الطفولة .. مع الحب البريئ - الجزء الثاني - شهد بكر
الطفولة .. مع الحب البريئ تصميم الصورة وفاء المؤذن |
(( عدنا من جديد .. مع حكايةٍ طفولية ))
.. مرت السنوات , و احتفظنا بقلمين الرصاص , كنا نحافظ عليهما و نكتب بهما بكلِّ رقة , و حال كسر بوزة أحدهما .. نبكي .. و كأنَّ الذي كُسر .. شيء من قلبنا ..
كلما عبرت السنين , كلما قصر طول القلم .. و زادت قامتنا إشراقاً و يفاعةً مصطحبةً معها أعمارنا ..
و| افترقنا| .. انتقلتُ مع عائلتي من المنزل , و رحلتُ عن مدرستي .. و سار فؤادي مع المجتمع .. و حالات الهوى ..
أصبحت كبيرة .. لم أعد أكتب بالقلم الرصاص أبداً .. لا مجال للخطأ مع الحبر .. و لو حدث .. ستتشوّه منظر الصفحة ..
و لم أعد أعرف أو حتى أتذكر اسم ذلك الشاب ..
على أية حال .. اليوم هو| يومٌ شتوي| بامتياز ..
أصبتُ بوعكة برد .. و لربما هذا ما جعل ذاكرتي تعود خمسة عشر سنة للوراء ..
نظرتُ إلى ما حولي .. وجدتُ زوجي يستعد للخروج , أخبرته دون أي مقدمات :
هل سأبدو جميلة لو رأيتني بفستانٍ دائري ؟
ضحك و قال لي : يبدو أنَّ الحمى أثرت على دماغك ..
و بحركة سريعة , وضع حبة دواء في فمي , ثمَّ أكمل :
سأحضر ما يلزمنا للمنزل و أعود .. لن أتأخر لا تقلقي ..
أمسكتُ بيده , بأدمعٍ مرتجفة ضمن بؤبؤ عيني :
أنا لا أهلوس .. هل سأبدو جميلة ؟
وضع |قبلةً على رأسي| , و جلس بقربي يمسدُّ شعري , و قال :
لا أعلم بماذا تفكرين لكنني سأستمع إليك إن كان هذا سيريح روحك ..
- و ما شأن روحي ؟!
- عندما تمرض الروح .. يمرض الجسد ..
- أشعر أنّ |ذاكرتي| ستقتلني هذه المرة ..
وضع قبلة أخرى .. لكن هذه المرة صبّها في ثغري ..
- لا شيء سيقتلك طالما أنا هنا ..
أيقنتُ لحظتها .. أنَّ الشخص الأخير ..
هو| الهدية |الأخيرة من هذه الحياة ..
هو عبارة عن إنسان ..
إنسان يحمل كل أشخاص الماضي .. و أحلام الحاضر ..و أمنيات المستقبل ..
شهد بكر💗