهو" ، وهنا يأتي الدور الحاسم لل"أنا"، فإذا استطاع تحقيق التوازن بين الـ"هو" و"الأنا الأعلى" عاش الإنسان متوازناً، أما إذا تغلّب أحدهما على الآخر فسيفقد الإنسان توازنه وستصبح شخصيته مضطربة.


اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
يتم التشغيل بواسطة Blogger.