‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات جدتي. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 02:47:00 م

                    عِيدُ الأُمِّ وَسِرُّ مَائِدَةِ الكَعكِ

عِيدُ الأُمِّ. وَسِرُّ مَائِدَةِ الكَعكِ - تصميم الصورة : ندى الحمصي
عِيدُ الأُمِّ. وَسِرُّ مَائِدَةِ الكَعكِ - تصميم الصورة : ندى الحمصي

 عِيدُ الأُمِّ وسِرُّ مَائِدَةُ الكَعْكِ

غَدَاً هُوَ يَوْمُ عِيِدِ الأُمِّ ، سَمِعَتْ نَدَىٰ أمََّهَا وَهِيَ تَقُولُ لأبيِهَا بِأنَّها تَشْعرُ ببِعضِ التَّوعُكِ وَأنَّهَا تَخشَىٰ الأ  تَسْتَطِيعَ صُنْعَ كَعكَةَ الإحِتِفالِ بِالعِيدِ َفقَررَتْ هِيَ وَأخُوهَا مَاجِد أََنْْ يُفَاجِآ أُمَّهُمَا ، و أَنْ يَصنَعَا لَهَا كَعْكَةً ُمُمَيَّزةً، لَكِهُمَا لَمْ يَكُونا يَعرِفَانِ كَيْفَ يَتِمُّ صُنْعَهَا ، لِذَلِكَ قَرَّرا أَنْ يَسْتَعِينَا بِالجَدَّةِ ، فَهًيَ تُتْقِنُ صُنْعَهَا كَثِيِرَاً ، وَكَعكَتُهاَ لَذِيذَةٌ وَشَهَّيةٌ، وَلَكِنْ كَيْفَ سَيفَعَلانِ ذَلكَ دُونَ أَنْ تَعرِفَ مَامَا وَدُونَ أن تفْسُدَ المُفَاجَأةَ؟
اسْتَأْذَنَا وَالِدَبْهِمَا بِالذَّهَابِ لِعِنْدِ الجَدَّةِ وَالمَبيِتِ عِنْدِهَا، فَسَمَحَا لَهُمَا بِذَلِكَ، فَغَدَاً هُوَ يَوْمُ العطلةِ الأسبُوعِيِّةِ المدرسًّيةِ.

قَالتْ نَدىٰ ومَاجِد ، للجَدَّةِ: 

سَاعِدِيِنَا جَدَّتِي ُنرِيِدُ أَنْ نَصنَعَ لِمَامَا كَعكَة ُممَيَّزةً ، وَنُرِيدُ أَنْ نُبقِْي الأَمرَ سَرَّاً وَلِهَذَا أَتَيْنَا لِعِنْدِكِ .
سُرَّتْ الجَدَّةُ كَثِيرَاً وَأُعجِبَتْ بِالفِكْرَةِ. وَقَالتْ لَهُمَا: لَقَد كَبُرتُماَ صَغِيرَيَّ، وَصِرتُمَا تُفَكِرانِ كَالكِبَارِ. وَوَعَدَتْهُمَا بِالمُسَاعَدَةِ ، وَقَالَتْ بحَنَانٍ لَا تَقْلَقَا : سَنَصنَعُ الحَلْوَىٰ اللَّذِيِذَةَ مَعَاً، وَسَتفرَحُ مَامَا كَثيِرَاً ِبهَا .
وَلكِنَّ الجَدَّةَ كَانَتْ قَدْ أَعَدَّتْ َكعًكَةً شَهيَّةً،  

فقَالَتْ فِي سِرِّهَا : لَابَأْسَ سَيَكُونُ عِنْدَنَا كَعكَتَانِ  فَزِيَادَةُ الخَيْرِ خَيْرٌ ، وَصَنَعَتْ لَهُمَا َكعكٌةَ رَائِعةً  وَزَيَّنَتْهُا بِحَبَّاتِ التُوُتِ البَرِّيِ الطَّازَجِ، وَسَمَحَتْ لَهُمَا بمسَاعَدَتِهَا، وَكَانَتْ تَرقُبُهُمَا بَسروُرٍ ، وَهِيَ تَرَىٰ اسْتِمتَاعَهُمَا بِمشَارَكتِها فِي إعدَادِهَا

اسْتَغْرَبَتِ الأُمُّ ذَهَابَ وَلَدَيْهَا عِنْدَ الجَدَّةِ

وَكَانَتْ  تَتَمَنَّىٰ لَوْ بَقِيَا مَعَهَا لِمُسَاعَدَتِهَا فِي إِعدَادِ مَاِئدةِ  الإِحتِفَالِ، لاسِيَّماَ أنَّها مُتْعبَةً، لَكِنَّهُا قَالَتْ بِحَنانٍ مَا زَالَا صَغِيِِرَيَنْ، عِنْدَمَا يَكْبُرَانْ سَيَفْهَمَانِ أَنَّ الأُمَّ تُحِبُّ أَنْ يُشَارِكَهَا أَوْلَادَهَا الإِسْتِعْدَادَ لِلإِحتِفِالِ بِعِيدِهَا. وَبِرغْمِ مَرَضِهَا فَقَد جَهَّزَتْ كَعكَةً مَحشُوَّة بقِطَعِ الفَاكِهَةِ وغَلَّفَتُْهُا بِالشُّوُكُولَا الّلذِيِذَةِ ، وَقَرََرَتْ أَنْ تُفَاجَِئَ بِهِا الجَدَّةَ وَقَاَلَتْ : سََتسَعَدُ بِهِا ، وَسَيَفْرَحُ الأَوْلَادُ .
وَفِي اليَوْمِ التالي يَوْمُ عِيِدِ الأُمِّ  ، حَضَرَتِ الجَدَّةُ َوالأَوْلاَدُ،  وَأَحضَرُوُا مَعَهُمْ الهدية التي أعَدُّوهَا  
ابْتَسَمَتْ مَامَا وهِي تَضَعُ َالكَعكَةَ الَّتِي صَنَعَتْهُا عَلَىٰ المَائِدَةِ وَقَالَتْ للِْجَدَّةِ :
، هَذَه لأَجِلكِ مَامَا أَنْتِ أَجْمَلُ أمٍّ فِي الدُّنْيَا، عِيدٌ سَعِيدٌ  أَنْتِ اُّمُّ زَوْجِي وَجَدَّةُ أحفاَدِي وَأمُّي أَيَضَاً.

ابتسَمَتِ الجَدَّةُ وَقَالَتْ  :

وَأَنا أيْضَاً صَنَعتُ هَذِهِ الكَعكَةِ مِنْ أجْلِكِ حَبِيبَتِي .
وَماجِدُ وَنَدَىٰ قَد أعَدَّا هَذِهِ الكَعكَةِٰ الرَائِعةِ احتِفَالاً  ِبعيِدِكِ، فَهتََفا بفَرحٍ وَزهَّو : عِيدُكِ سَعيِدٌ مَامَا.
سُرَّت مَامَا كَثيِراً بِالمفَاجَأةِ الجَمِيِلةِ وَأدرَكَتْ لِمَاذَا قَرَّر وَلَدَاهاا المَبِيِتَ عِنّدَ الجَدَّةِ
جَاءَ بَابَا بَاكِرَاً وأحضَرَ مَعَهُ كَعكَةً كَبِيرَةً مُزَيَّنةً بِالكِرِيِمَا البَيْضَاءِ ومَحشُّوَةً ِبالمُكَسَّراتِ اللَّذيِذةِ وَقَالَ : هَذِهِ لأجْمَلِ الأمَّهاتِ أمِّي وزَوْجَتِي ، ثَمَّ نَظَرَ بِدهْشَةٍ إلىٰ الطَاوِلةِ، فَقَد امْتَلأتْ بِِقوالِبِ الحَلوَىٰ، وقَالَ لمَامَا وَهُوَ يَصْفِقُ بِكَفَّيهِ ضَاحِكاً  رأيتك مُتعَبَةً ، وَخِفتُ أنْ تبَقىٰ المَائِدةُ دُونَ كِعكة ، ضَحِكَ الجَمِيعُ وَهُمْ يَعِدُّوُنَ   وَاحِدة..اثْنَتَانُ....ثَلاثَةٌ ..أَربَعَةٌ
وَهتَفُوا عِيِدَاً سعيداً مَامَا  ، عِيداً سَعيِداً جَدَّتِي
...... َتَحيَا المَحَبَّةُ ....تَحيَا المَحَبَّةُ       

وَأنْتُم ْأحِبَّائِي الصِّغَارُ هَلْ أحَببَْتُمُ القِصَّةَ؟ 

 أَرَأيْتُمْ كَيفَ أنَّ المَحَبَّةَ تُشَعشِعُ الفَرَحَ فِي القَلُوبِ وَكَيفَ أَنَّ التَّعَاونَ يُبَدِّد ُكُلَّ الصِّعَابِ.
جَدَّتُكُمُ المُحِبَّةُ هُدَىٰ تُخَبِّئُ لَكُمّ فِي جُعبَتِهِا الكَثِيرَ مِنَ الحَكَاياَ الحُلْوَةِ  انْتَظِروُنِي صِغَارِي. 

 دمتم برعاية الله أحبائي🤍

👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/31/2021 11:36:00 ص 1

أَبُو مَعْرُوف صانِع المَعروف 

أَبُو مَعْرُوف صانِع المَعروف
أَبُو مَعْرُوف صانِع المَعروف 
تصميم الصورة : ندى حمصي


أَبُوُ مَعرُوُفُ  رَجُلٌ بَسِيِطٌ طَيِّبُ القَلْبِ ، جَاوَزَ  العِقْدَ الرَّابِعَ بِقَليِل 

نَحِيلٌ طَويِلُ القَامَةِ يَضَعُ عَلىٰ رأسِهِ قُبَّعةً مِلوَّنةً، ثِيَابَهُ رَثَّةٌ قَدِيِمَةٌ ،لَكِنَّها دَائِمَاً نَظِيفَةً وَمُرتَّبةً تَعلُو َوَجْهَهُ ابْتِسَامَةٌ حَزِينةً لاَ تُفَارِقُهُ  . 

َيَتَجًَوَلُ فِي الحَيِّ أَغْلَبَ النَّهَارِ وَهُوَ يَجُرُّ عَرَبتَهُ البَسيِطةَ التّي يَبِِيعُ عَليْهَا السَّكاكِرَ وَالحَلْوَىٰ 

وَكَانَ إِذَا صَادَفَ طِفْلاً فِي الطَّرِيِقِ أَعطَاهُ الحَلْوَىٰ. َوَإِذَا صَادَفَ عَجُوزاًَ سَاعَدَهَا وَأَمسَك بِيَدِهَا لِيَحمِيهَا مِنَ التَعَثَّرَ وَأَعطَاهَا الحَلْوَىٰ ، وَإِذا رَأَىٰ امرَأَةً َتحمِلُ أغْرَاضَاً حَمَلَ أَغْرَاضَهَا ، ثُمّ أَعطَاهَا الحَلْوَىٰ . 

َ وَمًعَ ذَلِكَ كَانُوا جَمِيَعَاً لَايُقِيِمُونَ لَهُ وَزْنَاً ، وَلَا َيَشْعُروُنَ بِأَنَّ لَهُ أَهَمِيَّةً  . 


مَرِضَ أَبوُ مَعرُوُف مَرَضَاً شَدِيِدَاً . 

فََلزِمَ الفِرَاشَ أُسْبُوعَاً  كَامِلَاً ،  وَلَمْ يَعُد يَخْرُجُ ِإلَىٰ الحَيِّ . 

لَقَد عَاشَ المِسْكِينُ وَحِيِدَاً لَا يَزُورُهُ أَحَدٌ ، وَحَتَّىٰ َلَمَّا مَرِضَ َبقِيَ وَحِيِدَاً . 

وَلَكِنْ بِغِيَابِهِ اكْتَشَفَ النَّاسُ أَنَّهُ مُهِمٌّ فِي حَيَاتِهِمْ  . َذَلِكَ الرَّجُلُ الطَيِّبُ لَمْ يَعُدْ صَوْتُهُ يَشْدُو فِي الحَيِّ وَهُوَ يُنَادِي لِبيعِ الحَلوَىٰ  َوَلَمْ يَعْدْ يُوَزِّعُ السَّكَاكِرَ. 


كُلُّ َأهْلِ الحَيِّ افْتَقَدُوُهُ

وَأَدَرَكُوُا أَنَّهُ كَانَ يُسْعِدُهُمْ وَيُؤْنِسُهُمْ بِصَوْتِهِ الَّذِي كَانَ يَشْدُو وَيُنَادِي وَهُوَ  يَجُرُّ عَربَتَهُ الصَّغِيرةَ البَسيِطَةَ الَّتِي كَانَ يَتَجَوَّلِ بِهَا طِيلَةَ النَّهارِ وَيَبْعَثُ الفَرَحَ فِي نُفُوسِ المَارَّةِ 

و اكْتَشَفُوا بِأَنَّ قِنْدِيِلَهُ القَدِيِمَ الصَدِئ، قَد أَضَاءَ لَهُمْ العَتْمَةَ وَوَقَاهُمُ العثَرَاتِ فِي الظَّلَامِ حِيِنَ حَدَثَ عُطْلٌ فِي كَهْرُبَاءِ الحَيِّ . 

َتَذَكَّرُوا يَوْمَ هَدَمَ السَّيْلُ جِدَارَ أَحَدِ المَبَانِي ، كَيْفَ كَانَ يَحْمِلُ الأَحجَارَ الثَّقِيِلَةِ ، وَيَرفَعُهَا لِيفَتْحَ الطَّرِيقَ أَمَامَ الطُّلاَّبِ وَالنَّاسِ . 

وكَيْفَ كان يُسَاعِدُ المَارَّةَ فِي العُبُورِ حِِيِنَ فَاضَ النَّهرُ. 

تذَكَّرَتِ النَّسَاءُ كَيْفَ كَانَ يُسَاعِدُهُنَّ فِي حَملِ الأغرَاضِ  . 

وَكَيْفَ كَانَ كَالعُكَّازِ لِكِبَارِ السِّنِ  يَسْتَنِدُوُنَ إِلَيْهِ . 

وَالَأطْفَالُ افْتَقَدُوا قِطَعَ الحَلْوَىٰ وَالسَّكَاكِرَ 

لَيْسَ أََهْلُ الحَيِّ وحدَهُمّ مَنِ افتَقدَهُ بَلِ الطُّيُورُ أيضَاً افتقَدَتْ حبَّاتِ القُنْبُزِ  . 

وَكَذَلِكَ القِطَطُ افتَقَدتْهُ  ، ولَمْ تَعُد تَجِدُ الطَّعَامَ َو المَاءَ . 


َهَذَا الرَّجُلُ البَسيِطُ كَانَ يَمْلِكُ قَلْبَاً كَبِيِرَاً ، وَيَتَمَيَّزُ بِأخْلَاقٍ كَريِمَةٍ 

كانُوُا يَستَغْرِبُونَ بَعضَ تَصُرُّفَاتِهِ ، لا سِيَّمَا حِيِنَ كَانَ يَلْتَقِطُ بَقَايَا الخُِبْزِ  اليَابِسِ الَّذِي يَجِدُهُ  في زَوَايَا الطُّرُقَاتِ وَالحَداَئِقِ ، وَلَمْ يكُونُوا يَعلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ يطحَنَهُ وَيَجْعَلَهُ ُفتَاتَاً لِيُطعِمَ الطُّيُورَ . 

اجْتَمَعَ كِبَارُ أَهْلِ الحَيِّ ،

 وَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِهِ ، لَقَد شَعَرُوا بتِقْصِيرِهِمْ نَحوَهُ وَبِأَنَّهُمْ ظَلمُوهُ ،فَهُمْ لَمْ يَسْألُوهُ يَوْمَاً عَنْ ظُرُوفِ حَيَاتِهِ ، وَلَمْ يَعرِفُوا لِمَاذَا َيَعِيشُ وَحِيدَاً دُونَ عَائلَِةٍ ، وَهُوَ لَمْ يَشكُو لَهُمْ همَّاً وَلا أَبْدَىٰ ضِيقَاً  منِْ سَخْرِيَّتِهِمْ ، وَلاَ عَاتَبَهُمْ ، وَلا تَذَمَّرَ مِنْ التِقَاطِ أَشْيَاءَ تُعِيقُ دُرُوبَهُمْ فِي الطَّرِيقِ . قَد أَتَاهُمْ وَافِدَاً وَحِيدَاً مُنذُ ثَلاثَةِ أَعوَامٍ 

، وَقَبَعَ فِي غِرفَةٍ مُنزَوِيَةٍ رطبة تَحتَ دَرجِ أَحَدِ المَبَانِي .  

لَمْ ُيقَدِّمِوا لَهُ يَومَاً طَعَامَاً ولا شَرَابَاً، وَلَمْ يَسْألُوهُ َكَيفَ يَتَدَبَّرُ أُمُورَهُ بمفْرَدِهِ  ،

 المِسْكِينُ لَابُدَّ أنَّ وَرَاءَ وُ جُودَهُ وَحِيدَاً قِصَّةٌ حَزِيِنَةٌ. 

 اتْفَقُوُا عَلَىٰ زِيَارَتِهُ وَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلُ زِِيَارَةٍ مِنّ أَهْلِ الحَيِّ لبِيَْتِ أَبُي مَعرُوُف وَقَرَّرُوا أَنْ يُكَرِّمُوهُ أَيْضَاً حَمَلُوا بَاقَةَ وَردٍ كَبِيِرَةٍ وَكِيسَاً مِنَ الفَاكِهَةِ وَعُلْبَةَ حَلوَىٰ وَأَرفَقُوهَا بِرِسَالَةٍ جَمِيلَةٍ :

 كُلُّنَا نُحِبُّكَ يَا أَبُوُ َمعرُوُفْ افتَقَدنَاكَ كَثِيِرَاً وَاشتَقْنَا إليَكَ لَنْ تَكُونَ وَحِيِدَاً بَعدَ اليَوْمِ نَحنُ أَهْلُكَ وَعَائِلَتُكَ ، وَقَد جِئْنَا  لنُِعلِمَكَ ِبأنَّنَا قَد قَرَّرنَا أَنْ نُهدِيكَ دُكَّانَاً صَغيِرَاً لِتَرتَاحَ مِنَ التَّجَوُّلِ وَجَرِّ العَربَةِ وَأنْتَ تَبيِعُ الحَلوَىٰ وَقَد أَطْلقْنَا عَلَيهِ اسْمَ دُكَّانِ أََبُو مَعرُوُفْ تَقْدِيرَاً لِجُهُودِكَ وَاعتِرَافَاً  بِفَضْلِكَ

بَكَىٰ أَبُوُ مَعرُوفُ وَهُوَ َََيَقْرأَُ الرِّسَالَةَ

 وَبَدَا عَلَيْهِ التَّأَثُرُ كَثِيرَاً فَقَالَ  َقد أَخَذَتِ الحَربُ عَائِلَتِي ، لَكِنَّ اللّٰهَ  أَعَادَهَا إِلَيَّ اليَوْمَ  أَكَبرَ  َوَأحْلَىٰ .لَقَد أَعَادَهَا إليَّ حَيَّاً بِأكملِهِ


هَلْ أَعَجَبتْكُمُ| القِصَّةَ |أَحبَابِي الصِّغَار  ،

 وَهَلْ أَعجَبَكُمْ تَكْرِيِمَ أَهْلِ الحَيِّ لأَبُي معرُوُف ؟؟؟

 وهَلْ أَدْرَكْتُمْ مِنْ قِصَّةِ أبُو مَعٓرُوُفْ كَيْفَ أَنَّهُ لَايَضِيعُ صَاحِبُ المَعرُوفْ  😉.


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من قصّة اليوم في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻كانت معكم| جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/27/2021 12:05:00 م 1

                    دِيِمَة واللِّصُ الْمَجْهُولُ

دِيِمَة واللِّصُ الْمَجْهُولُ
دِيِمَة واللِّصُ الْمَجْهُولُ

عَادَتْ دِيِمَة ِإلَىٰ البَيْتِ مُنْهَكَةً لَكِنَّهَا كَانَتْ سَِعيِدَةً فَالرِّحلَةُ كَانَتْ مُمْتِعَةً

كَانَتْ  مُعَلِّمَاتُ الصُّفُوفِ لَطِيِفَاتٌ رَائِعَاتٌ وَالرَّفِيقَِاتُ مَرِحَاتٌ، كُلُّ الرِّحلَةِ كَانَتْ جَمِيَِلةً وَلَكِن.ْ.. 

الجَوُّ جَمِيِلٌ وَالطَقْسُ رَبِيِعِيٌّ لَطِيِفٌ وَالطَّبِيِعَةُ سَاحِرَةٌ وَشَذَا الأَزْهَارِ ُينْعِشُ القَلْبَ

سَكَتَتْ قَلِيِِلَا ثُمَّ تَابَعَتْ وَهِيَ تُحَدِّثُ أُمَّهَا:

حَدَثَ أَمرٌ مُؤْسِفٌ مَامَا لَقَدْ ضَاعَتْ سَاعَةُ أَلْمَا الذَّهَبِيَّةُ الثَّمِيِنَةُ
لَا بُدَّ أَنَّهَا وَقَعَتْ مِنْهَا أَثْنَاءَ اللَّعِبِ

قَالَتْ مَامَا بِاهْتِمَامٍ: وَمَاذَا حَدَثَ؟ هَلْ وَجَدتُمْ السَّاعَةَ؟؟

 رَدَّتْ دِيِمَة بِحُزْنٍ : لَا لَمْ نَجِدهَا

كُلُّنَا بَحَثْنَا عَنْهَا حَتَّىٰ أَنَّ المُعَلِّمَةَ قَالَتْ بَِأنَّهَا سَتُكَافِئُ مَنْ يَجِدهَا بِهَدِيَّةٍ لِأَنَّهَا حَزِنَتْ كَثِيِرَاً مِنْ أَجْلِ ألْمَا
اسْتَحَمَّتْ دِيِمَة وَبَدَّلَتْ ثِيَابَهَا وَوَضَعَتْ ثِيَابَ الرِّحلَةَ فِي الغَسَّالَةِ  ثُمَّ دَخَلَتْ غُرفَتَهَا لِتَرتَاحَ
سَمِعَتِ الأُمُّ صَوْتَاً غَرِيِبَاً يَتَرَافَقُ مَعَ دَوَرَانِ الثِّيَابِ فِي الغَسَّالَةِ
أَوْقَفَتْهَا وَفَتَحَتْهَا بِسُرعَةٍ وَأَخْرَجَتْ الثِّيَابَ فَسَقَطَ مِنْهَا شَيْئٌ وَارتَطَمَ بِالأَرضِ وَلَمَّا اقْتَرَبَتْ مِنْهَا 

هَلْ تَعرِفِوُنَ مَاذَا وَجَدَتْ!!! 

وَجَدَتْ سَاعَةً ذَهَبِيَّةً عَلَىٰ الأَرْضِ
دَخَلَتْ الأُمُّ غُرفَةَ ابْنَتِهَا مُسْرِعَةً وَهِيَ تُخْفِي شَيْئاً  خَلْفَ ظَهْرِهَا

قَالَتْ دِيِمَة لَا أُرِيِدُ أَنْ أَتَعَشَّىٰ مَامَا ، ضَحِكَتِ الأُمُّ وَقَالَتْ مُبْتَسِمَةً:

  لَمْ آتِ مِنْ أَجْلِ العَشَاءِ  ، إِنَّمَا أَتَيْتُ لأَمْرٍ آخَرَ ، وَقَالَتْ ضَاحِكَةً : يَبْدُو أَنَّ هَدِيَّةَ المُعَلِّمَةِ سَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِكِ يَا دِيِمَة ثُمَّ أَخْرَجَتِ السَّاعَةَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهَا
فَتَحَتْ دِيِمَة فَمَهَا بِاسْتِغْرَابٍ .. وَحَمْلَقَتْ بِدَهْشَةٍ وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَىٰ السَّاعَةِ الَّتِي تَتَدَلَّى مِنْ يَدِ أُمِّهَا. تَمْتَمَتْ بَصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ هِيَ أَجَلْ أَجَلْ مَامَا أَلْمَا سَاعَةُ... أَقْصِدُ إِنَّهَا سَاعَةُ أَلْمَا  !!!! وَلَكِنْ كَيْفَ حدث هذا َ؟.. ثُمَّ قَفَزَتْ وَخَطَفَتِ السَّاعَةَ مِنْ يَدِ أُمِّهَا وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا بِذُهُولٍ!!
قَالَتْ أُمِّهَا كَانَتْ مَعَ ثِيَابِكِ فِي الَغسَّاَلةِ

فَكَيْفَ وَصَلَتْ إِلَىٰ هُنَاكَ؟!!!

تَرَبَعَتْ دِيِِمَة فِي السَّرِيِرِ تُفَكِّرُ وَهِيَ تَمسَحُ جَِببِنَهَا فِعلَاً الأًمرُ غَرِيِبٌ  وَفَجْأَةً ضَرَبَتْ عَلَىٰ جَبِيِنِهَا وَقَالَتْ: أَجَلْ أَجَلْ مُؤَكَّدٌ هَذَا مَا حَدَثَ وَرَكَضَتْ تَجْرِي  َوهِيَ ُتنَادِي  مَامَا. .... مَامَا لَقَدعَرَفْتُ كَيْفَ وَصَلَتِ السَّاعَةُ إِلَىٰ.......؟ مُؤَكَّدٌ أَنَّ سِتْرَتِي الصُّوُفِيًّةَ هِيَ السَّبَبُ لَقَد كُنَّا َنلْعَبُ بِالكُرَةِ أَنَا وَأََلْمَا كَانَتْ تَرفَعُهَا ِإلَىٰ الأَعْلِىٰ وَأنَا أُحَاوِلُ أَخْذَهَا مِنْهَا  مُؤَكَّدٌ عَلِقَتْ سَاعَتُهَا بِكُمِّ سِتْرَتِي تَذْكُرِينَ حِيِنَ كُنْتِ تُسَمِّينَِهَا السَّترةَ الِّصُُوفَِّيَِّةَاللِّصَةَ لِأَنَّ الأْشْيَاءَ كَانَتْ َتَعلَقُ  بِطَرفِ كُمِّهَا

اّتَّصَلَتْ دِيِمَة بِصَدِيِقَتَِها وَأَخْبَرَتْهَا بِالقِصَّةِ ثُمَّ  قَاَلتْ مِسْكِينٌَة َيا أَلْمَا لَقَدْ عَِلقْتِ بِفَخِّ سِتْرَتِي اللِّصَةِوَاسْتَغْرَقَتْ الإِثْنَتَانِ بِالضَّحِكِ

هَلْ أَعجَبَتْكُمُ القِصَّةَ أَحْبَابِي الصِّغَار؟
هَلْ تَوَقَعتُمْ أَنَّ اللِّصَّ هُوَ سِتْرَِةٌ صُوُفِيٍَّةٌ؟

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍

👵🏻كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/16/2021 04:50:00 م 1

 الجَدَّةُ وَدُبُّ البَانْدَا

فَتَحَتْ سَلْمَىٰ بَابَ البَيْتِ بِالمُفْتاَحِ وَدَخَلَتْ  ُمُسْرِعَةً ِإلَىٰ غُرفَةِ الجُلُوسِ

تَقَدَّمَتْهَا  صَغِيرَتُهَا لِينَا ذَاتُ السِّتِ سَنَوَاتِ الَّتِي انْدَفَعَتْ ِإَلىٰ حَيْثُ تَجْلِسُ الجَدَّةُ وَارتَمَتْ فِي حُضْنِهَا وَهِيَ تَبْكِي

جَلَسَتْ سَلْمَىٰ عَلَىٰ الكَنَبةِ المُقَابِلَةِ وَأَسْنَدَتْ رَأْسَهَا ِإلَىٰ الوَرَاءِ وَقَدْ بَدَتْ  مُنْزَعِجَةً غَاضِبَةً

رَفَعَتْ الجَدَّةُ حَاجِبَيْهَا بِدَهْشَةٍ وَهِيَ تَضُّمُ حَفِيِدَتَهَا ثُمَّ نَظَرَتْ ِإلَىٰ كِنَّتِهَا مُتَسَائِلَةً عَنْ َتفْسِيرٍ لِمَا يَجْرِِي َوعَنْ سَبَبِ بُكَائِهَا


تََنهَّدتْ سَلْمَىٰ وَقَالَتْ لِلْجَدَّةِ : اسأَلِي حَفِيدََتكِ مَامَا ؟ 

لَقَدْ أَزْعَجَتْنِي بِتَصَرُّفَاتِهَا وَسَبَّبَتْ لِيَ الِإحرَاجَ  ، لَنْ أَصطَحِبَهَا مَعِي إِلَىٰ السُّوقِ بَعدَ اليَوْمِ  وَازْدَادَ بَكَاءُ لِينَا  

تَابَعَتِ الأُمُّ قَوْلَهَا : اشْتَرَيْتُ لَهَا دَفْتَرَ أَلْوَانٍ وَدُمْيَةً وَعُلْبَةَ حَلْوَىٰ وَمَجْمُوعَةً قَصَصِيَّةً

لَكِنَّهَا لَاتُرِيِدُ التَّوَقُفَ عَنِ الشِّرَاءِ وَكُلَّمَا مَرَرنَا أَمَامَ بَائِعٍ تَتَوَقَّفُ وَتِلِحُّ لِتَشْتَرِي شَيْئَاً مِنْ عِنْدِه ِ


  ضَحِكَتِ الجَدَّةُ وَهِيَ تَمْسَحُ دُمُوعَ حَفِيِدَتِهَا بِحَنَانٍ 

قَالَتْ سَلْمَىٰ :  تَضْحَكِيِنَ أُمِّي؟

 تَضْحَكِيِنْ؟

 هَلْ أَعْجَبَكِ تَصَرُّفُهَا؟   


قَالَتِ الجَدَّةُ  : إِنَّمَا أَضْحَكُ لِأَمْرٍ آخَرٍ 

بِالطَّبْعِ ليِنَا مُخْطِئَةٌ وَسَوْفَ تَعتَذِرُ مِنْكِ وَلَنْ َتعُودَ لِمِثْلِ هَذَا التَّصَرُّفِ ، لِأَنَّهَا فَتَاةٌ ذَكِيَّةٌ وَلَطِيفَةٌ 

لَكِنِّي تَذَكَّرتُ مَوْقِفَاً مَشَابِهَاً حَصَلَ مَعِي مُنْذُ أَكْثَرَ  مِنْ ثَلاثِيِنْ عَامَاً وِاتَّجَهَتْ بِبَصَرِهَا إِلَىٰ لِينَا وَقَالَتْ وَالضَّحِكُ يُغَالِبُهَا  :


كَانَ أَبُوكِ  آنَذَاكَ صَغِيِراً لَمْ يَتَجَاوَزْ عُمْرُهُ الخَمْسَ سَنَوَاتٍ  

اصَطَحَبْتُهُ مَعِي إِلَىٰ سُوقِ الأَلْعَابِ لِشِرَاءِ هَدِيَّةٍ لِطِفْلٍ قَريِِبٍ لَنَا دُعِينَا إِلَىٰ حَفلِ مِيِلاَدِهِ وَكَانَ عَلَيَّ أَنْ أَعُودَ بِسُرعَةٍ ِإلَىٰ البَيْت كَيْ يُوصَِلنَا جَدًّك إِلَىٰ الحَفْلِ

دُهِشَ أَبُوكِ لِكَثْرَةِ الأَلْعَابِ وَالدُّمَىٰ المَوجُوُدَةِ فِي هَذَا السُّوُقِ وَاسْتَهْوَاهُ دُبُّ قِمَاشِيٌّ كَبِيِرٌ، وَبَدَأَ بِالإِلْحَاحِ، ثُمَّ بالبكاء لِيُرغِمَنِي عَلَىٰ شَرَائِهِ

كَانَ كُلُّ تَفْكِيرِي وَقْتَهَا مَحْصُوُرَاً باِنْتِقَاءِ هَدِيَّةٍ ُمُنَاسِبَةٍ  وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقْتِ لِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ 

لِذاَ لَمْ أُعِر إِلْحَاحَهُ اِهْتِمَامَاً كَبِيِراًَ 

لَكِنِّي وَعَدتُهُ بِشِرَاءِ مَا يُرِيِدُ فِي المَرَّةِ القَادِمَةِ 


فَجْأَةً  تَوَقَّفَ أَبُوكِ عَنِ البُكَاءِ وَعَنِ الِإلْحَاحِ

الحَمْدُ لِلَّهِ لَقَد كَانَ بُكَاؤُهُ يُشْعِرُنِي بِالتَّوَتُّرِ، يَبْدُو أَنَّهُ اقْتَنَعَ أَخِيرَاً

حَمَلْتُ عَلْبَةَ الهَدِيَّةِ بِيَدٍ وَكَانَت سَيَّارَةَ إطفَاءٍ وَأَمسَكْتُ يَدَهُ ُ بِاليَدِ الأُخْرَىٰ لَكِنَّهُ كَانَ يَمْشِي بِصُعُوبَةٍ مُتَثَاقِلَ الخُطُوَاتِ

لاَ بَأسَ لازَالَ غَاضِبَاً لِأَنِّي لَمْ أُلَبِّي طَلَبَهُ 

هَكَذَا فَسَّرتُ الَأمرَ وَقْتَهَا،  سَحَبْتُهُ مِنْ يَدِهِ وَأَسْرَعتُ الخُطَىٰ  


فَجْأَةً سَمِعتُ صِيَاحَاً مِنْ وَرَائِي، لَمْ ألَتَفِتْ فَقَد كُنْتُ مُستَْعجِلَةً وَلاَ وَقْتَ لَدَيَّ لِلفُضُولِ

َ صَارَ الصَّوْتُ أَكْثَرَ قُربَاً مِنِّي ثُمَّ أَحسَسَتُ بِيَدٍ كَبِيرَةٍ ثَقِيِلَةٍ تَهْوِي عَلَىٰ كَتِفِي وَبِصَوْتِ رَجُلٍ أَجِشٍ يَقُولُ : تَوَقَّفِي يَا لِصَّة لَقَد أَمسَكْتُكِ 

كَانَ هُوَ صَاحِبُ الصََوْتِ الَّذِي كَانَ يَصِيِحُ قَبْلَ قَلِيِلٍ


الْتَفَتُّ إِلِىٰ الوَرَاءِ فَإِذَا بَرَجُلٍ  مُكْفَهِرِّ الوِجْهِ وَالشَرَرُ يَتَطَايَرُ مِنْ عَيْـنَيهِ 

غَلَىٰ الدَّمُ فِي عُرُوقِي لَا سَيّمَا أَنَّ الَّناسَ قَد بَدَؤُوُا يَتَجَمَّعُوُنَ حَوْلَنَا  وَقُلْتُ لِلرَجُلِ بِاسْتِغْرَابٍ  :

 تَقْصِدُنِي أَنَا يَاسَيِّدُ ؟ بِالتَْأكِيِدِ أَنَّكَ مُخْطِئٌ

قَالَ بِعَصَبِيَّةٍ لَا لَسْتُ مُخْطئِاً أًَنْتِ لِصَّةٌ

ُ قُلْتُ لَهُ كُفَّ عَنِ الصِّيَاحِ يَا هَذَا لَقَد أَفْزَعْتَ طِفْلِي

فَصَرَخَ  وَطِفْلُكِ أيْضَاً لِصُّ سَأسْتَدعِي لَكُمَا الشُّرطَةَ 


خَافَ أَبُوكِ مِنَ الرَّجُلِ فَاخْتَبَأ خَلْفَ ظَهّرِي ، 

وَإِذَا ِبي أَلْمَحُهُ يَجُرُّ دَبَّا قِمَاشِيَّاً ضَخْمَاً، كَانَ كَبِيِرَاً جِدَّاَ يَا للِهَوْلِ كَيْفَ لَمْ انْتَبِهْ لِلأَمرِ. 

أَدرَكْتُ الآنَ لِمَاذا كَانَ  يَسَيِرُ مُتَثَاقِلَ الخُطُوَاتِ 

إِنَّهُ أَكْبَرُ مِنْهُ حَجْمَاً

عَقَدَتِ الصَّدمَةُ لِسَانِي ، إذاً فَالرَّجُلُ مُحِقٌّ يَا لَلْعَارِ 


شَدَدْتُ الدُّمْيَةَ الضَّخْمَةَ مِنْ يَدِهِ ِلأُعطِيهَا ِللرَّجُلِ لَكِنَّهُ رَفَضَ وَقَالَ  : لَقَد أَتْلَفَهَا وَلَدُكِ ، أَلَاتَرَيْنَ كَيْفَ يَجُرُّهَا عَلَىٰ الأَرضِ؟

 أُرِيِدُ ثَمَنَهَا

هَزَزْتُ بِرَأسِي مُوَافِقَةً… لَمْ أَجْرُؤْ عَلَىٰ الِإعتِرَاضِ

 ثُمَّ قُلْتُ بِِصَوْتٍ خَافِتٍ مُتَلَعْثِمٍ وَكَمْ تُرِيِدُ ثَمَنَهَا؟ 

قَالَ بِفَظَاظَةٍ أَلْفَ لَيْرَةٍ .


 شَعَرتُ أَنِّي فِي وَرطَةٍ كَبِيَرَةٍ إِذْ لَمْ يَتَبَقَّ مَعِيَ المَالُ الكَافِي لِدَفْعِ ثَمَنِ هَذَا الدُّبِ 

لَيْتَنِي لَمْ أَشْتَرِ الهَدِيَّةَ بَعْد. 

رَفَعْتُ نَظَرِي بحِيِرَةٍ وَإِذَا بِي ألْمَحُ أَخِي يَمُرُّ مِنْ هُنَاكَ

كِدْتُ أَطِيرَ مِنْ فَرَحِي، اسْتَجْمَعُتُ مَابَقِيَ لَدَيَّ مِنْ شَجَاعَةٍ وَنَادَيْتُهُ بِأعْلَىْ صَوْتِي

الحَمْدُ لِلَّهِ لقََدْ أَرسَلَهُ الَّلٰهُ لِإِنْقَاذِي مِنْ وَرطَتِي

تَكَفَّلَ أَخِي بِالمَوْضُوُعِ وَعُدنَا ِإلَىٰ البَيْتِ وَمَعَنَا الدُّبَ الكبَِيرَ وَأَبُوكِ يَكَادُ يَطِيِرُ فَرَحَاً بِهِِ


اتَّجَهَتِ الجَدَّةُ بِبَصَرِهَا إِلَىٰ دُبِّ البَانْدَا الكَبِيِرِ الَّذِي يَتَرَبَّعُ فَوْقَ التَرَابِيزَةِ فِي زَاوِيَةِ الغَرفَةِ وأشَارَتْ ِإلَيْهِ

فَشَهَقَتْ لِينَا : هَذَا هُوَ الدَّبُ جَدَّتِي!! ؟

هَزَّتْ جَدَّتُهَا  رَاْسَهَا وَقَاَلتْ : نَعَمْ حَبِيِبَتِي نَعَمْ إِنَّهُ هُوَ بِعَْينِهِ

أَبُوكِ يُحِبُّهُ كَثِيِرَاَ وَيَرفُضُ الإِسْتِغْنَاءَ عَنْهُ

ضَحِكَتْ سَلْمَىٰ وَقَالَتْ : إِذَاً لِينَا لَمْ َتفْعَلْ شَيْئَاً بِالنِسْبَةِ لِمَا فَعَلَهُ وَالِدُهَا 

فَتَحَتْ ذِرَاعَيْهَا فَرَكَضَتْ لِينَا وَارتَمَتْ فِي حُضْنِهَا  وَهِيَ تَقُولُ أُحِبُّكِ مَامَا سَامِحِيِني


تٌنَهَدَتِ الجَدَّةُ  وَقَالَتْ فِي سِرِّهَا الحَمْدُ ِللَّهِ حُلَّتِ المُشْكِلَةُ وَانْتَهَتِ الأُمُورُ عَلَىٰ خَيْرٍ


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/16/2021 04:41:00 م 2

 زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ

زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ
 زِيَادُ الثَّرثَارْ صَارَ يَحفَظُ الأسْرَارْ 
تصميم الصورة : ندى حمصي 

جلسَ الأبُ إلىٰ مائدةِ الطعامِ والتَفَّتْ حَوَلهُ عائِلتُهُ كالمُعتَادِ

 ومَا أنْ فَرَغُوُا مِنْ طَعامِ الغَدَاءِ وبدأوا باحتِسَاء الشَّايِ، حتَّىٰ سَألتِ الأمُّ زوجَهَا عَنْ سبِبِ ضِيقهِ الَّذِي كَانَ بَاديَاً عَلىٰ وجِهِه أثْنَاء الطَّعامِ. 

قالَ الأبُ : إنَّنِي حَزينٌ لِأجلِ شَخصٍ أعرِفُهُ 

 فَقَد استَدعَاهُ مُعَلِّمُ صَفِّ وَلدِهِ وأخبَرَهُ بأنَّ ابنَهُ ثرثارٌ كثيرُ الكلامِ , وأنَّهُ يحدِّثُ رفاقَُه ويَحكِي لهُمْ عَنْ كُلِّ مَا يَجْرِي دَاخِلَ مْنزِلِهِ حتَّىٰ باتَ كُلُّ رفاقِ صفِّهِ يعرفُونَ أخبارَ أسْرَتِهِ ، 

وهُوَ مُسْتَاءٌ مِنهُ وَلايَعرِفُ كَيفَ سَيتَصَرَّفُ مَعَهُ  . 

وضَعَ زُهيرُ كُوبَ الشَّايِ مِنْ يَدِه 

وبلعَ ريقَهُ بِصُعُوبَةٍ، فَقَد لَفَتَ المَوضُوعُ انتِباهَهُ بِشِدَّةٍ ، لأَنَّهُ هُوَ أيْضَاً يَفعلُ ذِلكَ ،

 ثُمَّ تسَاءَلَ فِي نَفسِهِ وقَالَ: 

غَريبٌ ماَ يَحدثُ اليَومَ، لَقد حَدَّثنَا أسُتَاذُ التَربِيةِ والأخْلَاقِ عَنْ موضوع الأمانة ، 

وقَالَ بِأنَّ للبُيُوتِ أسْرَارُهَا ،

وَأنَّ  كُلَّ فَردٍ فِي الأسْرةِ مُؤتَمَنٌ عَليْهَا وَلايَجُوزُ أبَداً أنْ يَنْقُلَ مَا يَجْرِي دَاخِلَ بَيِتهِ لِأحَدٍ  ،

 وهَا هُوَ بَابَا الآنَ يَتَحَدَّث عَنْ نَفسِ المَوضُوعِ أترَاهُ يَكونُ مُعَلِّمُ صَفِّنا هُوَ المُعَلِّمُ الَّذي حَدَّثَ صَدِيقَ بَابَا عَنْ ولَدِهِ؟

شَعرَ بالقَلقِ وَتَمتَمَ أيَعقِلُ أَنْ أكُونَ أنَا المقْصُودُ بِكَلامِ وَالدِي ، لَكِنَّهُ مَا لَبِِثَ أنْ استَبْعَدَ الفِكْرَةَ. 

لالا... إنَهُ يَعرِفُ وَالِدَهُ جَيِّدَاً لَقَدْ قَالَ : بأنَّهُ وُلَدُ شَخْصٍ َيعْرِفُهُ 

 وَوَالدُهُ لا يكذِبُ أبداً وَلَوْ كَانَ هُوَ المَقصُودُ  لكَانَ وجَّهَ الكَلامَ إليْهِ، أْوْ لكَانَ رَمَقَهُ بِنَظْرَةِ عِتَابٍ عَلىْ الأَقَلِّ 

ثَّمَ تَابَعَ الأبُ كلامَهُ وقَالَ :

تخيَّلي يَا أمَّ زُهَيْر أنَّ هَذَا الوَلدُ قَد أخَبَرَ رفَاقَهُ عَنْ شِجارٍ عائِليٍّ وقَعَ بينَ أخَوَيْهِ ؟!!

 وعنْ مَبلَغٍ استداَنهُ أبوُهُ !!!

 وعَنْ ضُيُوفٍ جَاؤوُا لزِيَارَةِ أمِِّهِ !!!!

 وعَنْ مَرضٍ أصَابَ خَالَهُ !!!!

 وَعَنْ سفرِ عمَّتهِ!!!!


تنّهَّدَ زُهَيْرُ وقالَ بِصَوتٍ هامسٍ يا إلهِي إنَّ قِصَصُ بيتِهِ  تُشْبِهُ قِصَصَ بيتِنَا تماماً

شَهَقَتِ الاَّمُ وقَالَتْ :الثَّرثَارْ... كُلُّ هَذِهِ الأَخْبَارُ نَقَلَهَا لِرفَاقِهِ ثَمَّ قَالَتْ بامتِعاضٍ :

 مِسكِينٌ هَذَا الأبُ لَقَد تأَلْمتُ كثِيراً لأَجْلِهِ مَا أشَدَّ غباءَ ولدِهِ . 

هَلْ يكشِفُ الَعَاقِلُ أَسْرَارَ بيتِِه وخُصُوصِيَّاتِ عَائِلتِهِ أمَامَ الآخَرينَ هَا قَد وَضَعَ أَبَاهُ فِي موْقِفٍ مُحرِجٍ. 


شَعَرَ زُهَير بِالحَيْرَةِ مِنْ جَدِيدٍ وَأقْلَقَتْهُ هَذِهِ المُصَادَفَاتُ الَّتِي تَحدُثُ.

 فَعَادَ يَتَساءَلُ.. كَلامُ الأسْتاذِ فِي الدَّرسِ، وَحَدِيثُ والدِي فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ  وَكِلاهُمَا يَتَحَدَّثانِ عَنْ نَفْسِ المَوضُوعِ... 

لَِكنَّهُ فِي قَرارةِ نَفسِهِ بدَأ يَقْتَنِعُ بِالفِكْرَة وَأحَسَّ بالخَجَلِ مِنْ تَصَرُّفِهِ وَقَرَّرَ أنْ يُقْلِعَ عَنْ هَذِهِ العَادَةِ السَيِّئَةِ ، وهَزَّ رأسَهُ مُوَافِقَاً كَلامَ الأُسْتَاذِ وَكَلامَ  أمِّهِ وأَبِيهِ


وفِي اليَومِ التَّالِي سَألَ أسْتَاذُ التَّعبِيرِ تلَامِيذَهِ، مَنْ مِنْكُمْ يُحدِّثُنَا عَنْ قِصَّةٍ طَريِفَةٍ حَدَثَتْ مَعَهُ أوْ مَعَ أحَدِ أفْرَادِ أسْرتِهِ ؟ 

انْدَفعَ زُهيرُ ونسِيَ نفسَهُ فَرفَعَ يَدَهُ للِكَلامِ وقَالَ:  أنَا... أنَا..

 لَكِنَّهُ مَالبِثَ أنْ جَلسَ فِي مَكَانِهِ وعَدَلَ عَنِ الفِكْرةِ فَقَد تذَكَّرَ كَلامَ مُعَلِّمِ التَربِبَةِ وكَلامَ وَالدِيْهِ 

سَألهُ الأسْتَاذُ لِمَاذا جَلسْتَ مَكانَكَ يَا زُهَيْرُ هَلْ نسِيتَ القِصَّةَ؟ 

قَالَ زُهَيْرُ : لَا يَامُعَلِّمِي لمْ أنْسَهَا ولَكِنِّي تَذَكَّرتُ أنَّ أسرَارَ بيوتِنَا أمَانةٌ ، وَلا يَجِبُ أَنْ تُحكَى لِأحَدٍ . 

سُرَّ المُعلِّمُ بجوابِ زُهَيْرٍ، وطلبَ مِنْ الجَمِيعِ أَنْ يُصَفِّقُوا لَهُ


وفِي المَسَاءِ حدَّثَ زُهَيْرُ وَالِدٌاهُ بِمَا جَرَىٰ مَعَهُ فِي المَدرَسَةِ

تَنَهَّدَ والِدُهُ بِارتِياَحٍ وأوْمَأ بِعينَيْهِ إلىٰ زَوْجَتِهِ وهُوَ يَقُولُ : الحَمْدُ لِلّٰهِ أَنَّ وَلدَنا يُحَافِظُ عَلىٰ أَسْرَارِ عَائلَتِهِ وهو ليسَ كَولَدِ الشَّخصِ الثرثار الذِي حَدَّثْتُكِ عَنْه

 َثُمَّ عَانقَهُ والِدَاهُ وقَاَلا لَهُ إنَّنَا فَخُوُرَانِ بِكَ يَا زُهَيْرُ أَنْتَ وَلَدٌ ذَكِيٌّ وَلِبيِبٌ  وَتُحِبُّ أُسْرتَكَ   


مَا رَأيُكُمْ صِغَارِي الأعِزَّاءُ بتَصَرُّفِ والدِ زُهَيْر هَلْ أَعجَبَكُمْ؟ 

أرأَيتُمْ كَيْفَ تَصَرَّفَ بِحكْمَةٍ وَذَكَاءٍ وَلفَتَ نَظَرَ وَلِدِهِ  إلىٰ تَصُّرفِهِ الخَاطِئ 

 لَمْ ُيعَنِّفْهُ وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَلَمْ يَقُلْ لَهُ مُبَاشَرةً أنْتَ وَلَدٌ ثَرثَارٌ بَلْ نَبَّهُهُ ، وتَرَكَهُ يَكْتَشِفُ خَطَأهُ بِنَفْسِهِ ، 

هَذا مَانُسَمِّيِهِ بِالنَّصِيحَةُ غَيْرِ المَبَاشِرَةِ ، هَلْ لاحَظْتُمْ كَيفَ اسْتَفَادَ َزُهَيْرُ مِنْهَا وَتَرَاجَعَ عَنْ خَطَئِهِ . 



أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/06/2021 06:31:00 م

 الجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ 

الجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ
 الجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ 


كَانَ مُنِيرٌ يُحِبُّ عَمَلَ المَقَالِبِ كَثِيرَاً

 وَيَشُْعُرُ بِالسَّعَادَةِ كُلَّمَا عَمِلَ مَقْلَبَاً بِأحَدٍ مِنْ زُمَلاَئِهِ أَوْ جِيِرَانِهِ 

 وَتَمْلؤهُ الغِبْطَةُ  وَالسََُّروُرُ  فَيَضْحَكُ وَهُوَ يَصْفِقُ كَفَّاً بِكَفٍّ...  

 َتبَرَّمَ الجَمِيِعُ وَتَذَمَرُوُا مِنْهُ لِأَنَّهُ كَانَ  يُسَبِّبُ الضِّيِقَ وَالإِزْعَاجَ لَهُمْ وَاشْتَكُوهُ إِلِىٰ وَالِدِهِ وَمُعَلِمِيهِ

تَمَّ فَصلُهُ مِنَ المَدْرَسَةِ فَلَمْ يُقِْلعْ عَنْ عَادَتِهِ

 حَرَمَهُ أَبُوهُ المٌصرُوفَ وَعَاقَبَهُ فَلَمْ يُغَيِّرْ عَادَتَهُ 

مَرَّةً ...

حَدَّدَتِ المَدْرَسَةُ  مَوْعِدَاً لِاجْتِمَاعِ أَوْلِيَاءِ الُأمُورِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ المُعَلِّمُ تَوْزِيعَ البِطَاقَاتِ عَلَىٰ الطُلاَّبِ  لِدَعوَةِ آبَائِهِمْ  

لَكِنَّهُ أَخْفَاهَا وَلَمْ يُوَزِّعهَا 

وَطَبْعَاً لَمْ يَحضُرْ أحَدٌ مِنْهُمْ لِحُضُورِ الِإجْتِمَاعِ وَسَبَّبَ مُشْكِلَةً لِمُعَلِّمِ الصَفِّ مَعَ الِإدَارَةِ 

وَمَرَّةً...

 سَاعَدَ ابِنِ جِيِِرَانِهِ فِي تَوْزِيعِ بِطَاقَاتِ خُطُوبَةِ شَقِيقَتِهِ فَتَلَاعَبَ بِمَوْعِدِ الخُطُوبَةِ 

وَبَدَّلَ الرَّقَمَ وَاحِدُ المَوْجُود فِي التَّارِيِخِ المَوْجُودِ فِي بِطَاقَةِ الدَّعوَةِ إِلَىٰ الرَّقَمِ  سِتَّة مُؤَجِّلَاً المَوْعِد ضَحِكَ يَوْمَهَا كَثِيرَاً حَتَّىٰ سَالَتْ دُمُوعُهُ

 لِأَنَّهُ نَجَحَ فِي مَقْلَبِهِ

وَمَرَّةً ...

اتَّصَلَ بِأَهْلِ صَدِيقِهِ وَأَخْبَرَهُمْ بِأَنَّ وَلَدَهُمْ تعََرَّضَ لِحَادِثٍ وَوَقَعَ عَنْ الأُرجُوحَةِ وَشُجَّ رَأسُهُ فَقَلِقَ الأَهْلُ  وَأَسْرَعُوا إِلَىٰ المَدرَسَةِ 


وَكَانَ يُخِيِفُ رِفَاقَهُ بِحَشَرَاتٍ مَطَّاطِيَّةٍ  بلَاسْتِيكِيَّةٍ وَيَضْحَكُ مِنّ خَو فِهِمْ

وذَاتَ مَرَّةٍ...

 سَكَبَ المِلْحَ  فَوْقَ طَبَقِ الحَلْوَِىٰ  وَأَحرَجَ وَالِدَتَهُ أَمَامَ ضُيُِوفِهَا وَاسْتَغْرَقَ  كَعَادَتِهِ بِالضّّحِكِ


وَمَرَّةً وَمَرَّةً وَكَرَّةً وَكَرَّةً وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ يَضْحَكُ مُسْتَهْتِرَاً بِمَشَاعِرِ الآخَريِنَ 


أتَّفَقَ مُعَلِّمُ الصَفِّ مَعَ المُوَجِّهِ النَّفْسِيِّ فِي المَدرَسَةِ عَلَىٰ عَمَلِ مَقلَْبٍ بِهِ

 فَأعلَنُوا عَنْ رِحْلَةٍ مَدرَسِيٍّةٍ وَطَبْعَاً فَرِحَ بِالرِّحلَةِ 

وَكَالعَادَةِ وَجَدَهَا فُرصَةً مُنَاسِبَةً لِعَمَلِ مَقلَْبٍ بِرِفَاقِهِ وَهُوَ لَايَدرِي أَنَّهَا صُمِّمَتْ خِصِّيِصَاً لِأجْلِهِ

 لِلإِنْتِقاَمِ مِنْهُ وَِلتَأدِيِبهِ

وَفِي المَوْعِدِ  المُحَدَّدِ  

انْطَلَقَتْ الرِّحلَةُ وَذَهَبَ التَّلاَمِيذُ وَهُمْ مُتَشَوِّقُونَ لِيَرَوا مَا يَنْتَظِرُ مُنِيِرُ

وَضَعَ مُوَجِّهُ الصَفِّ مَادَّةً لاَصِقَةً قَوِيَّةَ المَفْعُولِ عَلَىٰ كُرسِيِّ الحَافلَِةِ الَّذِي سَيَجْلِسُ مُنُيِرُ عَلَيْهِ فَعَٓلِقَ بِالكُرسِيِّ  

وَلَمْ يَسْتَطِعْ التَّمَلُصَ مِنْهُ وَتَرَكَهُ الْجَمِيِعُ ِطِيلَةَ الرِّحلَةِ عَالِقَاً بِالكُرسِيِّ وَهُوَ يَتَفَرَّجُ عَلَيْهِمْ بِحَسْرَةٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَيَمْرَحُوُنَ أَمَامَهُ ِبأَِمَانٍ وَدُونَ

 خَوْفٍ مِنْ مَقِالِبِهِ وَهُوَ يَكِادُ يَمـُوتُ غَيْظَاً وُغَضَبَاً 


وَكَانَ قَد خَبَّأ ضَبَّاً  َكبيراً

 لِيُخِيفَ رِفاَقَهُ فِي الرِّحلَةِ وَيُرعَِبهَمْ  وَلِسُوُءِ حَطِّهِ لَمْ يَكُنْ بلَاسْتيِكِيَّاً هَذِهِ المَرَّةِ  بَلْ كاَنَ حَقِيِقِيَّاً

تَضَايَقَ الضَّبُ وَتَمَلْمَلَ فَخَرَجَ ِمنَ الكِيِسِ الَّذِِي. خَبَّأَهُ بِهِ مُنِيِرُ 

َصَارَ يَتَنَقَـلُ وُِيَمَشِي فَْوًقَ بَدَنِهِ  َولَمْ يَسْتَطِعْ  مُنِيرُ إبْعَادَهُ فَصَار يَصْرُخُ  ُمـسْتَغِـِيَثَاً وَهُوَ لاَ يًسْتَطيِعُ الهُرُوبَ مِنْهُ أًوْ إِبْعَادِهِ  َ

 وَرِفَاقَهُ َيمْرَحُوْنَ حَولَهُ وَيَضْحَكُون غَيْرَةعَابِئِيِنَ بِهِ 

شَعَرَ مُنِيِرُ بِأنَّهُ وَحِيِدٌ وَمَنْبُوُذٌ وَأحَسّ بِالحَرَجِ  وَ|الخَوْفِ|

 وََلمَّا شَارَفَتِ الرِّحلَةُ عَلَٰى الِإِنْتِهَاء ِ

َصَعَدَ مُوَجِّهُ المَدرَسَة  النَفْسِيِ إلِىٰ الحَافَِلةِ  فَبَدَأَ مُنِيرُ يَحتَجُّ وَيَشْكُو 

قاَلَ المُعلِّمُ : الجَزَاٍَءُ ِمن جِنْسِ العَمَلِ وَلَعَلَّكَ أَحسَسَتَ بِشُعوُرِ مَنْ آذَيّتَهُ بِمَقَاِلِبِكَ 

ثُمَّ تَابَعَ  أَرجُو أَنْ تَكُونَ قَد فَهِمْتَ الدَّرسَ يَا مُِنيرُ 

هَزَّ مُنِيرُ رََأْسَهُ  باسْتِسْلامٍ وَخَجَلٍ وَقَالَ: نَعَمْ َنعَمْ.... لَقَد فَهِمْتُهُ جَيِّدَاً يَا أُسْتَاذُ أَعِدُكَ  ِبألَّا أُزْعِجَ أَحَدَاً بَعدَ الََْيَوْمِ بِمَقَالِبي السَّخِيفَةِ 

  وَمِنْ يَوْمِهَا وَمُنِيرٌ لَا يَقْرَبُ المَقَالِبَ  أبَدَاً


ما رَأيُكُمْ أَحِبَّائي بِهَذا الدَّرْسِ هَلْ يَسْتَحِقُّهُ مُنِيرُ أَمْ أَنّّهُ كَاَنَ قٌاسِيَاً وَصَعْبَاً


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم| في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/23/2021 01:09:00 م

 جُوُد ولدٌ عُدْوَانِيٌّ حَسُودْ  

 جُوُد ولدٌ عُدْوَانِيٌّ حَسُودْ 

يَكْرَهُ أَنْ يَرَىٰ أَحَدَاً أَفْضَلَ مِنْهُ ,وَهُوَ دَائِمَاً يُسَبِِّبُ المَشَاكِلَ لِرِفَاقِهِ ويثيرُ المتاعِبَ لأَهٰلِهِ.

 لَيْسَ لَهُ رِفَاقٌ لِأنَّ الجَمِيِعَ ينزعِجُونَ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ لِذَا تَراَهُ فِي أَغْلَبِ الأْوَْقَاتِ وَحِيدَاً دُونَ أصْحَابٍ .

رَكِبَ َذاتَ مَرَّة مَعَ صَدِيقِهِ كَرَمْ في سَيَّارَةِ أَبيِهِ

 لأَنَّ الطَقْسَ كَانَ مَاطِرَاً وَوَجَدَهُ وَاقِفَاً أَمَامَ المَوْقِفِ يَنْتَظِرُ َالحَافَِلةِ  ليَذْهَبَ إِِلَى المَدْرَسَةِ

 وََقتَهَا أَطَلَّ كَرَمْ مِنْ سَيّارَةِ أَبِيهِ وَنادَاهُ:

 جُوُدْ.... جُوُدْ....

 تَعَالَ وَارْكَبْ مَعَنَا 

 التَفَتَ جُوُدْ إِلَيْهِ وَلَبَّىٰ الدَعْوَةَ ُمُسْرِعَاً, كَانَتْ ثِيَابُهُ ُمبْتَلّةً َتنْقُطُ مَاءً وَكَانَتِ السَيَّارَةُ مُكَيّفَةً وَدَافِئَةً.

رَحَََّبَ ِبهِ وَالِدُ كَرَمْ  وَقَالَ لَهُ أَهّلاً بِكَ يابُنَيَّ.

جَلََسَ جُوُدُ فِي المَقْعَدِ الخَلْفِيِّ وَبَدَأَ يُنَقِّلُ بَصَرَهُ فِي السَيَّارَةِ الفَاخِرَةِ 

وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: نَحنُ نَقِفُ تَحتَ المَطَرِ وَثِيَابُنا تَبْتَلُّ بِالمَاءِ وَهُوَ يَجْلِسُ فِي سَيَّارَةِ أبِيهِ المُكَيَّفَةِ الدَّافِئَةِ,

أَبُوهُ يَمْتَلِكُ سَيَّارَةً وَأَبِي لا يَمْتَلِكُ دَرَّاجَةً , 

مُؤكَّدٌ أَنَّ بَيْتَهُ أَجْمَلُ مِنْ بَيْتِنا ، 

مُؤَكَّدٌ أَنَّهُ يَمْتَلِكُ الكَثيِرَ مِنَ المَالِ وَالألْعَابِ ,

لِهَذِهِ الأَسْبَابِ هُوَ أَكْثَرُ اجْتِهَادَاً مِنِّي وَلَهُ الكَثيِرُ مِنَ الأَصْحَابِ وَالأَصْدِقَاءِ.

ثُمَّ أَخْرَجَ بِِهُدوُءٍ وَحَذَرٍ قِطعَةً حَدِيدِيَّةً حَادَّةً ِمنْ جَيْبِ حَقِيبَتِهِ وَأَحْدَثَ شَرْخَاً كَبِيِرَاً فِي القِمَاشِ المُخْمَلِيِّ الأََنِيِقِ لِلْمَقْعَدِ الخَلْفِيِّ حَيْثُ يَجْلِسُ. 

َلَمْ يَنْتَبِِهْ كَرَمْ إِِلَىٰ مَا فَعََلهُ جُوُد لِأَنَّهُ كَانَ يَجْلِسُ فِي المَقْعَدِ الأَمَامِيِّ بِجَانِبِ وَالِدِهِ ، 

لَكِنَّ أَبَاهُ شَاهَدَ مَا فَعَلَهُ بالِمرآةِ الأَمَامِيَّةِ للسَيَّارَةِ.

كَانَ الأَبُ حَكِيِمَاً فَقَالَ لِجُودْ :سَوْفَ أَمُرُّ كُلَّ يَوْمٍ لإِصطِحَابِكَ إِلىٰ المَدْرَسَةِ مَعَ كرَمْ.

 ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ دُرجِ السَيَّارَةِ عُلْبَةً مُغَلَّفَةً بِغلِاَفٍ ذَهَبِيِّ جَمِيِلٍ اسْتَغْرَبَ كَرَمُ تَصَرُّفَ أَبِيِهِ فَهَذِهِ هَدِيَّةٌ لِعِيدِ مِيلِادِ ِ ابْن عَمِّهِ طَارِقُ المُصَادِفِ غَدَاً ,وَقَدْ اشْتَرَيَاهَا مَعَاً .

 َََلكِنَّ أَبَاهُ  أَوْمَأَ لَهُ بِرَأسِهِ وَأبُوهُ طَبّعَاً يُحسِنُ التَّصَرَّفَ. إِنَّهُ يَعْرِفُ أَباَهُ جَيِّدَاً ,مُؤَكَّدٌ سبََجْلِبُ لَهُ غَيْرَهَا .

أَدرَكَ الأَبُ مَا جَالَ بِرأَسِ وَلَدِهِ الصَّغِيرِ فَفَرَكَ شَعرَهُ ِبيَدَهِ  ثُمَّ التَفَتَ إِلَىٰ جُودْ وَ قَالَ لَهُ : هَذِهِ هَدِيٌَّة لَكَ لِأَنَّكَ ُمهَذَّبٌ وَلَطِيِفٌ 

َبَلَعَ جُودُ رِيِقَهُ بِِصًعُوبَةٍ وَشَعَرَ بالِإحرَاجِ فَوَضَعََ حَقِيِبَتَهُ فَوْقَ مَكَانِ الخَدشِ فِيِ الَمًقْعَدِ لِيُخْفِيِهِ

ثُمِّ حَمَلَ حَقِيبَتَهُ وَنَزَلَ مِنَ السَيَّارَةِ مُسُرعَاً وَهُوَ َيضُمُّ الهَدِيَّةَ إِلَىٰ صَدرِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتَشِفَ أَحَدٌ فِعلَتَهُ 

فِِيِِ اليَوْمَ الثَّانِي مَرَّ وَالِدُ كَرَمْ أًمَامَ المَدرَسَةِ حَيْثُ يَقِفُ جُودٌ , نَادَاهُ وَاصطَحَبَهُ إِلَىٰ الَمدْرَسَةِ .

اسْتَغْرَبَ جُوُدُ مَجِِيِءَ وَالِدِ رَفِيقِهِ مُجَدَّدَاً وَقَالَ فِيِ نَفْسِهِ : إِذَاً لَمْ يَعرِفُ أَحَدٌ مَا فَعَلَتُهُ بِالْأَمْسِ

وَلَمَّا رَكِبَ جُوُدُ فِيِ السَيَّارَةِ  وَجَلَسَ فِيِ المَقْعَدِ الخَلْفِيِّ تَفَقَّدَهُ  لَكِنَّه تَفَاجَأَ إِذ ْأنَّهُ لَمْ يَجِدِ الخَدشَ 

تَحَسَّسَ بِيَدِهِ مَكَانَهُ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئَاً فَرَكَ جَبِيَنهُ ثُمَّ قَلَبَ كَفَّيْهِ بِحِيرَةٍ وَ تَسَاءَلَ وَلَكِنْ كَيْف؟ 

مُوُكَّدٌ قْدْ تَمَّ إِصلَاحَهُ 

 كَانَ وَالِدُ كَرَمٍ يُرَاقِبُهُ بِهدُوُءٍ ثُمَّ قَالَ له : انْتَبًًٌْه َيا وَلَدِي البَارِحَة ِ تَسَبَّبَتْ ِقطعَةٌ  حَادَّةٌ أَوْ نُتُوءٌ. مَعدَنِيٌّ حَادٌّ  بِتَمْزِيقِ المَقْعَِد الخَْلفِيِّ حَيْثُ َتجْلِسُ وَقَد أَصلَحْتُهُ مُنْذُ قَلِيِلٍ

انْتَبِهْ لِنَفْسِكَ جَيِّدَاً لئلا يُؤْذِيِك رَيْثَمَا أَعْرِفُ مَا هُوَ الشَّئُِ الَّذِي سَبَّبَ تَمْزِيقَ المَقْعَدِ 

تَنَهَّدَ جُودُ بِقَلَقٍ وَشَعَرَ بِالذَّنْبِ وَالخَجَلِ ثُمَّ خَفَضَ رَأْسَهُ ونَظَرَ إِلَىٰ أَرضِ السَيَّارَةِ تَحتَ المَقْعَدِ الخَلْفِيِّ حَيْثُ وَضَعَ الشَّفْرَةَ فَوَجَدَهَا َلاتَزَالُ مَكَانَهاَ فاَلتَقَطَهَا بِهُدُوءٍ شَدِيدٍ وَألْقَاهَا مِنْ شُبَّاكِ السَيَّارَةِ 

ابْتَسَمَ وَالِدُ كَرَمْ وَهَزَّ رَاْسَهُ مَسْرُوُراًَ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ خُفْيًةً مِنْ مِرآةِ  السَيَّارَةِ   

صَارَ وَالِدُ كَرَمْ يَأْتِي كُلَّ صَْبَاحٍ وَيَصطَحُِبُهُ إِلَىٰ المَدرَسَةِ  لَا بَلْ صَارَ يَأخُذُهُ مَعَ أَوْلَادِهِ وَأُسْرَتِهِ فِيِ نُزُهَاتٍ  وَجَوْلاَتٍ عَلَىٰ المَتَاجِرِ بَعْدَ إسْتِئذَانِ  أَهْلِهِ

وصارَ  جُوُدُ يَزُورُهُمْ فِي بيَْتِهِمْ  وَيُرَافِقُهُمْ فِي جَلَسَاِتهِمْ حَتَّىٰ أَحََّبهُمْ وَأَحَبُّوهُ 

وَهَذَا أَدخَلَ اليَهْجَةَ ِإلَىٰ  قَلْبِهِ وَزاَدَت ِالصِّحْبةُ بَيْنَ كَرَمْ وَجُودْ وَصَارَا رَفِيِقَيْنِ ُمُتَحَابَّيْنِ

أَصْبَحَ جُوُدْ اِجْتِمَاعِيَّاً أَكْثَرَ وَشَيئَاً فَشيْئَاً  بَدَأتْ تَزُولُ عُدْوَانِيَّتُهُ وَتَتَلاشَىٰ, لَا بَلْ بَدََأتْ مَلاَمِحُ طِبَاعٍ جَدِيدَةٍ تَظْهَرُ عَلَيهِ,

طِبَاعٌ لمْ يَرَهَا الجَمِيعُ  فِيهِ مِنْ قَبْلِ.

 َبدَا وَاضِحَاً تَغَيّرٌ َمَلْمُوسٌ فِيَِ سُلوُكِهِ  لَقَدْ انْقَلَبَ حَالُهُ وَ صَارَ وََلَدَاً مُهَذَّبَاً لَطِيفَاً يُحِبُْ النَاسَ وَيَتَمَنّىٰ الخَيْرَ لَهُمْ وَهُوَ الآنَ عُضْوٌ فِي فَرِيقِ كُرَةِِ القَدَمِ فِي المٌدْرَسَةِ

لَمْ يَعُدْ جُوُدُ وَلَدٌ عُدْوَانِيٌّ حَسُودٌ بَلْ صَارَ وَلَداً مُهَذَّباً َودُوُدٌاً وَ مُتَمَيِّزاً فِي دِرَاسَتِهِ مَحْبُوباً مِنَ الأَهْلِ وَالرِّفَاقِ وَالجِِيرَانِ

بَقِيَ أَنْ تَعرِفُوا أَنَّ وَالِدَ كَرَمْ كَانَ مُوَجِّهَاً تَربَوِيَّاً فِي مَدرَسَةٍ لِلبَنيِنِ 


هَلْ أَعَجَبَتْكُمُ القِصَّةَ أَحِبَّائِي الصِّغَار

هَلْ أَدْرَكْتُمْ أَنَّ الكَلِمَةَ الطَيَِّبَةَ وَالمُعَامَلَةَ الحَسَنَةَ هي غَرْسٌ طَيِّبٌ يُِنْبِتُ ثَمَراً طَيِّبَاً  يُهَذِّبُ النَّفْسَ وَيُقَوِّمُ السُّلُوكَ


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/23/2021 12:53:00 م

 َبَائِعَةُ الزُّهُورِ

رِيِِمَا فَتَاةٌ ذَكِيَّةٌ 

تُحِبُّ العِلْمَ كَثِيِرَاً, لَكِنَّها كَانَتْ مِنْ أُسَرةٍ فَقِيرَة ,وَقَد اضْطُرَّتْ إِلَىٰ تَركِ الدِّارَسَةِ ِلأَنَّ وَالِدَهَا لَايَمْلِكُ المَالَ الكَافِي لِدَفْعِ رُسُومِ المَدْرَسةِ 

 وَلِأَنَّهَا تُحِبُّ وَالِدَهَا كثيراً صَارَتْ َتبِيِعُ الوُرُودَ وَالزُّهُورَ لِتُسَاعِدَهُ فِي المَصرُوُفِ .

كَانَتْ َتنْظُرُ إِلَىٰ الأَطْفَالِ ِبحَسْرَةٍ ,وَتَشْعُرُ بِغَصَّةٍ كَبِِيِرَةٍ فِي قَلْبِهَا حِينَ تَرَاهُمْ وَهُمْ يَشْتَرُونَ  الأَدَوَاتِ وَاللَّوَازِمَ المَدْرَسِيَِّةَ فِي مَطلَعِ كُلِّ عَامٍ دِرَاسِيٍّ ,وََتتَمَنَّىٰ لَوْ كَانَتْ تَسْتَطِيعُ الذَّهَابَ إِلَىٰ المَدرَسَةِ كَبَاقِيِ الأَطَْفَالِ. 

 وَفَّرَتْ رِيِمَا ثَمَنَ دَفْتَرٍ وَقَلَمٍ ,وَصَارَتْ َتقِفُ كُلَّ يَوْمٍ أَمَامَ المَدْرَسَةِ وَتَجِْلسُ تَحتَٓ نَافَذَةِ الصَّفِّ.

 فَتَضَعُ زُهُورَهَا بِجَانِبِهَا وَتُصغِي بِاهْتِمَامٍ للدُّرُوسِ ََ,وَتَكْتُبُ كُلَّ مَا يَقُولُهُ المُعَلِّمُ فَإِذَا انْتَهَىٰ وَّقتُ المَدْرَسَةِ عَادَتْ لِتَبِيعَ الزُّهْوُرَ وَالوُرُودَ.

 وَفِي  الَمسَاءِ وَبَعدَ انْتِهَائِهَا مِنْ عَمَلِهَا كَانَتْ تَكْتُبُ الوَظَائِفَ المَطلُوبَةَ.

 وَهَكَذَا صَارَتْ رِيِمَا تَتَعَلَّمُ وَهِيَ خَارِجَ المَدرَسَةِ  كَانَتْ مُجِدَةً وَمُجْتَهِدَةً ,رُغْمَ أَنَّهَا لاَتَمِْلكُ ُكتُبَاً وَلَا كُراَّسَاتٍ.

  وَ ذَاتَ يَومً سَأَلَ المُعَلمُ الطُّلَّابَ سُؤالاً فَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الِإجَابَةِ علًيه ,لكَِنَّ رِيِمَا عَرَفَتْهُ وَلَمْ تَنْتَبِهْ لَِنَفّسِهَا فَهَتَفَتْ بِصَوتِ عَالٍ بِإلإِجَابَةِ.

 كَانَ جَوَابُهَا صَحِيحَاً وَقَدأُعجِبَ المُعَلّّمُ كَثِيرَاً بإلإجَابَةِ, وَطَلَبَ مِنْ صَاحِبَةِ الإِجِابَةِ أَنْ تَقِفَ لِيَرَاهَا الجَمِيِعُ وَيُصَفِّقُوا لَهَا .

 فَقَالَ الطُلَّابُِ إِِنَّ الصَوْتَ قَدْ أَتـَىْ مِنْ خَارِجِ الصَفّّ.

أَطَلَّ المُعَلِّمُ  بِرْأَسِهِ مِنْ النَّافِذَةِ  فَوَجَدَ رِيِمَا وَاقِفَةً تَحتَ الشبَّاكِ ,فَدُهِشَ كَثِيرَِاً.

 ولَمّّا عَرِفَ بِقِصًَّْتَِها أَخْبَرَ المُدِيرَ بِمَا جَرَىٰ وَقَالَ لَهَا:

 أَنْتِ مِنْ الآن ستَكُونِينَ مَعَنَا فِي المَدرَسَةِ ,وَنَظَراً لِذَكَائِكِ وَاجْتِهَادِكِ فَأَنْتِ مَعْفِيَّةٌ مِنْ كَافَّةِ الرُّسُومِ وَالتَّكَالِيفِ المَدْرَسِيَّةِ  

تَفَوَّقَتْ رِيِمَا فِي دِرَاسَتِهَا وَكَبُرَتْ وَصَارَتْ مُعَلِّمَةً تُعَلِّمُ الأَجْيَالَ .

وَقَفَتِ المُعَلِّمَةُ أَمَامَ طُلَّابِهَا الَّذِينَ كَانُوا يُصْغُونَ باِهْتِمَامٍ إِليْهَا وَقَالَتْ :

هَذِهِ يَا أَبْنَائِي كَانَتْ قِصَّةُ بَائِعَةَ الزُّهُورِ 

ثُمَّ تَجَوَّلَتْ بَيْنَ الطُلَّابِِ الَّذِيِنَ كَانُوا يُنْصًِتُونَ بِشَغَفٍ وَقَالَتْ :هَلْ أَحبَبْتُمُ القِصَّة َ؟ 

أَجَابُوا بِحَمَاسٍ وَبِصَوْتٍ وَاحِدٍ :نَعَمْ 

قاَلَتِ المُعَلِّمَةُ : وَهَلْ تُحِبَّونَ أَنْ تَتَعَرَّفُوا إِلَيَْها؟ 

بِلَهْفَةٍ وَاسْتِغْرَابٍ هَتَفُوا : أَجَلْ بِالطَبْعِ, قَالَتْ الطَالِبَةُ مُنَىٰ : وَلَكِنْ كٌيْف؟ 

وَقَفتْ المُعَلِّمَةُ عَلَىٰ المِنَصَّةِ الَّتِي تَنْتَصِبُ تَحتَ السُبُّورَةِ وَقَالَتْ : أَنَا هِيَ َبائِعَُةُ الزُّهُورِ وَهَذِهِ هِيَ قِصَّتِي أَنا

وَقَدْ أَحْبَبْتُ أِنْ أُخْبرَِكُمْ بِهَا فِي دَرْسِ السِّيرَةِ الذاتية بِِمَادَةِ التَعبِيِرِ ثُمَّ ابْتَسَمَتْ وَقَالَتْ  : 

أَرأَيْتُمْ ياأَطفَالِي مَاذَا تَصنَعُ الِإرادَةُ وَمَاذَا يَصَنعُ التَّصِمِيمُ ٰ. 

إِنَّهُ يَقَْهرُ الظُرُوفِ وَيُذَلِّلُ الصِّعَابَ


وَأَنْتُمْ أحِبَّائِي الصِّغَارُ مَا رَأّيُكُمْ بِالقِصَّةِ هَلْ أعجَبَْتكُمْ ؟

 هَلْ أَحبَبْتُمُ المُعَلِّمَةَ؟ 

أنَا رَأَيْتُهَا عَظِيِمَةً وَمَاهِرَةً  وَمُجِدَّةً وََأنْتُمْ مَا رَأْيِكُمْ بِهَا هَل تُشَارِكُونَ جَدَّتَكُمْ هُدَىٰ بِرَأْيِِهـا؟

رَأيِكُم ْيُهِمُّنِي كَثِيِرَاً 👵

أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم| في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/23/2021 12:36:00 م 1

 القِرْدُ الفضُوليُّ .. لِيِمُو

القِرْدُ الفضُوليُّ .. لِيِمُو
 القِرْدُ الفضُوليُّ .. لِيِمُو


مَرَّ الحَطَّْابُ بِالغَابَةِ أَثْنَاءَ ذَهَابِهِ إِلَىٰ البَيْتِ كَانَ َيَحمِلُ بِيَدِهِ دَلْوَاً كَبِيِرَاً مَمْلُوءَاً بِالدِّهَانِ الأَحْمَرِ اشْتَرَاهُ لِطِلَاءِ سُوُرِ حَدِيِقَةِ مَنزِلِهِ .🏡

كَانَ القِرْدُ لِيِمُو يُرَاقَبُهُ مِنْ فَوْقِ شَجَرَةِ جَوْزِ الهِنْدِ 🐒

 كَانَ الدَْلْوُ ثَقِيِلَاً فَعَلَّقَهُ عَلَىٰ غُصْنِ شَجَرَةِ زَيْزَفُونٍ 🌳 وَجَلَسَ تَحتَهَا يَسْتَربِِحُ  وَيَسْتَمْتِعُ بِعَبِيِرِ أَزْهَارِهَا الزَّكِّيِة الَّتِي يَفُوحُ َشَذَاهَا وَيَمْلَأُ المَكَانَ .

أَحَسَّ باِلإِنْتِعَاشِ وَالرَّاحَةِ ,فَالجَوُّ لَطِيِفٌ َورَائِعٌ وَالهَوَاءُ عَلِيِلٌ فَاسْتَرخَىٰ قَلِيلَِاً ثُمَّ نَامَ.

وَلَفَتَ نَظَرَهُ سَطلُ الدِّهَانِ.

 كَادَ الفضُولُ يَقْتلُهُ لِيَعرِفَ مَاذَا يَوْجَدَ دَاخِلَهُ فَلَمَّا نَامَ الحَطَّابُ  قَفَزَ بِسُرعَةٍ وَتَسَلَّقَ شَجَرَةَ الزَّيْزَفُوُنِ ِبهدُوُءٍ وَحَذَرٍحَتَّىٰ لَايَصحُو الحَطَّابُ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ لِيَتَنَاوَلَ الدَّلْوَ لَكِنَّهُ كَانَ ثَقِيِلَاً فَانْقَلَبَ مِنْ يَدِهِ وَانْسَكَبَ فَوْقَهُ فَصَارَ الِقرْدُ أَحْمَرَ الَّلوْنِ

القِرْدُ الفضُوليُّ .. لِيِمُو
 القِرْدُ الفضُوليُّ .. لِيِمُو

بَدَا مَخْلُوُقَاً غَرِيِبَاً جِدَّاً وَلَمْ َيعُد يَعرِفُهُ أَحَدٌ .😰

وَالغَرِيِبُ أًنّّهُ كَانَ  كُلَّمَا يُلَامِسُ شَيْئَاً يُصْبِحُ لَوْنُهُ أحْمَرَاً وَكُلَّمَا يَخْطُو خُطوَةً يَتْرُكُ مَكَانَهَا أَثَرَاً أًَحْمَرَ, وَهَذِهِ الظَّاهِرَةُ أَخَافَتْهُم مِنْهُ أَكْثَرَ.  

ذاَعَ صِيِتُهُ فَي الغَابَةِ وَانْتَشَرَ الخَبَرُ..

 مَخْلُوِقٌ عَجِيِبٌ أَحمَرُ اللَّوْنِ يُشْبِهُ القِردَ يَتَجَوَّلُ فِي الغَابَةِ

خَافَ الجَمِيعُ مِنْ مَنْظَرِهِ وَهَرَبَتْ الطُّيُورُ وَالحَيْوَانَاتُ مِنْهُ 

 وَحَبَسَتِ الأُمَّهَاتُ صِغَارَهَا فِي الأَوْكَارِ وَالجُحُورِ وَلَمْ تَعُد تَسْمَحُ لَهَا بِالخُروُجِ وَحدَهَا خَوْفْاً عَلَيًْهَا مِنْ ذَلِكَ الكَائِنِ الغَرِيِبِ

صَارَ مَنبُْوُذَاً وَوَحِيِدَاً وَلَمْ يَعُدْ يَقْتـَرَبُ مِنْهُ أَحَدٌ...

حَزِنَ القِردُ كَثِيِرَاً وَشَعَرَ بِالضِّيِقِ وَالضَّجَرِ فَلَمْ يَعُد يَتَسَلّْىٰ بِأَكْلِ المَوْزِ وَلَا يَلِْهُو بِرَمْيِ كُرَاتِ جَوْزِ الهِنْدِ عَلَىٰ الأَرضِ

تَبَّاً لِهَذَا الدَّلْوِ اللَّعِيِن لَقَدْ تَغَيَّرَتْ كُلُّ حَيَاتِهِ بِسَبَبِهِ.😢

وَبَبيَْمَا كَانَ يَمْشِي فِي الغَابَةِ لَمَحَ القُنْفُذَ الصَّغِيرَ🦔,فاقْتَرَبَ مِنْهُ وَأَحَبَّ أَنْ يَلْهُوَ مَعَهُ فَخَافَ القُنْفُذُ وَتَكِوَّرَ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَصَارَ كَالكُرَةِ 

اقْتَرَبَ مِْنهُ القِردُ أَكْثَرَ لِيُذَكِّرَهُ بِنَفْسِهِ لَكِنَّ القُنْفُذَ خَافَ أَكْثَرَ وَبَدَأ يُطلِقُ عَلَيْهِ أَشْوَاكَهُ الطَّوِيِلَةَ الحَادَّةَ الَّتِي ُتشْبِهُ السِّهَامَ ,

ذُعِرَ القِردُ وَبَدَأ يَركُضُ فَوَقَعَ المِسْكِيِنُ فِي ُبسْتَانِ التِّيِنِ الشَّوْكِيِّ وَالمَعرُوُفِ بِنَبَاتِ الصَبَّارَةِ.😖

آلمَتْهُ أَشْواَكُهَا كَثِيِراًَ فَرَمَىٰ بِنَفْسِهِ فِي البُحَيْرَةِ لِيَنْجُوَ مِنْ هَذِهِ الأَشْوَاكِ وَيَتَخَلَّصَ مِنْ أَلَمِهَا

 وَمَا أَنْ اسْتَحَمَّ بِمَاءِ البُحَيْرَةِ حَتَّىٰ صَارَ نَظِيَِفَاً وَعَادَ ِإلَيْهِ لَوْنُهُ .

رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ البُحَيْرَةِ  فَصَاحَتِ الحَيْوَانَاتُ إِنَّهُ القِردُ لِيِمُو... إِنَّهُ القِردُ ليِمُو 🐵

فَرِحَ القِردُ كَثِيرَاً بِعَوْدَةِ لَوْنِهِ وَصَارَ يَقْفِزُ بِمَرَحٍ فَوْقَ الَأشْجَارِ وَيَتَأَرجَحُ َبيْنَ أَغْصَانِهَا بِحَرَكَاتٍ َبهْلَوَانِيِّةٍ سَرِيِعَةٍ 

وَفَجْأَةً مَرَّ الحَطَّابُ مِنَ الغَابَةِ وَهُوَ يَحمِلُ دَلْوَ دِهَانٍ أَحمَرَ, لَقَد اشْتَرَىٰ دَلْوَاً جَدِيِدَاً لِأَنَّ دَلْوَهُ القَدِيمَ انْسَكَبَ كُلَّهُ .

صَرَخَ لِيِمُو لَا لَا،،،😧

 وَخَبَّأَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ 🙈  ثُمّّ بَاعَد بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَلِيِلَاً وَعَاوَدَ النَّظَرَ مِنْ خِلَالِهَا بِخَوْفٍ وَصَرَخَ  بَصَوْتٍ عَالٍ:

 الدَّلْوً الأَحمَرُ... الدَّلْوُ الأَحمَرُ

وَأَلْقَىٰ بِنَفْسِهِ فِي البُحَيْرَةِ  بَيْنَمَا اسْتَغْرَقتَ الحَيْوَانَاتُ بِالضّّحِكِ.😄


ََأرَأَيتُمْ أَحِبَّائِي الصِّغَارُ كَيْفَ تَعَلَّمَ الِقردُ لِيمُو دَرسَاً قَاسِيَاً  وَكَيْفَ دَفَعَ ثَمَنَ الفُضُولِ وَالحِشَرِيَّةِ 


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/11/2021 12:57:00 م 5

 حُسَامُ وَالدَّجَاجَةُ المَشْوِيَّةُ

حُسَامُ وَالدَّجَاجَةُ المَشْوِيَّةُ
 حُسَامُ وَالدَّجَاجَةُ المَشْوِيَّةُ


حُسَامُ وَلَد ٌ مُهَذَّبٌ وَحَسَّاسٌ وَهُوَ تِلْمِيِذٌ مُجْتَهِدٌ  وَنَشِيِطٌ 

يَمْلِكُ خَيَالَا وَاسِعَاً وَيَتَمَيَّزُ فِي مَادَّةِ التَّعبِيِر ِ وَهُوَ يُحِبُّ الخَيْرَ ِلكُلِّ النَّاسِ 

ذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ إِلَىٰ الحَدِيقَةِ مَعَ أُمِّهِ وَأَخَوَيْهِ

 فَرَأَىٰ هُنَاكَ وَلَدَاً فِيِ مِثْلِ سِنِّهِ  يَجْلِسُ حَزِيِنَاً  تَحتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ 

تَحَاوَرَا قَلِيِلَاً.... وَلَمَّا سَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ حُزْنِهِ أَخْبَرَهُ بِأَنَّ أَخَاهُ ذُو السَّبْعِ سَنَوَاتٍ وَالَّذِيِ يَصغُرُهُ بِعَامَيْنْ يَشْتْهِي أَنْ يَأكُلَ دَجَاجَةً مَشَوِيَّةًَ

 قَالَ حُسَامُ : الأََمْرُ بَسِيِطٌ اطْلُبْ مِنْ أَبِيِكَ أَنْ يُحضِرَ َلَهُ دَجَاجَةً  وَ يَنْتَهِي الأَمْرَُ 

خَفَضَ الْوَلَدُ رأَْسَهُ بِحُزْنٍ وَأَخْبَرَهُ بأَِنَّ أَبَاهُ قَد مَاتَ 😞

فَلَيَطْلُبْ مِنْ أُمِّهِ إِذَاً ...قَالَ حُسَامْ: 

فَأَجَابَهُ الوَلَدُ  بِأَنَّ أُمَّهُ فَقيِرَةٌ لَا تَمْلِكُ ثَمَنَهَا

حَزنَ حُسَامُ كَثِيِرَاً وَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِهِ  وَتَمَنَّىَٰ لَوْ كَانَ  بِإمْكَانِهِ أَنْ يُسَاعِدَه ُ وَيُحَقِّقُ أُمْنِيَتَهُ 

وَفِي المَسَاءِ عَادَ أَبُوهُ إِلَىٰ البَيْتِ وَأحضَرَ مَعَهُ دَجَاجَاً مَشْوِيَّاً  

تَذَّكَرَ حُسَامُ الوَلَدَ الفَقِيرَ فَلَمْ يُشَارِكْْ أَهْلَهُ باِلطَّعَامِ 

مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الدَّجَاجَ المَشْوِيَّ 

اعْتَذَرَ عَنْ الَأكْلِ  وَقَالَ: َلسْتُ جَائِعَاً الآنْ سَآكُلُ حِصٌّتِي فِيِمَا بَعدُ..... ثمَُّ دَخَلَ غُرفَتَهُ وَأَغْلَقَ البَابَ عَلَىٰ نَفْسِهِ

تَنَهَّدَ بِحُزْنٍ آهٍ لَوْ كَانَ يَسْتَطِيعُ أََنْ يُعْطِيَهُ نَصِيَبهُ مِنَ الطَعَامِ وُيَطِيِرُ بِهَا ِإلَيْهِ اسْتَلَقىٰ عَلىٰ سَرِيِرهِ وَهُوَ يُفَكَّرُ بِهِ 

لَمْ يَسّتَطِعْ النَّوَمَ تَقَلَّبَ وَتَمَلمَلَ ثَمَّ غَلَبَهُ النُّعَاسُ وَغَطَّ فِيِ النَّوْمِ أَخِيِرَاً

  فَجْأَةً أَحَسَّ بِشَيْءٍ غَرِيِبٍ  وَبِِثِقَلٍ فَوْقَ كتِفَيْهِ 

 تَحسَّسَ ظهْرَهَ وَبَدَنَهُ بِيِدَيْهِ يَاللهَوْلِ لَقَدْ نَبَتَ لَهُ جَنَاحَان  َإِنَّهُ شَيِءٌ غَرِيِبٌ وَعَجِيِبٌ ََلَقَد تَحَقَّقَتْ أُمْنِيَتُهُ! وَلَكِنْ كَيْفَ؟

 كَيْفَ حَدَثَ ذَلِكَ؟! 

دَخَلَ إِلَىٰ المَطبَخِ  بِسُرعَةٍ تَنَاوَلَ حِصَّتَهُ مِنَ الدَّجَاجِ، المَشْوِيِّ وَوَضَعَهَا فِي عُلْبَةِ الطَّعَامِ المَدرَسِيَّةِ وَطَارَ بِهَا إِلَىٰ بَيْتِ الَولَدِ الفَقِيِرِ وَوَضَعَهَا أمَامَ بَابِهِ 

ثُمَّ طَارَ مُجَدَّدَاً وَعَادَ إِلَىٰ البَيْتِ وَنَامَ وَهُوَ مُرْتَاحٌ وَسَعِيِدٌ 

وَفِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ أيَقَظَتْهُ أَمُّهُ لِلذَّهَابِ إِلَىٰ المَدرَسَةِ، أَفَاقَ بِسُرعَةٍ وَتَحَسَّسٌ بَدَنَهُ وَظَهْرَهُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِد الجَنَاحَيِن 

قَفَزَ بِسُرعَةٍ إِلَىٰ المَطْبَخِ فَوَجَدَ قِطعَةَ الدَّجَاجِ لَاَ تَزَالُ فِي البَرَّادِ ! وَكَذَلِكَ عُلْبَةُالطَّعَامِ فِي مَكَانِهَا دَاخِلً الحَقِيِبَةِ  

إِذَاً كَانَ حُلُمَاً ...

تَنَهَّدَ يَالَهُ مِنْ حُلُمٍ جَمِيِلٍ لَيْتَهُ كَانَ حَقِيقَةً 😟

تَابَعَ اسْتِعْدَادَهُ وَنَزَلَ إِلَىٰ مَدرَسَتِهِ كَالمُعْتَادِ..... وَفِي طَرِيقِهِ مَرَّ مِنْ أَمَامِ الحَدِيِقَةِ فَتَذَكَّرَ الوَلَدَ وِإِذَا بِهِ يَنْتَظِرُهُ هُناَكَ 

نَادَاهُ: هِيِهْ تَوَقَّفْ أَيُّهَا الوَلَِدُ الطَيـِّبِ

التَفَتَ إِلِيِهِ وَرَكَضَ نَحْوَهُ مُسْرِ عَاً وَقَالَ لَهُ: َلا زِلْتَ هُناَ إِلَىٰ الآن

 اسْتَغْرَقَ الوَلَدُ بِالضَّحِكِ  وَقَالَ : لَا لَا لَكنِِّي أَ تَيْتُ إِلَىٰ هُنَا كَيْ أَشْكُرَكَ .....الحَمْدُ ِلّٰلهِ أَنَّكَ لَمْ تَتَأَخَّر ْخِفَتُ أَنْ يَفُوتَنِي وَقْتُ المَدْرَسَةِ، 

ثُمَّ قَالَ لَهُ : مهلاً أَنْتَ لَمْ تَذْكُرْ لِي اسْمَكَ َبلْ قُلْتَ بأَِنَّكَ تَمُرُّ مِنْ هُنَا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ ذَهَابِكَ إِلَىٰ المَدرَسَة ِ

قَالَ حسَامُ :َوأَنْتَ أًَيْضَاً قُلْتَ أَنَّ بَيْتَكَ مُقَابِلَ الحَدِيِقَةِ وَلَمْ تَذْكُر لِي اسْمُكَ

تَعَارََفا وَقَرَّرَا أَنْ يُصبِحَا صَدِيقَِيْن مُنْذُ ِتلكَ اللَّحظة

قَالَ حُسَامُ : وَلَكِنْ لَمْ تَقُلْ لِي لِمَاذَا تُرِيِدُ أًنْ تَشْكُرَنِي

قَالَ الوَلَدُ: عَلَىٰ الدَّجَاجَةِ المَشْوِيَّةِ  كَمْ كَانَتْ لَذِيِذَةً 

فَتَحَ حُسَامُ فَمَهُ بِدَهْشَةٍ وَتَمْتَمَ وَلَكِنْ كَيْفَ ذَلِكَ؟ 

وَقَالَ فِي سِرِّهِ لَمْ يَكُنْ مَنَامَاً إِذَاً، وَتَحَسَّسَ ظَهْرَهُ وَكَتِفَيْهِ وَتَمْتَمَ : لَا َلا....غَيْرُ مَعْقُوُلٍ هَذَ الَّذِي  َيحْدُثُ مَعِي ،

 وَمَضَىٰ إَِلىٰ المَدرَسَةِ وَهُوَ شَارِدَ الذًّهِنِ 

وَلَماَّ عَادَ إِلْىٰ البَيْتِ أََخْبَرَ أُمَّةࣱ بِالقِصَّةِ وَقَالَ لَهَا: الأَمْر ُغَريِِبٌ مَامَا شَيْءٌ لَا يُصَدِّقُهُ العَقْلُ

ضَحِكَتْ مَامَا وَهِيَ تَقوُلُ : القِصَّةُ عَادِيَّةٌ  وَلَٰا غَرَابَةَ فِيِِهَا يَا حُسَامُ لَكِنَّ حُلُمَكَ سَبَّبَ لَكَ هَذَا الإِرتِبَاكَ👩

ببَِسَاطَةٍ أَنَا أَخْبَرتُ أَبَاكَ  بِالقِصَّةِ  لَقَدْ سَمِعْتُكُمَا وَأَنْتُمَا  تَتَحَدَّثَان وَعَرفْتُ أَنَّ بَيْتَهُ مُقَابِلُ الحَدِيقَةِ وَقَد طَلَبَتُ مِنْ أَبِيِكَ أَنْ يُحضِرَ للِوْلَدِ دَجَاجَاً مَشْوِيَّاً وَلَنَا أَيْضَاً ، وَقَد أَعطَاهُمُ الدَّجَاجَةَ وَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ هَِدَّيةٌ مِنْ صَدِيقِ الحَدِيِقَةِ

تَنهََّدَ حُسَامُ وَقَالَ : الحَمْدُ لِلّٰهِ شُكْرَاً مَامَا ....شكراً بَابَا 

تَعرِفِينَ مَامَا لِوْهْلَةٍ ظَنَنْتُ أَنِّيِ أُصُبْتُ بِالجُنُونِ

رَبَّتَتْ مَامََا عَلَىٰ كَتِفِ حُسَامْ  وَقَالَت : أَٰنْتَ عَاقِلٌ يَاحُسَامُ وَقَلْبُكَ كَبِيرٌِ وَمَا حُلُمُكَ إِلاَّ دَلِيِلٌ عَلَىٰ نُبْلِكَ وَطِيِبِ أَخْلاَقِكَ 

أَنَا فَخُورَةٌ بِكَ كَثِيرَاً  😊

قَالَ حُسَامُ : وكَيْفَ تُفَسِّرِيِنَ حُلُمِي أَقْصِدُ قِصَّةَ الجَنَاحَيْنِ

َقَالَتْ مَامَا: هَذَا لِأَنَّكَ َتَأَثَّرَْتَ بِقِصَّتِهِ وَتَمَنَيْْتَ بِصِدْقٍ أن تُحَقِّقَ رَغْبَتَهُ... شَيْئٌ عَادَِيٌّ وَطَِبِيعِيٌّ 

 قَبَّلَتْهُ مَامَا وَقَالَتْ : أَنَا فَخُورَةٌ بِكَ يَا وَلَدِي


هل  أعجبتكم القصة أحبائي الصغار💗

 اكتبوا للجدة هدى رأيكم بها وانتظروا قصة جديدة ففي جعبتها الكثير من الحكايا  لكم

أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/11/2021 12:28:00 م 1

 النَّمْلَةَ وَالدُّعسُوُقَةُ

النَّمْلَةَ وَالدُّعسُوُقَةُ
 النَّمْلَةَ وَالدُّعسُوُقَةُ 

َكانَتِ النَّملَةُ الحَكِيمَةُ دُكْتُورَةُ الَّنْملاتِ تُعَالِجُ الحَشَرَاتِ وَتُعْطِيهِمُ مَا ُينَاسَِبُهُمْ ِمنْ حَبَّاتِ الأَرُزِّ َوَالسُّكَرِ وَالقَمْحِ وَالشَّعِيرِ

 وَكَانَ َطابُورٌ مِنَ الَفرَاشَاتِ وَالنَّحلاَتِ وَالجَرَادِ وَغَْيرِهَا يَصطَّفُ ُكلَّ يَوْمٍ أََمَامَ بَيْتِهَا لِلعِلاَجِ 🐜 🦋🐞🐛

أَحَسَّتْ جَارَتُهَا الدُّعسُوُقةُ ِبالغَيّرَةِ وَحَاوَلَتْ أَنْ تُبْعِدَ َعَنْهَا الزَّبَائِنَ وَالمَرْضَىٰ لَكِنَّهَا لَمْ تُفْلِحْ 

فَالكُلُّ كَانَ يَثِقُ ِبالدُّكْتُورَةِ نَمْلَة وَيُحِبُّهَا..

فَوَضَعَتْ يَافِطَةً َكبِيِرَةً عَلَىٰ َبابِهَا وَكَتَبَتْ عَلَيْهَا 

" الدُّكْتُورَةُ دُعْسُوقَةُ "

 وَلَكِنْ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ لِزِيَارتَِهَا فَازْدَادَ غَضَبُهَا وَغَيْرَتُهَا وَقَرَّرَتْ أَنْ تَنْتَقِمَ مِنَ النَّمْلَةَ 

اسْتَغَلَّتْ الدُّعسُوقَةُ غِيَابَ النَّمْلَةِ ذَاتَ يَوْمٍ عَنْ بَيْتِهَا وَتَسَلَّلَتْ إِلِىٰ وَكْرِهَا فَوَجَدَتْ أَكْيَاسَاً كَبِيِرَةً  مَلْأَٰى بِالحُبوبِ كَانَتْ مُرَتَّبَةً وَمُتَنَوِّعَةً وَكُلُّ كِيِسٍ يَحوِي نَوْعَاً مُعَيََّناً مِنْ الحُبُوبِ 

هزَّتْ رَأْسَهَا وَقَاَلتْ :

" هَذَا هُوَ السِرُّ  إِذَاً الدَّوَاءُ الَّذِي تُعطِيِِهِ لِلمَرضَىٰ ....هُوَ نَفْسُهُ طَعَامُهَا الَّذِي تَجْمَعُهُ وَالَّذِي تَأْكُلُ مَِنْهُ "

 وَهَتَفَتْ بِصَوْتٍ عَالٍ: 

" المُحْتَالةُ  سَأَلَقِّنُهَا دَرْسَاً لَنْ تَنْسَاهُ " وَصَارَتْ َتَتَسَلَّلُ  كُلَّ يَوْمٍ وَتَسْرِقُ مِنْ هَذِهِ الحُبُوبِ حَتَّىٰ نَقَلَتْ كُلَّ مَا فِي الأَكْيَاسِ إِلَىٰ بَيِْتهَا وَقَالَتْ ِِ: 

" لِنَرَ الآنَ مَاذَا سَتَأكُلِيِن وَكَيْفَ ستَُعَالِجِينَ الَمَرْضَىٰ؟ "

حَزِنَتَ النَّمْلَةُ كَثيَرَاً وَلَمْ تَعْرِفْ كَيْفَ ُسرِقَتْ حُبُوبََها؟

 وَلَمْ َتَعْرِفْ مَنِ السَّارِقُ؟

 فَاعْتَذرَتْ عَنْ مُدَاوَاةِ النَّمْلاَتِ وَبَقِيَّةِ الحَشَرَاتِ وَلَمْ يَعُدْ يَأتِي أَحَدٌ لِعِيَادَةِ الدُّكْتُورَةُ نَمْلَةُ

تَنَهَّدَتْ الدُّعسُوُقَةُ بِارتِيَاحٍ وَفَرَكَتْ يَدَيْهَا وَقَالَتْ بِفَرَحٍ وَسُرورٍ هَكَذَا يَحلُو الَكلَامُ 

وَالنَّمْلَةُ المِسْكِينَةُ كَانَتْ تَأكُلُ مِنْ هَذِهِ الحُبُوب وَعَلَيْهَا انْتِظَارَ قُدوُمِ فَصلِ الصَّيْفِ ِلتَجْمَعَ غَيْرَهَا  

وَالمُشْكِلَةُ أَنَّ الصَّيْفَ مَازالَ بَعِيدَاً..😓

َ تَنَهَّدَتِ النَّمْلَةَ  بِحُزْنٍ وَقَالَتْ : " بَقِيَ عِنْدِي بَعْضُ فُتَاتِ الخُبْزِ اليَابِسِ..... الحَمْدُ ِللِٰهِ أَنَّ الِلِّصَ لَمْ يَكْتَشِفْ أَمْرَهُ سَأقْتَصِدُ  فِي أَكْلِهِ كَثِيرَاً لِيَكْفِيَِنِي  َريْثَمَا يَأتِيَ فَصْلُ الصَّيْفِ "

ذاَتَ يَوْمٍ مَرِضَتْ الدُّعسُوُقَةُ وَلَمْ تَعُدْ تَقْوَىٰ عَلَىٰ  الوُقُوفِ فَخَافَتْ عَلَىٰ نَفْسِهَا كَثِيرَاً واسْتَدْعَتِ النَّمْلَةَ لِتُعَالِجَهَا  

قَالَتٰ لهَا النَّمْلَةُ ِ: "للأَسَفِ لا يُوجَدُ عِنْدِي دَوَاءٌ لَكِ، لََقَدْ سُرِقَتْ حَبَّاتِي كُلُّهَا "

قَالَتِ الدُّعْسُوقَةُ : "وَهَلْ عَرَفْتِ اللِّصَ؟"

أَجَابَتِ النَّمْلَةُ بِحُزْنٍ : " لَا لَمْ أَعْرِفْهُ"

أَجَابَتْ الدُّعْسُوُقَةُ : "يَامِسْكَينَةُ.....إِذَاً اكْتُبِي لِي وَصْفَةً وَأَنَا أُحْضِرُ الدَّوَاءَ"

وبَيْنَماَ كَانَتِ النَّمْلَةُ تَكْتُبُ الوَصفَةَ لَمَحَتْ حَبَّةَ قَمْحٍ فِي إِحدَىٰ زَوَايَا البَيْتِ

اسْتَغْربَتْ النَّمْلَةُ وَقَالَتْ فِيِ سِرِّهَا : وَلَكِنْ كَيْفْ ؟؟ ...والدُّعسُوقَةُ لاَ تَأكُلُ القَمْحَ؟ 

كَانََتِ النَّمْلَةُ ذَكِيَّةً فَالتَفَتَتْ إِلَىٰ الدُّعسُوُقَةِ وَقَالَتْ لَهَا : "لاَ تَقْلَقِي يَا جَارَتِي سَُأؤَمِّنُ لَكِ الدَّوَاءَ " ...

ثُمَّ أَسْرَعَتْ إِلَىٰ إِحْدَىٰ قَرِيَبَاتِهَا النَّمْلاَتِ وَاسْتَدَانََْتْ حَبَّةَ يَانْسُوُنْ وَعَادَتْ مُسْرِعَةً إِلَىٰ الدُّعسُوُقَةِ وَأَعَطَتْهَا الحَبَّةَ

 وَمَا أَنْ تَنَاوَلَتْهَا حَتَّىٰ انْقَلَبَتْ عَلَىٰ ظَهْرِهَا وَراَحَتْ تغُطُّ فِي نَوْمٍ عَمِيِقٍ ٍ

فَاليَانْسُوُنْ مُسَكِّنٌ وَمُهَدِّئٍ يُسَبِّبُ النُّعَاسَ وَالنَّوْمَ

أَسْرَعَتْ النَّملَْةُ وَرَفَعَتْ السِّتَارَةَ فَوَجَدَتْ كُلَّ حَبَّاتِهَا المسرُوُقَةِ فَقَالَتْ بِغَيْظٍ : "لِّصَّةْ"😣

لَكِنَّهَا وَجَدَتْ أًنَّهَا قَدْ خَلَطَتْ الحُبُوبَ مَعَ بَعضِهَا  وَترَكَتْهَا مُتَنَاثِرَةً عَلَىٰ الأَرْضِ 

فَشَهَقَتْ وَوَضَعَتْ يَدَيْهَا عَلَىٰ عَيًْنَيْهَا ثُمَّ صََرخَتْ وَقَالَتْ : " لاَ لاَ هَذَا كَثِيرٌ ,...لِصَّةٌ وَفَوْضَوِيَّةٌ   "😩

فتَحَتْ رِيمَا عَيْنَيْهَا ثُمَّ تَثَاءَبَتْ وَفَرَدَتْ ذِرَاعَيْهَا وتَمَطَّتْ 

كَانَتْ أُمُهاَ وَاقِفًَةً أَمَامَ سَرِيِرِهَا 

فَقَالَتْ لهَا : " صَبَاحُ الخَيْرِ مَامَا"

ابْتَسَمَتْ مَامَا بِحَنَانٍ وَقَالَتْ لَهَا: " صَبَاحُ الخَيْرِ  َيا رِيِمَا  يَبْدُو أَنَّكِ كُنْتِ تَحْلُمِيَِنَ حُلُمَاً جَمِيِلَاً لَقَدْ ُكنْتِ تَضحَكِيِنَ وَأَنْتِ نَائِمَةٌ "

اسْتَغْرَقَتْ رِيِمَا فِيِ الّضَّحِكِ وَقَالَتْ: " فِعلَاً لَقَدْ كَاَنَ حُلُمَاً جَمِيِلَاً ...لَكِنَّهُ كَانَ غَرِيِبَاً جِدَّاً"😄

ثُمَّ حَكَتْ لَهاَ مَا رَأَتْهُ فِي الحُلُمِ وَقَالَتْ لََها : "لَكِنِّي صَحَوْتُ قَبْلَ أََنْ أَعْرِفَ كَيْفَ تَصَرَّفَتِ النَّمْلَةُ وَمَاذَا فَعََلتْ لتُعَاقِبَ الدُّعسُوُقَةَ "

قَالَتْ مَامَا : "سَنَتْرُكُ هَذَا السُّؤال لِأَحِبَّائِنَا الصِّغَارِ الَّذِيِنَ سَيَقْرَأوُنَ  القِصَّةَ وَسَنَطْلُبُ ِمنِْهُمْ اَنْ يَكتْبُوا لَنَا رَأيَهُمْ وَمَاذَا يَقْتَرِحُونَ عَلَىٰ النَّمْلَةِ أَنْ تَفْعَلَ لِمَُعَاقََبةِ الُّدعسَوُقَةِ "💗

أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم | وكيف ستعاقب النملة الدعسوقة في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 


👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/23/2021 06:41:00 م 7

  يوم ُعيدِ الكذِبِ 

يوم ُعيدِ الكذِبِ

 يوم ُعيدِ الكذِبِ 


اليوم َُهو اليومُ الأَوّلُ مِنْ َنيْسانْ

 يوم ُعيدِ الكذِبِ 

كلُّ الناسِ في هذا اليوم يكذبون كذباتٍ بيضاءَ فقط مِن أجِلِ المرحِ والتسلية٠ِ

فكّرَ رامي  لماذا  لا يكذبُ هو  الآخرُ ؟ 

فكّرَ وفكّرَ.... وهو يَفْرُكُ جبينَهُ بأصابِعهِ بماذا ستكذبُ يا رامي؟ 

بماذا ستكذبُ يا رامي ؟


 كان يبحثُ عِنْ كذبةٍ بيضاءَ لا تؤذي أحداً 

وفجأةً فقشَ بإصبَعيهِ وصَرَخَ .......وجدتُها 

 سأخبرُ جدَّتي بأنَّ عمّي  سيأتي معَ عائلتِهِ مِنَ السَّفَرِ لقضاءِ إجازةِ العيدِ معنا 

مُؤَكدٌ سيفْرِحُهَا هذا الخَبرُ كثيراً وحين تَكْتَشِفُ اللّعبةَ َستضحكُُ كثيراً ونتسلى 

وستضحكُ كلُّ العائلةِ, ولسوفَ تضربُني بعكّازِها وهي تقولُ: أيُّها الكذّابُ الصغيرُ 

ثم أسرعَ واتّصلَ بالجدّةِ و قالَ لها بلهفةٍ :

 استعدّي ياجَدَّة عمّي سامي قادمٌ سوفَ يأتي مِن السَّّفرِ أولَ أيامِ العيدِ وسيُمضي ُعطلةَ العيدِ معنا 

َفَرِحَتِ الجدّةُ كثيراً ولمْ تتمالكْْ نفسَها مِنَ الفرحةِ واتَّصلتْ بكلِّ أولادِها تُخبِرُهُم بموعدِ قدومِ ابنِها سامي من السَّفرِ  

 

كانتِ العمّةُ تريدُ الذهابَ في عطلةِ العيدِ معَ الجدّةِ إلى شاطىِ البحرِ وقد حجزَتْ شاليه هناكَ فألغَتِ إشتراكَ الحجزِ لأنها مشتاقةٌ لأخِيها المسافرِ 

كما بدأتْ الجدَّةُ تُعِدُّ لولدِها الأكلاتِ الشهيةَ. 

كان رامي يرى استعداداتِ العائلةِ لإستقبالِ عمِّهِ ويضحكُ في سرِّهِ وهو يقولُ :كمْ سنتسلى ونضحكُ 

وفي صبيحةِ أَوَّلِ أيامِ العيدِ ذهبَ الجميعُ إِلى بيتِ الجَّدةِ

 كلُّ العائلةِ كانَتْ هناكَ بانتظار قدوم العم 


  طرقَ رامي البابَ بهدوءٍ فهتفَ الجِميعُ وهَلّلوُا... وصلَ العمُّ سامي 

أحسَّ رامي بالخجلِ والِإرتباكِ يبدو أنَّ كذبَتَهُ لَمْ تكن بيضاءَ كما حَسِبَ فأطرقَ رأسهُ خَجَلاً  ثم أستدارَ يريدُ الذهابَ وكأنهُ يريدُ الهربَ

كان الأمرُ أصْعَبَ مِمَّا بَدا لهُ

أدرَكَ والدُ رامي فِعلةَ ابنِهِ فناداهُ  .....وَقَالَ له غاضباً: لاتذهبْ يا رامي  قِفْ أمَامَ الجميعِ وقُلْ الحقيقةَ

قال رامي خَجِلاً : أنا أَعتذِرُ مِنْكُمْ جميعاً كنتُ ... أََقْصِدُ.... أَرَدْتُ أَنْ أكذِبَ كذبةً بيضاءَ  لنتسلى 


نظرَتْ الجَدَّةُ مِنْ فَوْقِ نظاراتِها وانْحدَرَتْ دمعةٌ ِمنْ عَيْنَيها وَقَالَتْ بحزنٍ :أنا مشتاقةٌ ِلعَمِّكَ ياولدْ.

وأشاحَتْ بوَجْهِهَا عَنْ رامي انحنى رامي فَوْقَ يَدَيِّ جَدَّتِهِ يُقَبِّلُهَا وقالَ : 

سَامِحِيني يا جَدَّة َأرَدْتُ فَقَطْ أَنْ أُشَارِكَ بعيِدِ الكَذِبِ أَردتها كذبةً بيضاءَ َولَمْ أقْصِدْ مُضايَقَتَكِ

قالَ أبوهُ : ليسَ للكَذِبِ ألوَانٌ يا رامي الكذِبُ كَذِبٌ واللهُ لايُحِبُّ الَكذِبَ وَقَد نهانا عنه

 عيدُ الَكذِبِ للكذَّابِينْ وليسَ لنا  فهلْ ترضى أَنْ تكونَ مِنْهُمْ؟ 

ثُمَّ مَتى كانَ للَأشياءِ السيِّئةِ عِيدَاً؟ 

هلْ ترضى أنْ يكونَ هناك عِيداً للكَذِبِ؟.... وعِيدَاً ًللسًرقةِ؟..... وعيداً للِغشِّ؟

 حَرَّك رامي رأسهُ يمنةً ويسرةً ثمّ أَغمضَ عَينيهِ 

 وقالَ  لا أَرضَى بابا أَنْتَ مُحِقٌ

 أَعدُكَ أَمَامَ الجَمِيعِ أَنّي لَنْ أَكْذِبَ أَبَداً  ولَنْ أُشَارِكَ فِي عِيدِ الكَذبِ بَعْدَ اليَوْمِ

رَنَّ جَرَسُ البَابِ وَبَدأَ أَحَدُهُمْ يطرقُ البابَ بطرقاتٍ راقصةٍ 

هتفَتْ  الجَدَّةُ بلهجةٍ حزينةٍ : إِنَّها تشبهُ طرقاتِ سامي هَكَذا يَطرقُ الباب َ 

فتحَتْ َعمتي البابَ وهتفَتْ : انظروا مَنّ أَتَى 

  أطلَّ العَمُّ سامي برأسِهِ مِنَ البابِ وقال بمرحٍ ماهذا الإجتماعُ الجميلُ ..... الحمدُ للِّهِ كُلكُمْ ُهنا 

وقالَ :جئتُ أُشاركُكمْ بالعيدِ وأردتُ أنْ يَكونَ مَجِيئي مُفَاجَأةً فٰلمْ ُأخبرْ أَحَدَاً  

 قالَ رامي: ياللمصادفةِ ً .......آهٍ ياعمّي لَوْ سبقّتَ بالمجيئِ عَشْرَ دقائقَ.. عَشْرَ دقائقَ فَقط 

وضَحِكَ الجميعُ😊


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم |في التعليقات بلهفة ..

ألتقي بكم في قصة جديدة إن شاء الله ... وعبرةً جديدة .. 

💙 دمتم برعاية الله أحبائي 💙

👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/05/2021 09:21:00 ص

 دبدوب دب محبوب

دبدوب الدُّبُّ المحبوب - هدى الزعبي
دبدوب الدُّبُّ المحبوب - هدى الزعبي 


أحبائي الأطفال مرحباً بكم اليوم في قصّة جميلة سأحكي لكم فيها ما جرى مع صديقنا الجديد دبدوب المحبوب..

في يومٍ من الأيام شعر الدُّبُّ بضيقٍ في صدره لكن لم يعلم السبب, فجلس تحت الشجرة الخضراء الجميلة التي طالما كان يلجأ إليها عندما يشعر بالملل والضِّيق.. ،

 ثم  قرّر أن يذهب في جولةٍ داخل الغابة، فظل يمشي ويمشي حتَّى وجد نفسه في الغابة المجاورة. 

توقف الدُّبُّ و توسَّعت حدقتا عينيه مسحوراً بما رأى.. فقد وجد غابة نظيفةً ومرتبةً!!

أخذ يتجول فيها و يشعر أنَّ قلبه يرقص فرحاً فقد ذهِل لجمالها وأعجبَ بحسن ترتيبها.. قضى يوماً سعيداً هناك و عندما غابت الشَّمس و عاد إلى غابته أحسَّ بالفرق الكبير بين الغابتين، فالغابة التي يعيش فيها متسخة والفوضى تعمُّ فيها .. عاد إليه شعور الضّيق و حزن حزناً شديداً، لأنَّه  كان دباً مرتَّباً ولا يحبُّ الفوضى.. وأخيراً قرَّر أن يعيش في الغابة المجاورة. 

في صباح اليوم التالي ودَّع الدُّب أصدقائه و انتقل إلى الغابة النَّظيفة و المرتَّبة..

ولكن!!.. 

 بعد وصول الدُّبّ بأيام قليلة شعر بالحزن والوحدة. أحسَّ بالشَّوق إلى أهله و رفاقه و غابته وإلى شجرته الجميلة، لكنَّه  لا يحبُّ العيش في مكان مليء بالفوضى، لذا قرر عدم السماح لعواطفه أن تقوده للبقاء في مكان لا يشعر بالراحة فيه رغم محبته الشديدة له..

حزن أصدقاء الدُّبّ كثيراً لخروج صديقهم المحبوب من الغابة لذا عقدوا اجتماعاً لجميع الحيوانات لإيجاد الحلول المناسبة و إعادته.

فقال الضبع لم لا نجبره على العودة إلى غابتنا؟  

 قال القرد: أجل لنجعل ملك الغابة يأمره بالعودة و ينتهي الأمر،

 لكن أجابه الغزال قائلاً: لن يكون صديقنا الدُّبُّ سعيداً إن أجبرناه على العودة. فهو سيكون متضايقاً من اتّساخ غابتنا وجميعنا يعلم كم يحب النظافة والترتيب.  

 هزَّت البومةُ الحكيمة رأسها وقالت بهدوء: إذاً لم لاننظف غابتنا ونرتبها فيعود الدب إلينا وهو مسرور؟

 أعجب الجميع بالفكرة وقرروا أن يبدأوا بتنظيف غابتهم و الاعتناء بها لتصبح أجمل من كل الغابات الأخرى.

و لكن الغابة كانت كبيرة جداً وتنظيفها قد يستغرق جهداً ووقتاً طويلاً وقد اشتاقوا إليه ولم يعد بإمكانهم الصبر على فراقه  

قال الغراب: لا داعي للحزن يا أصدقائي استمعوا إليَّ قليلاً ، بالتعاون سنختصر الوقت والجهد و ننجز مهمتنا على أكمل وجه..

 هتف الجميع: نعم.. نعم... هذا صحيح 

وهكذا قسموا العمل بينهم و تعاونوا على  تنظيف غابتهم وترتيبها ..

وبعد التشاور أصدر ملك الغابة أمراً أمر بتطبيق الفكرة، أي أن يعمل الجميع و يتعاونوا على تنظيف الغابة.

 شعرت الحيوانات بالحيوية و النشاط و قسّموا العمل فيما بينهم  بسعادةٍ وفرح.

أخذت السناجبُ تكنس الأرض بذيلها والأرانب تقفز و تحمل أوراق الشجر اليابسة لتضعها على ظهر الحمار الوحشي لينقلها إلى حفرة كبيرة قام بحفرها الخلد قرب النهر لجمع النفايات فيها..

أما القرود فقد  أخذت تجمع الفاكهة المتساقطة وتضعها في سلةٍ كبيرةٍ صنعتها والدة الدُّب وإخوته الصغار من يقطينة كبيرة  الحجم  

و الفيل المرح قام برش الأرض بالماء مستخدماً خرطومه الطويل ليشطف أرض الغابة.. 

أما العصافير فكانت تزين أغصان الأشجار بالورود والأزاهير الفواحة وهي تغني وتغرد حتى يطرب الجميع ولا يشعروا بالملل والتعب


بعد يومٍ طويلٍ ومتعب .. نامت الحيوانات مجهدة  بعد أن أنهووا عملهم على أكمل وجه و أصبحت الغابة جميلة ومرتبة للغاية .

و في صباح اليوم التالي أرسل ملك الغابة الغزالة الرشيقة إلى الدُّبِّ لإحضاره إلى الغابة .. 

قالت الغزالة الرشيقة للدُّبِّ نريدك يا صديقي أن تأتي اليوم إلى غابتنا الجميلة فقد اشتقنا إليكَ كثيراً وقد أعددنا لك مفاجاةً جميلةً جداً.. 

سعد الدبُُّّ بذلك فقد اشتاق هو أيضاً لأصدقائه و غابته الغالية على قلبه..

و عندما وصل الُّدب إلى الغابة استقبلته مجموعة من الفراشات الملونة للترحيب به فلَّوح بيديه مرحباً .. وسالت دموعه لقد بدا متأثراً جداً

فقد اصطفت جميع الحيوانات لإستقباله ..

مسح الدبُّ عينيه متفاجئاً بما رأى.. 

فتح فمه بدهشة ثم قال و هو يتلعثم: الغـ ابـ ـة الغـ ابـ ـة  ثم صرخ فرحاً: الغابة نظيفةً و مرتبة..

ما أجملها إنَّها أجمل من الغابة المجاورة بكثير أنا سعيد حقاً شكراً لكم يا أصدقائي لقد تفاجأت كثيراً بعملكم وأنا أحبكم كثيراً ..

وهكذا عاد الدب إلى أحضان غابته وإلى أهله ورفاقه، وأقاموا حفلة كبيرة ورقص الجميع فرحاً بعودته ولم ينسوا الحلوى التي يحبها الدُّبُّ 

إنها أقراص العسل اللذيذة  قد قامت النَّحلات النَّشيطات بصنع قرص كبيرله احتفالاً بعودته ..


أرأيتم يا أطفالي ماذا تصنع المحبة؟ 

أرأيتم ماذا يصنع التعاون؟ مؤكد أنكم اكتشفتم العبرة بأنفسكم وسوف تتعاونون ولا شك لمساعدة ماما كي يبقى البيت جميلاً وحلواً ومرتباً

إلى اللقاء مع حكاية جديدة

انتظروا جدتكم هدى إنها تخبئ لكم الكثير من القصص

👵🏻جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/29/2021 05:09:00 م 4

السَّيّدَةُ المُتكبِّرةُ والصَّياد

السيدة المتكبرة والصياد
السيدة المتكبرة والصياد

أحبائي الأطفال مرحباً بكم اليوم في قصّة جميلة سأحكي لكم فيها ما جرى بين السّيّدةُ المتكبِّرة والصّيّاد ...

جِيدا سيدة متسلطة سليطة اللسان

تعيش في الريف ببيتٍ كبير بالقرب من النهر تقضي فيه كل عام عطلة الصيف بمفردها يرافقها خادمة وطاهٍ فقط، ولا أحد يدري لماذا لا تأتي العائلة معها لقضاء الإجازة 

لم تكن جِيدا محبوبة من الجيران لأنها متكبرة متعالية

كانت تأمر خادمتها بإلقاء القمامة كل يوم في النهر القريب  

كل الجيران كانوا  يرمون نفاياتهم  في مستوعبات القمامة  إلا هي  

تضايق الجيران منها  وأبدوا انزعاجهم واحتاروا في إيجاد طريقة للتفاهم معها وإقناعها بالإقلاع عن هذا التصرف... ولكن كيف؟ 

 وهي لاتحب التعاون معهم  ولا تستجيب لرغباتهم ...ولما فاتحوها بالموضوع  كلمتهم بفوقية وتعال ولم تستجب لهم أبداً بل زاد عنادها أكثر

ذات يوم كانت القمامة  التي رمتها بالنهر تحوي مواد تنظيف كيماوية  فقد كانت خادمتها تجري بعض التنظيفات في المنزل وتستعمل مواداً حارقة كاوية لتنظيف الأرض والجدران

  وكالمعتاد ألقت  الخادمة النفايات في النهر فأثّرت على الأسماك  وسببت لها ضرراً كبيراًحتى أن عدداً كبيراً منهم مات وطفا على سطح النهر

  ثار الجيران وفاتحوها بالأمر مجدداً وأخبروها أنها إذا استمرت على هذه الحال برمي القمامة في النهر فسوف تضر بالبيئة وتلوث النهر وتشوه جماله وتؤذي أسماكه

 فلم يرمش لها جفن ولم تستجب بل ثارت وغضبت وقالت بعصبية :

أنا حرة أفعل ما أشاء ولا أحب أن يتدخل أحد في شؤوني 

ولا يعنيني إن ماتت الأسماك أو عاشت  ثم إن النهر مليئ بالأسماك

ذات يوم ٍكانت تسير بالقرب من النهر فصادفت مركباً جميلاً

قال لها الصياد هل ترغبين بنزهة يا سيدتي  وانحنى أمامها باحترام 

سرّت السيدة لمعاملته وأحست بالزهو نظرت من تحت نظارتها الشمسية  وقالت بتعالٍ وهي تعدل قبعتها الكبيرة بيدٍ وتهز المروحة اليدوية باليد الاخرى:

نعم... نعم أرغب بذلك فالجو حار جداً اليوم

صعدت السيدة المتكبرة على سطح المركب كان النهر هادئاً والجو جميلاً   بدأت تهب نسمات هواء منعشةٍ  فشعرت بارتياحٍ وسعادةٍ ومضى المركب يسير في النهر حتى ابتعد عن الشاطئ وصار في منتصف النهر

  وفجأة سمعت صوت قرقعة أسفل المركب  واحست به يتمايل  

سألت الصياد عن السبب فقال لها 

:لا تقلقي يا سيدتي  إنها الأسماك  يبدو أنها قد اجتمعت لأمر هام 

حملقت باستغراب وقالت بدهشة ؟

 ماذا تقول الأسماك تعقد اجتماعاً أليس الأمر غريباً؟ 

قال الصياد: ليس غريباً على الاطلاق سيدتي كل المخلوقات تعقد اجتماعات... أصغى جيداً

-ثم قال: كأنها تتحدث  بأمر ٍ ما ولكن إذا أزعجك الأمر يمكن أن نسرع ونتجاوزها

لا لا ...صرخت السيدة :دعنا  نعرف ماذا تقول

استغربت السيدة وثار فضولها وقالت للصياد: تمهل قليلاً  يا هذا لاتسرع ....انا آمرك بالتريث وأشارت بيدها ليسير على مهل وأصاخت السمع جيداًً فلم تسمع شيئاٰ 

قالت بتعالٍ للصياد: ياهذا هل قلت لي أنك تتمكن من سماع حديث الأسماك

أجل اجل بالطبع 

أجاب الصياد :أنا معتاد على سماعها وأفهم ماتقول بحكم وجودي دائماً في الماء

 ثم جثا على ركبتيه وأصغى قليلاً ....ثم قال بصوت منخفض :كأنهم يتحدثون عن عقابٍ أو ماشابه ذلك 

دهشت السيدة وقالت: أصغِ  جيداَ لنعرف ما الأمر قرب الصياد أذنه من الماء 

 ثم قال بلهفة :يتحدثون عن سيدةٍ تلقي القمامة في النهر

  ماذا تقول أصغ جيداً

 لقد ألقت قمامةً سامةً في النهر ذات يوم واًدت إلى مرض ابنة الحوت الكبير ...إنها مريضة جداً وإذا ماتت فسوف يعاقبها 

 صرخت بصوت حاد 

كيف يعاقبني.... أقصد يعاقبها ....المجنون

-قال الصياد : لقد اكتشف أن بيتها قريب من النهر ...سيجعل النهر يفيض ويجتاح بيتها ثم يلتهمها بعد أن يمزقها إربأً

اتسعت حدقتا السيدة  ....هل يستطيع ذلك؟ 

رد الصياد : طبعاً يستطيع إنه الحوت الكبير يا سيدتي ....الكل يعرف أنه جبار  شديد البطش


بلعت جيدا  ريقها بصعوبة... ثم قالت بعصبية وهي تنظر إلى ساعة يدها :  أسرع أسرع وعد بنا .. أشعر بدوار وأريد أن ارتاح 

قال الصياد في سره :الكاذبة ....ثم عاد بها إلى الشاطئ

نزلت مسرعة إلى البيت وهي تتمتم ...إنه موعد رمي القمامة

 وما إن ابتعدت حتى قال الصياد بصوتٍ مرتفع:  وهو يصفق كفاً بكف... لقد ابتلعت الطعم

ثم استغرق بالضحك مجدداً وقال : المجنونة صدقت أن الأسماك تتكلم لقد انطلت عليها الحيلة تماماً   

 ومن يومها والجميع يرى خادمتها تتجه كل يوم  إلى مستوعبات القمامة لرمي فضلاتها فيها

وهكذا يا أحبائي تعلَّمنا معاً أن التكبر هي من صفة من صفات الجاهلين...

ألتقي بكم في قصة جديدة إن شاء الله ... وعبرةً جديدة .. 


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم| في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 

👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|


يتم التشغيل بواسطة Blogger.