تاريخ العرب منذ أول البشرية حتى ظهور الإسلام - الجزء الرابع - سليمان أبو طافش
 |
| تاريخ العرب منذ أول البشرية حتى ظهور الإسلام - الجزء الرابع تصميم ريم أبو فخر |
بعد ان تعرّفنا على معنى مصطلح العرب البائدة والعرب العاربة في الجزء لسابق نستكمل الحديث:
العرب المستعربة:
هم مجموعة القبائل العربية التي تلتقي أنسابها عند عدنان، فهم العرب |العدنانيون|، ويعود نسب عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم وكان يتحدث اللغة العبرية ثم تعلّم اللغة العربية وصار عربياً، وبناءً على ذلك التقسيم فإن قبيلة قريش والنبي محمدٌ ينتمون إلى العرب المستعربين، ولا أحد طبعاً يستطيع إثبات أو نفي هذه المعلومات، فالمصدر الأساسي لها هو كتاب العهد القديم وما نتج عنه من تأويلاتٍ وكتابات، فما مدى صحة وموثوقية تلك التقسيمات؟
لماذا تثير تقسيمات العرب الجدل
لم يذكر المؤرخون الذين وضعوا تلك التقسيمات أي دليلٍ أو منهجٍ يدل على الطريقة التي وصلوا بها إلى تقسيماتهم، ولذلك لا يمكن الجزم بصحتها، خاصةً مع وجود الكثير من الجدل والاختلاف حول نسب الأجداد الأوائل مثل عدنان وقحطان، وهذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن تلك التقسيمات نابعةٌ من مصادر ذات طابعٍ ديني تعود إلى إيمان ومعتقدات كلِّ من عمل عليها، وهي بالتالي غير موثوقة.
أصل العرب من الناحية العلمية
بناءً على العلم الحديث، وخاصةً علم الجينات، فإن لدى |العرب| مجموعةٌ جينيةٌ مميزةٌ لهم، ولكن الاختلافات الوراثية بين العرب الحاليين تزداد كلما ابتعدنا عن منطقة شبه الجزيرة العربية، ولا يجب أن ننسى الاختلاط والتزاوج مع الكثير من الشعوب الأخرى عبر التاريخ الطويل وما نتج عنه من صفاتٍ وخصائص جديدة.
أقدم ذكرٍ للعرب في التاريخ
يعود أقدم ذكرٍ للعرب في النقوش والوثائق التاريخية إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وذلك في نصبٍ آشوري يدعى نصب "|كورخ|"، الذي ذكر القبائل العربية ضمن مجموعة الشعوب التي أخضعها أحد |الملوك الاشوريين|، وهذا يعني أن جميع ما ذُكر عن أصل العرب والوجهات الحقيقية لهجراتهم هو مثيرٌ للجدل، فلا أحد يعلم حقيقة ذلك على وجه اليقين.
منشأ العرب وحقيقة هجراتهم
هناك الكثير من الفرضيات حول منشأ العرب، فهناك من يقول بأن أصلهم من شبه الجزيرة العربية، وهناك من يرى بأنهم هاجروا من بلاد الشام أو العراق ثم استوطنوا شبه الجزيرة العربية، ولكل رأي ما يدعمه من نقاط القوة والأدلة، ولكن الحقيقة تبقى غائبةً حتى الآن، أما ما هو مؤكدٌ ومتفقٌ عليه، فهو أن موطن |اللغة العربية| هو شبه الجزيرة العربية.
إضافةً إلى اللغة العربية التي جمعت العرب في شبه الجزيرة العربية، فقد جمعتهم أشياء أخرى كثيرة، ولعل من أبرزها هو ما صنعوه من حضارةٍ وثقافةٍ ورقي، وهذا يجعلنا نتساءل عن معنى "الجاهلية" التي عاشها العرب قبل الإسلام ومدى صحتها. فإذا تملكتك بعض الرغبة بمعرفة الحقيقة، فانشر المقال لعلّنا نجد من يجيب عن هذا التساؤل.
بقلمي: سليما أبو طافش
