" أفكر كثيراً لكنني لا أقول الكثير " |آن فرانك|
إنَّ جميع الناس ينظرون للشخصية الإنطوائية دائماً على أنها نقطة ضعف. حيث أن الإنطوائيون عادة يفضلون أن يبقوا بعيدين عن الأنظار، و أنهم يترددون باتخاذ قراراتهم، و يفضلون أن يبقوا بعيدين عن التواصل الاجتماعي لأنَّه يرهقهم كثيراً.
و لكننا جميعاً نعلم أنَّ لكل شيء في هذه الحياة نقاط قوة و ضعف، فهذه قاعدة من قواعد الحياة.
لذالك سوف نخص هذه المقالة للحديث عن نقاط القوة التي يمتلكها الأشخاص الإنطوائيون لكي نبعد عنهم نظرة الضعف و الأفكار السلبية عنهم.
نقاط قوة |الأشخاص الإنطوائين|:
التفكير العميق
يقضي الإنطوائين معظم وقتهم في الانعزال عن العالم، و لكن في هذا الوقت لن تجدهم يأكلون البيتزا و الدجاج و يشربون البيبسي!!
بل إنهم يستغلون هذا الوقت في تفكير بعمق حول حياتهم و تصرفاتهم و مواقفهم من الحياة و يحاولون إيجاد حلول للتعامل مع أخطائهم و شخصياتهم.
و إنَّ الجانب الرائع في تفكير الأشخاص الإنطوائين هو القدرة على التفكير العميق في الحياة و التطلع إلى أشياء جديدة يمكن أن تحدث في المستقبل. و إنَّ هذا هو الأمر الذي يميز الإنطوئين عن الأشخاص الاجتماعين.
و لكننا جميعنا نعلم أنَّ التفكير الزائد يسبب القلق بعض الشيء و اجترار الأفكار أيضاً، و لكن الإنطوائين يستخدمون تفكيرهم باعتدال و إنَّ هذا التفكير العميق عبارة عن فرصة للتخطيط إلى ابتكار حياة تناسبه و بناء استراتيجيات لتحقيق هذه الخطط المستقبيلة.
حيث يقوم عقل الأشخاص الإنطوائيون بالترتيب الأفكار و التخطيط خطوة بخطوة للحياة، لأنَّه يتخيل و يتصور نقاط الضعف و القوة التي يمتلكها بشكل جيد.
الإنتاجية في الإنعزال
كونك شخص اجتماعي فالتواجد بين مجموعة من الناس سوف يسعدك و ينشطك أيضاً، و لكن هذا الحال مختلفٌ تماماً عند الإنطوائين حيث أنَّ التواجد بين مجموعة من الناس يرهقهم كثيراً.
حيث يحتاج الشخص الانطوائي بعد أن يمضي وقتاً بين الناس إلى الكثير من الوقت و هو منعزلاً عن الآخرين لكي يستعيد طاقته.
و هنا نستنتج أنَّ العزلة هي الأمر الذي ينشطهم و يجعلهم أكثر إنتاجية.
حيث أنهم يلجئون في وقت عزلتهم إلى إنتاج و تحقيق إبداعات و نجاحات مبهرة، فمنهم من ينتج شيءٍ فنياً أو يقومون بتحرير كتاب.
فإن هذه الأمور الإبداعية بالطبع لا يمكن صنعها خلال الجلسات الاجتماعية و الحفلات و اللقاءات، بل تصنع من خلال الانفراد و العزلة.
الإبداع في تقديم الذات
نجد أنَّ الأشخاص الإنطوائيون أشخاصٌ بارعون في الأعمال الفنية. حيث أَّن سبب إبداعهم هذا يعود إلى أن الشخص الإنطوائي لا يفضل أن يكون مركزاً أساسي للاهتمام و لا يحب الثرثرة مع الناس كثيراً، لذالك نجده يعبر عما بداخله من خلال القيام بالأعمال الفنية.
الملاحظة
إنَّ الشخص الانطوائي لا يصرخ و يفتعل المشاكل مع الناس مثل الاجتماعي، بل تجده عند أي مشكلة تحدث واقفاً في الخلف يراقب و يسجل ما قيل و ما يجب أن يقال.
حيث قال الطاوي الإسطوري " |لاو تسو|": " من يعرف لا يتحدث، و من يتحدث لايعرف"
لذالك نجد أنَّ معظم الأشخاص الاجتماعين يتحدثون كثيراً و لكنهم لا يعلمون ماذا يجري حقاً، بل يتحدثون فقط لكي تسمع أصواتهم و يلفتوا الأنظار إليهم.
بينما الأشخاص الإنطوائيين يدركون جيداً متى يجب أن يتحدثوا و يعلمون ما يحدث حولهم جيداً لأنه يرونه بعين واضحة.
و هذا هو الأمر الذي يجعلهم موضع قوة لأنهم يعلمون ما لا يعلمه الآخرون.
العين الدقيقة
بالطبع هم لا ينظرون للأمور من شكلها الخارجي فقط كغيرهم من الناس. حيث إن عزلتهم تلك تساعدهم على تدريب أنفسهم على النظر إلى الأشياء بعمق و تركيز على جذب انتباههم إلى التفاصيل الصغيرة التي يتجاهلها الأشخاص الاجتماعيون.
إنَّ البعض قد ينظر إلى هذا الأمر على أنَّه أمر مزعج و غير مريح. فإنَّ جلوسك مع شخص يدقق على أبسط تفاصيل أمر مزعج جداً ،أليس كذالك؟
و لكن دعني أخبرك أن هذه الخاصية مهمة للغاية، حيث أن البشر لولا أن ركزوا على التفاصيل و الجزئيات الدقيقة و نظروا إلى الأمور من منظور مختلف لما وصلوا إلى العظمة.
التحرر و الاستقلالية
ما يعرف عن الأشخاص الإنطوائيين أنَّهم أشخاصٌ غير تبعيين، و هذا صحيح، فالأشخاص تبعيين لا يستطعون العيش بمفردهم دون الاعتماد على شخص ما، و لا يمكن أن يتخيلوا أن يقضوا نهاية الأسبوع بمفردهم.
إننا في هذا الوقت جميعنا قد أصبحنا إتكاليين، و لكن في الحقيقة أن تجد السعادة بمجرد بقائك لوحدك فهذا بحد ذاته هو مصدرٌ للقوة. فإن هذا الأمر سوف يجعلك تتخلص من حاجتك الملحة لبقاء الناس حولك و مرافقتهم.
قد تكون الصحبة أمر جيد و إضافة مميزة لحياتك، و لكن إذا شعرت أنك لست بحاجتها فإذا أنت لست مرغماً عليها.
القيادة
يمتلك الأشخاص الإنطوائيون مهارات مميزة من مهارات الشخصية القيادية كالشخص الدقيق و المستمع الجيد. فإنَّ الشخص الإنطوائي مستمع جيد لما يجوب في محيطه، و يراقب جميع مايحدث حوله بدقة، و يخطط و يبدع و يضع الاستراتيجيات لتحقيق أفضل النتائج، و هذا هو الأمر الذي يجعله قائداً بارعاً.
العلاقات العميقة
كما أخبرتكم سابقاً إن الشخص الانطوائي هو مستمع جيد، و هذا الأمر يعد من أهم الأمور لنجاح أي علاقة صحية.
فمن خلال استماعه و تركيزه على جميع الأمور تجده شخصاً عاطفي، و يتعاطف مع الآخرين يواسيهم وقت الحزن و يسعدهم بطريقة سهلة لأنه يدرك تماماً ما يمر به هذا الشخص، و بالإضافة إلى ذلك أن امتلاكه القدرة على التفكير العميق تساعده على تخيل معاناة الآخرين. لذالك، تجد أن علاقتهم العاطفية مع الآخرين متينة جداً، و يربطهم بهم ارتباطاً عميق و طويل المدى.
هذه هي نقاط القوة التي تميز الأشخاص الإنطوائيون عن غيرهم، و التي تمنحهم نظرة قوة و ثقة.
كونك شخص إنطوائي فهذا ليس ضعفاً فأنت شخصٌ مميزٌ حقاً.
💙 بقلمي إيمان الأغبر
